رئيسة الجناح النسائي في حزب الهدى بإسطنبول: كربلاء القرن تحدث في غزة
أصدرت رئاسة حزب الهدى للجناح النسائي بيانًا صحفيًا أدين فيه القصف المتواصل لغزة من قِبل الاحتلال الصهيوني، في انتهاك للقانون الدولي وارتكاب جرائم ضد الإنسانية والحرب.
حضر العديد من أعضاء ومتطوعي حزب الهدى المؤتمر الصحفي الذي عُقِد في حديقة فاتح سراج خانة، حاملين لافتات مؤيدة للمقاومة في غزة، وشتم نظام الاحتلال، بالإضافة إلى أعلام التوحيد والأعلام الفلسطينية.
وقد قرأت رئيسة الجناح النسائي في حزب الهدى بإسطنبول "مريم كيراز" الجزء التركي من البيان الصحفي الصادر بثلاث لغات: العربية والإنجليزية والتركية، واليوم، أودُّ أن أخاطبكم لست كعضو في المجلس الإداري العام لـلحزب ورئيسة الجناح النسائي في إسطنبول، ولكن كأم وطفلة وزوجة وأخت، فيا أعزائي الإسطنبوليين! إنّ إخواننا الفلسطينيين يناضلون ويكافحون تحت وطأة وحشية الاحتلال الصهيوني منذ أكثر من 75 عامًا، ولقد هاجموا إخواننا الفلسطينيين والغزيين الذين يكافحون من أجل البقاء تحت قنابل الاحتلال الصهيوني القاتل لمدة 13 يوماً، بصاروخ على المستشفى الذي لجأوا إليه قبل يومين، ووفقاً للأرقام الرسمية فقد قتلوا بوحشية أكثر من 500 امرأة وطفل ومرضى ومسنين من الإخوة والأخوات أي أصبحوا شهداء، وإنّ هذا الهجوم الوحشي اللاإنساني هو إبادة جماعية كاملة".
"كربلاء القرن تحدث في غزة"
وقالت كيراز: "في فلسطين، أن تكوني أماً، وأن تكوني طفلة، وأن تكوني زوجة، والأهم من ذلك، أن تكوني امرأة يعادل ارتداء قميص مصنوع من نار، فتخيّلوا أمّاً لا تستطيع إعطاء طفلها الطعام أو الماء، وكأنّ كل هذا لا يكفي، بل إنّها تعيش في قلق من سقوط قنبلة في أي لحظة، فكربلاء هذا القرن تحدث في غزة، والمئات من النساء والأطفال يستشهدون كل يوم في مستشفيات غزة، وبينما يعاني الأطفال من الجوع والعطش والأنين تحت القصف، فإنّ من يُسمّون بذوي الضمائر الحية في العالم يراقبون ما يحدث فقط".
وتابعت "كيراز" قائلة: "فكروا في طفل صغير يكتب اسم أمه وأبيه ونفسه على يده، هل تعلمون لماذا كتب هذه الأسماء على يده؟، كتبها حتى إذا اُستشهد يصل أهله إلى جثته الهامدة، فنحن في نهاية موقف تعجز عنه الكلمات، وتخيّلوا أيضًا أنّ أخًا وأختًا فقدوا أمهم وأبيهم ويحاولون الاعتناء بالمنزل الذي ورثوه منهم ومن إخوتهم الصغار الذين هم مستقبل فلسطين وغزة، وللأسف يأتي المحتلين الصهاينة ويخرجونه هو وإخوته من منازلهم ويلحقون بهم أفظع الشتائم والقسوة، وهو لا يستطيع حتى حماية إخوته".
