مَحۡمَد أوزجان: موازنة بين استعراض قوة الغرب وعجز دول المسلمين
أكّد الكاتب "أ.محمد أوزجان" أنّ دول المسلمين عاجزة عن مساعدة أهل غزة، بينما يستعرض الغرب قوته مع الكيان الصهيوني على أهل غزة.
قال الكاتب "أ.محمد أوزجان" في زاويته الأسبوعية:
"ألا ترون عجز دول المسلمين؟ فمنذ اليوم الأول تواصل الولايات المتحدة الأمريكية وإنگلترا إرسال سفن وطائرات حربية مليئة بالتجهيزات والمعدات العسكرية لإسرائيل، أمّا الدول الإسلامية تحاول لأيام إيصال مساعدات مثل الغذاء والدواء إلى سكان غزة، حيث نفد الغذاء والدواء، وقُطِعت الماء والكهرباء، وتُرتكب إبادة عامة، لكن بدون جدوى، فليس السلاح ما يريدون إرساله، بل غذاء ودواء وحتى هذا ليس مسموحاً؛ لأنّ معبر رفح ما زال مغلقاً، والذي يبقيه مغلقاً دولة مسلمة حاكمها وصل إلى الحكم بتقتيل المسلمين الانقلابي "السيسي".
وقد هدّد النظام الصهيوني مصر "إذا فتحتم معبر رفح، سأضربكم أيضاً"، فالانقلابي "السيسي" لا يهمّه تحوّل غزة إلى دمار وخراب، لكنّه مضطر لأن يظهر أنّه يفعل شيئاً كي لا يرتفع نبض شعب من 90 مليون مسلم في الداخل، وبينما يقوم الانقلابي "السيسي" بالإلهاء، يقوم النظام الصهيوني بإسقاط عشرات آلاف أطنان القنابل على 2.4 مليون في غزة، قاتلاً آلاف الناس تاركاً مدينة مدمرة مخربة فالمستشفيات صارت في حالة لم تعد قادرة على الاستجابة، وبقي المصابون على الأرض، والجثث وُضعت في البرادات والثلاجات؛ لأنّ المشارح لم يعد فيها مكان، ونحن نواجه وضعاً كارثياً مؤلماً جداً.
وفي اليوم الثامن للقصف أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية أنّها ستُجلي مواطنيها عبر معبر رفح، وبينما طائرات المساعدات التُركية الثلاث تنتظر المرور من مصر إلى غزة، تعلن الولايات المتحدة الأمريكية عن إجلاء رعاياها وإخراجهم ما معنى ذلك؟ إنّها رسالة إلى العالم، من النظام الصهيوني "أسمح بما أريد عندما أريد" ولتصوير الولايات المتحدة الأمريكية أنّها دولة "قوية".
فاللوبي وجماعات الضغط الصهيونية تعمل لأيام على خلق وهم من خلال الأكاذيب عبر وسائل الإعلام، فبدأوا بكذبة أنّ حماس ذبحت أطفالاً واغتصبت نساءً في يوم بداية عملية "طوفان الأقصى" لكن بلا أي إثبات من صور أو وثائق، فنحن نواجه عدواً عديم الأخلاق، لا يحمل أي قيم إنسانية، ولا يخجل من الكذب على الأكاديميين والبيروقراطيين، وخصوصاً الرؤساء ورؤساء الوزراء، ولا من العمل على خداع شعوب العالم.
كما عبّر عن هذه الأكاذيب "بايدن" العجوز الخرف، فاقد هيبة الولايات المتحدة الذي يكافح للوقوف على قدميه، ومثلما برّرت الولايات المتحدة الأمريكية في 2001 غزوها لأفغانستان بذرائع واهية، وصرح "بوش" الرئيس الأمريكي وقتها "هذه حرب صليبية" كاشفاً أنّ هدفه الأصل هو ضد الإسلام والمسلمين، فاليوم أيضاً تُقدّم إسرائيل سلسلة من ذرائع واهية لاحتلال ما بقي من الأراضي الفلسطينية، وتنتهك حقوق الإنسان وتقوم بجرائم حرب لما لا يُحصى، وغير مختلفة عن الخطاب الصليبي للولايات المتحدة الأمريكي، فتستمر بشن حرب ضد الإسلام والمسلمين، ويحلم النظام الصهيوني بإقامة "دولة إسرائيل الكبرى" على هذه الأراضي المقدسة، مكافأة على حربهم بالوكالة.
والأمم المتحدة، كما تعرفون تعمل بنشاط كبير في الأزمات الإنسانية وحالات الصراعات والحروب التي تعني الولايات المتحدة وأوروبا بشكل مباشر، لكنّها ما تزال تقف متفرجة على غزة التي حاصرتها إسرائيل الصهيونية لـ17 سنة، والآن تُرتكب فيها إبادة جماعية، فمثلاً، منذ اليوم الأول للعملية الروسية ضد أوكرانيا، تدخل الأمم المتحدة بفعالية لأجل المدنيين الأوكرانيين، وفتحت ممراً إنسانياً لملايين المدنيين ليستقروا في بلدان آمنة.
لكن عندما يتعلق الوضع بدولة أو مدينة إسلامية أو بالمسلمين، تصير الأمم المتحدة غير حاضرة، وما أكثر الأمثلة على ذلك، فرغم الإبادة العامة التي في غزة، ظهرت الأمم المتحدة مثل مجرد مؤسسة إحصائية لتقييم الوضع ولا تتدخل، مما يعني وجوب تخليص مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من سيطرة الدول الإمبريالية الخمس، وتوقيع تشكيل جديد يضم دولاً إسلامية، وإلا، فعلى جميع الدول الإسلامية الأعضاء أن تنسحب من العضوية، وتحتج على هذا النظام غير العادل، وتقيم اتحاد للدول الاسلامية.
وما دامت الدول الإسلامية لا تُقدّم الدعم لحركات المقاومة الاسلامية الفلسطينية التي تذكّر أمة تناست أنّ الجهاد من أركان الإسلام، وتفدي بأرواحهاً عزة وشرف المسلمين وأراضيهم المقدسة، فسيستمر نظام عالمي غير عادل، تكون الغلبة فيه للظالم، وهذه الذلة ليست قدر المسلمين، وإنما تغييره بيد حكام المسلمين وعلمائهم". (İLKHA)