أطباء أنقرة يتساءلون: هل تخلى العالم عن انسانيته أم عن غزة؟
تجمع العشرات من الأطباء والمتدربين، أمام مستشفى أولوكانلار للعيون في أنقرة، وذلك من أجل مواصلة احتجاجهم الاسبوعي عبر "المسيرات الصامتة" في الأسبوع السابع، وذلك دعماُ لغزة.
نظم الاطباء والمتدربون على الطب في أنقرة اليوم السبت الـ30 من ديسمبر مسيرة تحت شعار "مسيرة الأطباء الصامتة"، وذلك بشكل متزامن في العديد من المدن التركية.
وأدلى الطبيب المتدرب عبد الصمد إسحاق، الذي قرأ البيان الصحفي نيابة عن الأطباء بعد المسيرة، أن الأطباء نظموا هذه المسيرة، أمام مستشفى أولوكانلار للعيون في أنقرة الصامتة، نيابة عن الإنسانية بالتصريحات الآتية.
"يعتقل الكيان الصهيوني المدير العام لمستشفى الشفاء محمد أبو سلمية منذ 22 تشرين الثاني/نوفمبر"
وأشار أسحاق إلى أنهم، كأطباء ومتخصصين في الرعاية الصحية، يقومون بمسيراتهم للأسبوع السابع على التوالي، في حوالي 40 مقاطعة، وذلك ضد الإرهاب والإبادة الجماعية التي يقوم بها الاحتلال، وأضاف قائلاً : "على الرغم من محاولة تمميع هذه القضية، إلاإن الحصار والمجازر في غزة مستمران بلا هوادة".
وتابع: نواصل رفع مستوى الوعي بمسيرتنا الصامتة في مكان استنفدت فيه الكلمات، مذكراً أن الكيان الصهيوني لا يزال يعتقل عشرات الأطباء منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، ولا يزال مكان العشرات منهم مجهولاً وأفاد أن المدير العام لمستشفى الشفاء، المستشفى الرئيسي في مدينة غزة، محمد أبو سلمية لا يزال معتقلاً منذ 22 نوفمبر/تشرين الثاني، ولا يزال العديد من كبار الأطباء، البالغ عددهم 54 طبيباً، محتجزين لدى قوات الاحتلال، دون تهمة منذ شهر تقريبًا ولا أحد يعرف مكان وجودهم.
وتابع نطالب منظمة الصحة العالمية والجهات الدولية الفاعلة وننادي دولتنا ونقول: نريد أن نستقبل زملائنا المعتقلين بأمان ونراهم أحرارًا!".
"26 مركزا صحيا من أصل 35 مستشفى في غزة خارج الخدمة حاليا"
وأشار إسحاق إلى أن جميع المستشفيات في غزة تتعرض للقصف، فقال:
"26 مركزًا صحيًا من أصل 35 مستشفى في غزة خارج الخدمة حاليًا. والمستشفيات التسعة المتبقية تعمل بشكل جزئي فقط. وتوفر هذه المستشفيات أيضًا المأوى لآلاف النازحين داخليًا. و كذلك استهداف المستشفيات لا يسمح بمعالجة المرضى.
وتابع: لقد قصف الاحتلال كل شيء من ذلك استهدافه سيارات الإسعاف الحكومية والتابعت منها لمنظمة أطباء بلا حدود وللصليب الأحمر، وقصف مستشفى الرنتيسي للأطفال، وقصف مستشفى النصر للأطفال، وقصف مستشفى العيون الوحيد في غزة، وقصف مستشفى الصحة النفسية الوحيد في غزة، وقصف مستشفى فيفا لإعادة التأهيل. تم قصفه، وتم قصف منشأة رعاية صحية رفيعة المستوى بجوار مستشفى فيفا لإعادة التأهيل، وتم استهداف مستشفى الدرة للأطفال بالفوسفور الأبيض المحظور في 12 أكتوبر، وقصف المستشفى الإندونيسي، المستشفى الوحيد الذي يعمل حاليًا في الشمال، وقصف مستشفى الشفاء وأقتحمه وأعاقل العشرات من الأطباء منه، وقصف كليتي الطب في جامعة غزة والجامعة الإسلامية و جامعة الأزهر، وفي الأيام الأخيرة، بدأت الهجمات والحصار على المستشفيات في جنوب غزة، حيث يشار إلى الأبرياء على أنها مناطق آمنة ثم يقصفونها، كمستشفى الأمل ومجمع الناصر الطبي في خانيونس اللذان يتعرضان لهجوم مكثف وتايع قائلاً "إننا نناشد منظمة الصحة العالمية والجهات الفاعلة الدولية ودولتنا ونطالب بتوفير الأمن واحتياجات المستشفيات والمراكز الطبية المتبقية وإعادة بناء المستشفيات المدمرة في أسرع وقت ممكن".
"هل تُركت غزة أم ضمير العالم كله وشأنه؟"
وقال إسحاق: "الأطباء والعاملون في مجال الرعاية الصحية معتادون على رؤية الدم، ورؤية الجرحى، والعمل دون توقف، والأرق، والوقوف لساعات، وعدم رؤية أسرهم لعدة أيام. لكنهم لم يعتادوا على عدم القدرة على تقديم المساعدة ومد يد العون للشخص المصاب، والموت البطيء لمرضاهم أمام أعينهم وهو من أعظم الآلام التي يمكن أن يتعرضوا لها" وتابع: "هل تعلم كم يومًا كان الأطباء ومتخصصو الرعاية الصحية في غزة يعانون من هذا الألم بسبب النقص الحاد بالأدوية والمعدات الجراحية ونقص التعقيم وإنقطاع الكهرباء والأكسجين؟وأحياناً يتم جلب الجرحى والشهداء من ذويهم إلى الغرف والممرات التي يعتنون فيها بالمرضى، هذه هي المأساة الإنسانية " ، وتساءل إذا كانت هذه ليست مأساة أنسانية فما هي؟ لا يوجد حتى الآن مصدر مياه صحي في غزة، ولا كهرباء، ولا وسائل نقل، والطعام محدود، والسكن محدود، ولا يوجد أمان! هل غزة تركت أم ضمير العالم مات؟ المسألة ليست بالدين أو العرق أو اللغة أو اللون يكفي كونك إنسانا لكي تمد يد العون للمحتاجين، ولكن العالم صامت منذ 80 يوما.
وتابع: كأطباء ومتخصصين في الرعاية الصحية وليس لدينا إجابات على هذه الأسئلة، كيف لنا أن نعيش.
"مسيرتنا هذه هي إعلان أننا لا نقبل الإرهاب والإبادة الجماعية والاحتلال في أي مكان في العالم"
وأخيراً قال إسحاق: "إن مسيرتنا هذه هي إعلان أننا لا نقبل الإرهاب والإبادة الجماعية والاحتلال في أي مكان في العالم! وسنواصل نضالنا للتخلص من كافة الأعمال اللاإنسانية حتى النهاية! وفي هذا الصدد، نحث كل الأطباء والعاملين في الرعاية الصحية وكل أصحاب الضمائر الحية للتحرك في هذه المسيرة المشرفة." ندعوكم لتكونوا صوتا في قافلة المسيرة الصامتة للوقوف ضد الظلم الذي لن نقبل به مهما كان، ونحن سيكون أولئك الذين يقفون ضد الظلم بالصبر والعزم.
وبعد البيان الصحفي، تفرق العاملون في مجال الرعاية الصحية.(İLKHA)