مشروعَي قرارين بشأن الحرب على غزّة يفشل مجلس الأمن في اعتمادهما
فشل مجلس الأمن الدولي في تبني مشروعي قرارين أميركي وروسي بشأن غزة، حيث استخدمت روسيا والصين حق النقض "الفيتو" ضد المشروع الأميركي، في حين فشل المشروع الروسي في الحصول على أصوات كافية.
لا تزال الانقسامات في مجلس الأمن الدولي، بشأن الحرب التي يشنها جيش الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة المحاصر، تخيم بظلالها على المشهد، وتزيد من المعاناة الإنسانية في القطاع جراء الهجوم الوحشي، إذ رفض أعضاء مجلس الأمن مشروعي قرار متعارضين، قدّمت أولهما الولايات المتحدة، وثانيهما روسيا التي شمل مشروع قرارها "وقف إطلاق نار إنساني" فوري.
وطرحت الولايات المتحدة، السبت الماضي، مسودة مقترح صدم بعض الدبلوماسيين بداية الأمر، في صراحته، بالقول: "إنّ لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، ومطالبة إيران بوقف تصدير الأسلحة إلى جماعات مسلحة".
ثمّ خففت الولايات المتحدة بعد ذلك نبرة المسودة متخلصة من الإشارات المباشرة إلى إيران وحق الكيان الصهيوني في الدفاع عن النفس، لكن روسيا قالت، الثلاثاء: "إنّه لا يمكنها تأييد خطة العمل الأمريكية"، وطرحت مقترحها الخاص.
وعند التصويت على القرار المعدل، مساء أمس الأربعاء، استخدمت روسيا والصين حق النقض، كما رفضته أيضًا الإمارات، وامتنعت البرازيل وموزمبيق عن التصويت.
في المقابل، حظي القرار بموافقة 10 أعضاء بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، لكن هذا لم يكن كافيًا بسبب الفيتو الروسي الصيني.
وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد: "إنّ مشروع القرار الذي أعدّته بلادها يدعو إلى توسيع سريع للمساعدات للاستجابة للاحتياجات الإنسانية الرهيبة والملحّة للفلسطينيين في غزة".
وأضافت قائلة: "إنّ النصّ الأميركي يؤكّد أيضًا على حقّ كلّ الدول في الدفاع عن النفس، ويدعو إلى هدن إنسانية".
ووصف السفير الصيني "جون تشانغ"، مشروع القرار الأميركي، بأنّه غير متوازن إلى حدّ كبير، ويخلط بين الخير والشرّ.
وندّد نظيره الروسي "فاسيلي نيبينزيا"، بالنصّ الأميركي الذي يهدف في الأساس إلى دعم الموقف الأميركي في المنطقة.
وكانت موسكو انتقدت بشدّة مشروع القرار الأميركي؛ بسبب خلوّه من دعوة واضحة لـ"وقف إطلاق النار".
وإثر التصويت، أعربت السفيرة الأميركية عن أسفها لموقف روسيا والصين، وقالت: "على الرّغم من أنّ تصويت اليوم يمثّل انتكاسة، إلا أنّنا لسنا محبطين".
واتّهمت "توماس غرينفيلد" روسيا، بإعداد مشروع قرار بسوء نيّة، معتبرة أنّ النصّ الروسي يرمي إلى تقسيم المجلس أكثر ممّا يرمي لتلبية احتياجات الإسرائيليين والفلسطينيين.
وبسقوط مشروع القرار الأميركي، طرح على التصويت مشروع القرار الروسي الذي يدعو إلى "وقف إطلاق نار إنساني" فوري، ويدين "الهجمات المروّعة" التي شنّتها حركة حماس على الكيان المحتل.
لكنّ هذا النصّ فشل بدوره إذ لم تؤيّده سوى أربع دول هي روسيا والصين والإمارات والغابون، بينما صوّتت ضدّه دولتان هما الولايات المتّحدة وبريطانيا، وامتنعت الدول التسع الباقية عن التصويت.
وبرّرت السفيرة البريطانية "باربرا وودوارد" تصويتها ضدّ النصّ الروسي، بقولها: "إنّ بلادها لا يمكنها أن تؤيّد نصًّا لا يعترف مرة أخرى بحقّ إسرائيل في الدفاع عن نفسها".
وفي أقلّ من أسبوعين، رفض المجلس أربعة مشاريع قرارات بشأن هذه القضية.
وتسبّبت هذه الانقسامات العميقة في مجلس الأمن بإحباط لدى عدد من الدبلوماسيين الذين أعربوا عن استيائهم لعدم قيام المجلس بأيّ تحرّك فعّال على الرّغم من دخول الحرب بين الكيان الصهيوني وحماس يومها الـ19.
وبحسب مصدر دبلوماسي فقد حاولت فرنسا، من دون جدوى، إقناع روسيا والولايات المتّحدة بسحب نصّيهما قبل إحالتهما على التصويت.
وبالنيابة عن الدول العشر غير الدائمة العضوية في مجلس الأمن، ستتولّى مالطا الآن إعداد مشروع قرار جديد.
وقالت سفيرة مالطا في الأمم المتحدة فانيسا فرايزر: "لدينا واجب والتزام بالعمل".
وفي مواجهة الانقسام الواضح في مجلس الأمن وحالة الشلل التي يعاني منها، ستناقش الجمعية العامة للأمم المتّحدة ملف الحرب، اليوم الخميس وغدًا الجمعة، علمًا بأنّ قرارات هذه الهيئة غير ملزمة، خلافًا لما هي عليه حال قرارات مجلس الأمن.
وبالنيابة عن المجموعة العربية، اقترح الأردن نصًّا يدعو بشكل خاص إلى وقف فوري لإطلاق النار، ووصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى قطاع غزة.
وأعلن السفير الفلسطيني "رياض منصور"، الأربعاء أنّ الدول الأعضاء الـ193 في الجمعية العامّة ستصوّت على هذا النصّ بعد ظهر الجمعة، ونأمل أن ننجح في السماح للجمعية العامة بأن تعمل بينما مجلس الأمن مشلول. (İLKHA)