مَحۡمَد گوكطاش: أنقذونا نحن أيضاً يا أطفال غَزَّة!
غَزَّة بأهلها وأطفالها تلقن الإنسانية دروساً، وقضايا فلسطين تبقي العالم الإسلامي حياً ويقظاً‥
نعم لم تقرؤوا ذلك خطأً، لسنا نحن من سينقذ غَزَّة وأطفال غَزَّة، بل هم من سينقذونا.
لا تنسوا أن فلسطين وغَزَّة كانتا قلب الأرض كلها منذ ما يقرب من قرن من الزمان. فمن هناك يُضخ الدم في عروق الأرض، وتُضخ الحياة. وفلسطين والقدس وغَزَّة هي حجرة الأكسجين وغرفة الإنعاش للعالم الإسلامي، وهي من تمد الأكسجين إلى رئتي العالم الإسلامي. بل من فلسطين، يُضخ الإيمان في قلوب جميع المسلمين على وجه الأرض، فيتقوى إيمانهم.
المسجد الحرام والمسجد النبوي محيطان يبعثان السكينة في قلوبنا، لكن للمسجد الأقصى قوة ووظيفة تعزز وترفع قلوبنا وإيماننا.
ومنذ نصف قرن على وجه الخصوص، ظلت فلسطين تخبر المسلمين بأنهم مسلمون. فالمسلمون يتعلمون من فلسطين، ويتذكرون من فلسطين أنهم مسلمون، وفلسطين تعلمنا أننا من نحن، وأننا نحن الأمة. فعلمنا أننا أمة واحدة، كما أن الظالمين والمستكبرين ملة واحدة. ومع غَزَّة وفلسطين نحدد صفوفنا ونوضح خطنا.
تُقسم الأرض إلى قسمين؛ من بجانب غَزَّة ومع أطفال غَزَّة، ومن ضد أطفال غَزَّة! قل لي، من يستطيع التمييز والتقسيم بشكل أوضح وأظهر من هذا؟
نرى مشاهداً من النضال الفلسطيني ومقاومة غَزَّة، وتتغير الأجواء في غرفنا الدافئة. وتكون موائدنا، ولقمنا، ومذاق أفواهنا، كلها موجهة نحو غَزَّة.
نتعلم من أطفال غَزَّة ماذا يعني أن تكون مسلماً… الأطفال الصغار في غَزَّة يذكروننا بواجباتنا تجاه ربنا وواجباتنا تجاه المسلمين! أطفال غَزَّة يعلموننا الموقف الذي يجب أن نبديه ضد المضطهدين الإمپرياليين. أطفال غَزَّة يعلموننا ماذا يعني أن تكون طفلاً. نتعلم من الحجارة التي في أكف الأطفال الفلسطينيين أن القوى الخارقة في الواقع لا شيء! فأطفال فلسطين يجعلون أعظم تقنيات العالم تبدو صغيرة في أعيننا؛ أطفال غَزَّة هم الذين يحقنون الأمل في كل عروق الأرض!
فالآن فكر مرة أخرى، حاول أن ترى بوضوح من الذي أنقذ الآخر.
(İLKHA)