احتدام المعارك بين الجيش والدعم السريع في الخرطوم والبرهان يغادر إلى الجزائر
دوت انفجارات قوية وسط العاصمة السودانية الخرطوم، بالتزامن مع اندلاع اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في أحياء متفرقة من مدينة بحري، وُصفت بأنها الأعنف منذ اندلاع القتال في نيسان/ أبريل من العام الماضي.
شهدت العاصمة السودانية، أمس السبت، يوماً ساخناً من المعارك الضارية والمواجهات الشرسة بين الجيش وقوات الدعم السريع، في مختلف محاور القتال بمدن العاصمة الثلاث؛ الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري، في تصاعد كبير لحدة القتال استخدمت فيه كل أنواع الأسلحة بمشاركة فصائل وتشكيلات عسكرية مقاتلة برية وجوية ومدفعية، في وقت خفت فيه حدة القتال بمدينة بابنوسة، غرب كردفان، مخلفة وضعاً إنسانياً متفاقماً.
وخاض الطرفان أعنف المعارك والاشتباكات شمال الخرطوم بحري، استخدمت فيها جميع أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة والمتوسطة وكل أشكال القصف المدفعي والجوي وبالمسيرات، وشاركت فيها أيضاً من جانب الجيش القوات المحمولة جواً بعمليات إنزال مظلي خلف خطوط قوات الدعم السريع شمال الخرطوم بحري.
وأعلن الجيش، في بيان مقتضب/ عن تنفيذ عمليات عسكرية متزامنة على جميع المحاور ضمن النسق العملياتي اليومي، حققت الأهداف المخططة لها وكبدت خلالها العدو خسائر كبيرة في العتاد والأرواح.
وأوضحت مصادر ميدانية أن المعارك شملت رقعة جغرافية واسعة النطاق بمناطق الكدرو والدروشاب في محيط معسكر سلاح الأسلحة التابع للجيش شمال مدينة الخرطوم بحري، تم خلالها تدمير عدد كبير من عربات قوات الدعم السريع، وبسط الجيش سيطرته على شارع الكدرو، كما تم تدمير رتل إمداد قادم من شرق النيل في شارع الإنقاذ بحري كان في طريقه إلى الكدرو.
في سياق متصل، كشفت المصادر عن أن الجيش تحرك في محاور عدة تمكن خلالها من عزل قوات الدعم السريع بمنطقة قرى الصناعية ومصفاة نفط الخرطوم بالجيلي، تزامناً مع تحرك قوات من سلاح الإشارة في محيط كوبري الحلفايا وطريق التحدي الرابط بين الخرطوم وشمال البلاد.
وأوضحت المصادر أن قوات مشاة الجيش البرية وسعت دائرة سيطرتها شمال مدينة الخرطوم بحري بالتقدم نحو منطقة السامراب والازيرقاب ومدخل الدروشاب شمال المدينة.
وأفاد شهود عيان أن قوات الجيش بمعسكر حطاب انتشرت في طريق التحدي شمال العاصمة على امتداد المنطقة من الخوجلاب وأم القرى والكدرو وكوبري الحلفايا حتى مزارع شمبات.
وفي أم درمان دارت مواجهات برية عبر الشوارع والأزقة الضيقة خلال متابعة الجيش توسيع مناطق سيطرته وسط مدينة أم درمان القديمة، حيث شهدت مناطق الملازمين ومحيط الإذاعة والتلفزيون اشتباكات من مسافات قريبة بالأسلحة المتوسطة والخفيفة، بمساندة المسيرات والمدفعية.
وأفادت مصادر محلية، بأن المعارك احتدمت في محيط القيادة العامة للجيش وسط الخرطوم، وشهدت كثافة نارية بالقصف المدفعي العنيف، وفي محيط سلاح المدرعات جنوباً، كما دوت أصوات القصف المدفعي في مناطق جنوب الحزام.
وشنت المقاتلات الحربية والمسيرات غارات عنيفة على مواقع الدعم السريع في حي الطائف ومدخل كوبري المنشية حيث سمع دوي انفجارات عنيفة شرق الخرطوم.
من جانبها قالت قوات الدعم السريع: "إنها كبدت الجيش خسائر كبيرة في معارك شمال الخرطوم بحري بمنطقة الكدرو ومحيط معسكر حطاب التابع للجيش".
واتهمت القوات على موقعها الرسمي في منصة (إكس)، الطيران الحربي للجيش بقصف منازل المواطنين بحي الطائف شرق الخرطوم، وشن غارات جوية استهدفت المنازل والمساجد بمدينتي الضعين شرق كردفان وبابنوسة غربها.
فيما خفت حدة القتال في مدينة بابنوسة بغرب كردفان، بعد معارك شرسة على مدى ستة أيام متتالية مضت، بث مقاتلون ميدانيون من قوات "الدعم السريع" مقاطع فيديو يتحدثون فيها عن تقدمهم نحو مقر الفرقة 22 التابعة للجيش لإسقاطها خلال أيام معدودة.
في أعقاب هجوم على المدينة وسيطرة قوات الدعم السريع على أحياء عدة، تفاقمت الأوضاع الإنسانية مع استمرار موجات النزوح الجماعي لآلاف المواطنين هرباً من القصف المدفعي والجوي، نحو مدن المجلد والفولة، والقرى المجاورة سيراً على الأقدام، بينما علق كثر منهم بالعراء في أوضاع بائسة، يفتقرون فيها إلى المأوى والطعام ومياه الشرب.
وكشفت لجان مقاومة بابنوسة عن أن القتال خلف أوضاعاً إنسانية كارثية، ولم يجد الجرحى العناية الطبية اللازمة نظراً إلى إغلاق جميع مستشفيات المدينة، كما انعزلت المدينة بانقطاع كل أنواع الاتصالات وشبكة الإنترنت.
وكانت قوات الدعم السريع قد أطبقت حصارها من كل الجهات على مقر الفرقة (22) مشاة للجيش لكنها لا تزال تحت سيطرة الجيش.
وأوضحت اللجان أن المعارك تسببت كذلك في تدمير كبير للبنية التحتية بالمدينة وضمنها مصنع ألبان بابنوسة، والقطاع الغربي لسكك حديد السودان.
وقال نازحون من المدينة: "إن الطيران الحربي شن هجمات عنيفة ومتتالية مستهدفاً قوات الدعم السريع التي تتحصن داخل الأحياء السكنية".
من ناحية أخرى توجه رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش السوداني الفريق أول ركن "عبدالفتاح البرهان"، صباح اليوم الأحد، إلى جمهورية الجزائر، في زيارة رسمية يجري خلالها محادثات مع الرئيس الجزائري "عبدالمجيد تبون".
وذكرت وكالة السودان للأنباء الحكومية (سونا) أن المحادثات ستتناول مسار العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها، والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
ويرافق البرهان وزير الخارجية المكلف السفير "علي الصادق"، ومدير جهاز الاستخبارات العامة الفريق أول "أحمد إبراهيم مفضل". (İLKHA)