اليمن.. الحصبة تُهدّد حياة الأطفال وانهيار النّظام الصحي
أدّت الحرب الأهلية التي اندلعت في اليمن منذ ما يقرب من 9 سنوات إلى جر القطاع الصحي إلى حافة الانقراض، ممّا أدى إلى توقف مكافحة الحصبة التي تُهدّد حياة الأطفال.
أفادت منظمة الصحة العالمية في بيانها نهاية آب/ أغسطس الماضي أنّ الوفيات الناجمة عن الحصبة والحصبة الألمانية في اليمن منذ بداية عام 2023 وحتى نهاية تموز/ يوليو بلغت 413 حالة، كما بلغ إجمالي حالات الإصابة نحو 34 ألفاً و300 حالة.
وجاء في البيان أنّه تمّ تسجيل 27 ألف حالة إصابة و220 حالة وفاة في البلاد العام الماضي، وتمّ التأكيد على أنّ هناك مخاوف من ارتفاع الحالات أكثر هذا العام.
وأشار البيان إلى أنّ ذلك ناجم عن الاضطراب الاقتصادي، وانخفاض الدخل، ونزوح الناس، واكتظاظ الظروف المعيشية في المخيمات، فضلًا عن استنفاد النظام الصحي وانخفاض معدلات التطعيم وعدم القدرة على الوصول إلى العديد من الأطفال خلال حملات التطعيم الروتينية.
كما ذكرت منظمة أطباء بلا حدود في تقريرها الذي نشرته في آب/ أغسطس أنّه خلال السنوات الثلاث الماضية، ارتفع عدد حالات الحصبة في المستشفيات التي تدعمها المنظمة في اليمن بشكل ملحوظ.
وأشار التقرير إلى ما يلي:
"في النصف الأول من عام 2023 وحده، شهدت فرقنا زيادة بمقدار 3 أضعاف في عدد مرضى الحصبة مقارنة بعام 2022 بأكمله، حيث تمّ قبول 4000 مريض بالحصبة وعلاجهم في أجزاء مختلفة من البلاد، وما يجعل الوضع أسوأ هو عدم وجود حملات التطعيم والعدد المحدود من مرافق الصحة العامة التي تعمل بفعالية وبأسعار معقولة، مما يجبر الناس على السفر لمسافات أبعد لتلقي العلاج اللازم".
الحكومة تطلق حملة تطعيم
ودفع ارتفاع عدد الوفيات والإصابات بمرض الحصبة في اليمن المسؤولين الحكوميين إلى إطلاق حملة تطعيم واسعة النطاق ضد المرض.
حيث أطلقت الحكومة اليمنية حملة التطعيم في 13 محافظة في 23 أيلول/ سبتمبر الماضي، بدعم من منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، والتحالف العالمي للقاحات والتحصين (جافي).
وتهدف الحملة في نطاقها إلى تطعيم أكثر من مليون و267 ألف طفل تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و5 سنوات خلال أسبوع.
ووفقاً لمنظمة أطباء بلا حدود، فإنّ الحصبة مرض شديد العدوى يمكن أن ينتشر بسهولة في المناطق المكتظة بالسكان وغالبًا ما يصيب الأطفال دون سن الخامسة، ومن الممكن الوقاية من مرض الحصبة الذي يمكن أن يكون خطيرًا وحتى مميتًا، خاصة بالنسبة لأولئك الذين يعانون من مشاكل أو مضاعفات صحية أخرى، من خلال التطعيم.
الأسر اليمنية لا تعرف أهمية التطعيم
وفي اليمن الذي يواجه إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية في العالم، لا يمكن منع انتشار مرض الحصبة؛ لأنّ القطاع الصحي على وشك الإرهاق، على الرغم من الجهود المحلية والدولية.
وقد قال نائب مدير الإعلام بوزارة الصحة العامة والسكان بتعز تيسير السامعي: "إنّ مرض الحصبة مستمر في الانتشار في تعز، خاصة في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين".
كما ذكر "السمعي" أنّ هناك مئات الوفيات وآلاف الإصابات في عموم اليمن، وقال: "إنّه تمّ تسجيل أكثر من ألفي حالة إصابة في تعز ووفاة 48 طفلاً؛ بسبب الحصبة".
وقال السمعي: "إنّ أهم سبب لانتشار مرض الحصبة هو قلة الوعي بأهمية التطعيم، وبالإضافة إلى منع حملات التطعيم في مناطق سيطرة الحوثيين، فإنّ الكثير من الأسر تخشى تعرض أطفالها للآثار الجانبية للقاح، وهذا من أسباب انتشار مرض الحصبة".
ودعا "السمعي" الأسر اليمنية إلى تطعيم أطفالها ضد الحصبة في المراكز الطبية حفاظًا على حياتهم. (İLKHA)