"أولئك الذين يبثون كل أنواع القضايا البسيطة على أعلى مستوى، فلماذا لا يرون صرخات أطفالنا الفلسطينيين وغزة؟"
وذكرت "كيراز" أنّ عصابة الاحتلال القاسية استمرّت في الاعتداء بوحشية على النساء والأطفال منذ عام 1947، وقالت: "إنّ إيمان نسائنا وأطفالنا الفلسطينيين في مواجهة وحشية الشبكة الإرهابية هو رسالة ومثال للعالم أجمع، وبسبب هذا الإيمان، ضحى إخواننا الفلسطينيون الذين هم مصدر فخرنا، بحياتهم وممتلكاتهم وكل متع الحياة من أجل حماية قدسنا والمسجد الأقصى، وبينما نتردد في السماح لأطفالنا بمشاهدة هذه الهجمات الوحشية والدنيئة على شاشات التلفزيون أو وسائل التواصل الاجتماعي، فإنّهم يعانون من هذه الفظائع على أرض الواقع، وإنّهم يحاولون التمسك بالحياة وسط هذا القمع، فأودُّ أن أشارككم هذه البيانات التي ستكون مصدر عار لمسلمي العالم، فيا إخوتي وأخواتي الأعزاء، وفقاً لبيانات وزارة الصحة الفلسطينية، فقد استشهد في غزة حتى الآن 940 طفلاً و1032 امرأة في هجمات المحتلين الإرهابيين في الفترة من 7 إلى 19 تشرين الأول/ أكتوبر، فبينما يفقد فلسطيني حياته كل خمس دقائق، فإنّه يموت ثلاثة أطفال كل ساعة، فأيّتها الإنسانية! وأيّها المسلمون!، وأيّها المدافعون عن حقوق المرأة! وما يسمّى بالمدافعين عن حقوق الإنسان! أين أنتم؟، فكم من الناس يجب أن يستشهدوا؟، وكم من الوقت يجب أن تكون المواقد مشتعلة؟، فمتى سترفعون صوتكم وتقولون أوقفوا هذه الوحشية وهذه المذبحة؟، ولماذا هذا الصمت على قسوة الصهاينة؟، ويا للضمائر الفاسدة! وإنّ أولئك الذين لا يستطيعون أن يقولوا كف عن هذه الوحشية هم ذوو قلوب متحجرة!، ويا أيّها الذين يصرخون من أجل قطة وكلب!، وأولئك الذين ينشرون كل أنواع القضايا البسيطة على أعلى مستوى في وسائل التواصل الاجتماعي والمكتوبة والمرئية! لماذا لا تستمعون إلى صرخات أطفالنا الفلسطينيين في غزة؟، والذي يسكت على الظلم فهو شيطان أخرس، فيمكنكم منع اضطهاد الظالم، وإذا لم تتمكنوا من ذلك، فيجب عليكم أن تعلنوا ذلك، فهذا هو واجبكم الإنساني والضميري، وبما أنّه ليس لديكم ضمير ولا قلب، فمن الآن فصاعدًا، التزموا الصمت إلى الأبد".
"لا تصمتوا ضد الإبادة الجماعية، وقفوا وانتفضوا وقولوا كفوا عن القمع"
وفي نداءها لزوجات زعماء العالم ودعوتهنّ للتعاطف مع ما يحدث، ألقت "كيراز "في الأخير العبارات التالية:
"أيتها السيدات الأوائل، زوجات زعماء العالم! أريدكم أن تتعاطفوا كأمهات وزوجات، فماذا كنتم ستفعلون لو كان أطفالكم في الظروف التي يجد الأطفال الفلسطينيون أنفسهم فيها، وسط هذه الوحشية؟ فاطرحوا هذا السؤال على ضميركم واجعلوا التضحيات التي ستقدمونها من أجل أطفالكم في مثل هذا الوضع الآن، فلا تسكتوا على هذه الإبادة الجماعية والوحشية. وبهذه الطريقة، يمكنكم أنتم أيضًا أن تكونوا فعّالين في إنهاء هذه الإبادة الجماعية، ويا إخوتي وأخواتي الأعزاء من إسطنبول! من يستطيع الإجابة على أسئلة الأطفال الفلسطينيين هذه، ما هي جريمتنا؟ لماذا يتم ذبحنا؟ نشعر بالبرد، وننام جائعين، ولا نجد الماء؟ لا نستطيع رؤية والدنا، ولا نستطيع النوم بسبب أصوات القنابل، وأصدقاؤنا يموتون، فهل يعاني جميع الأطفال مما نعاني به؟، فأجبني أيّها المسلم! إذا لم يكن لديك إجابة، قم وانتفض وقل توقف عن الظلم!".
واُختتم البيان الصحفي بدعاء "مريم كراكايا" من أجل انتصار مقاومة المسلمين الفلسطينيين. (İLKHA)