• DOLAR 32.883
  • EURO 35.182
  • ALTIN 2450.326
  • ...
فلسطين و العقل المدرَب بقلم د.عبد القادر توران
Google News'te Doğruhaber'e abone olun. 

جاء في المقال الأسبوعي للدكتور "عبد القادر توران"، ما يلي:

المتحدثون عن "العجز المكتسب" أفلسوا، والحقيقة، أنه مادام الإنسان لديه إرادة فلن يعجز، ولا تموت الإرادة في أي نقطة وُجد فيها الإسلام.

بينما الولايات المتحدة الأمريكية تسعى لتكون قوة مسيطرة وحاكمة على العالم، فهي تستهدف الإسلام بشدة، وتعمل على فصل المسلمين عن الإسلام، وذلك بسبب قدرة الإسلام على إيقاظ الإرادات.

مرت 56 سنة على مقالة " العجز المكتسب" التي كتبها عالم النفس الصهيوني "مارتن سلغمان" أثناء الاستيلاء على القدس سنة 1967، لكن رغم سياساتهم لم يستطع الصهاينة أن يفرضوا العجز على المسلمين.

عملية طوفان الأقصى التي نفذتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قد دخلت التاريخ العسكري العالمي، وبالتأكيد ستُدرس في تاريخ الأمة الحديث، وقد أظهرت مرة أخرى أن المسلم الذي يقول "الله أڪبر" لا يُصاب بالعجز واليأس.

تماماً، كما يُقال على ألسنة الناس: "إذا لديك إيمان فلديك إمكان"، فحتى في عصر أشد الإمبراطوريات والحكام ظلماً، لم يستسلم المسلمون للعجز واليأس.

لكن لدينا في العالم الإسلامي مشكلة "العقل المدرَب"، عقل مكتسب ومدرَب، منفصل تماماً عن الإسلام، أو بعيد عن الجانب الحضاري للإسلام، عقل يرى أن خلاصنا ممكن فقط بالابتعاد عن الإسلام، فلذلك كان هذا العقل يشرح مظلوميتنا وقضيتنا من خلال الاشتراكية أو النظريات الغربية الأخرى.

الأضرار التي سببتها المنظمات الاشتراكية للمسلمين وإفلاس أيديولوجيتها أدى إلى ضعف وقلة تأثيرها في المجتمع بشكل كبير، لكن المبتلون بهذه العقلية بدؤوا بالقول إن بإمكاننا أن ننقذ أنفسنا بتبني اللاقيم المنتشرة في الغرب.

وبرأيهم، أننا لو تخلصنا من قيمنا الدينية والأخلاقية واعتنقنا اللاقيم الغربية فسنحظى بنظر الغرب وسيقول لنا: "تفضلوا، هاهي حقوقكم!، بل سنحارب ضد قيمنا لحساب الغرب، ونرتكب نوعاً من الانتحار القيمي/الأخلاقي والتردي الديني/الثقافي، وأما جسدنا الذي خلَّفه الانتحار، فالغرب سيقوم بتشكيله من جديد.

بحق شعبنا، هذا نهج مخيف! باسم الإنسانية، هذا هراء ومهزلة! وهم يسعون لفرض هذه المهزلة علينا بادعائهم أنهم أصحاب "حقوق الإنسان".

والآن يقولون: "إنه بالوقوف بجانب الظالم ضد المظلوم، وبالتصفيق لقتل الظالم للمظلوم، سنكسب تقديرهم ونحصل على حقوقنا"، خلال الفترة الاشتراكية على الأقل كانوا يتحدثون عن التضامن مع المظلومين والمضطهدين، أما اليوم فيتحدثون عن التضامن مع الظالمين ضد المظلومين، يريدون منا أن ندعم أشد الظالمين ظلماً، الولايات المتحدة الأمريكية والصهيونية.

واليوم لا يقفون مع "مُنى الكُرد" بطلة مظلومي حي الشيخ جراح، بل يقفون مع الظالم "شارون" مجرم مجازر صبرا وشاتيلا.

ووفقاً لهذه العقلية المدرَبة والمكتسبة، فإن خلاصنا مرتبط بتعرض الآخرين للظلم والاضطهاد، وبدعمنا للظالمين في هذا الظلم، وبتعبير كريه أكثر، يقترحون أن نكون كلاب صيد للظالم، ليلقي لنا بشيء، فهذا العقل يعتقد أن الخلاص يكون بأن يكونوا كلاباً للآخرين.

هذه فكرة الذين لم يصلوا لجائزة "الدولة القومية"، بينما الحاصلون على جائزة "الدولة القومية" يعلمون أن تأسيس دولهم القومية كان بالتخلي عن القيم، وأن استمرار بقائها مرتهن بدعم الظالمين، وقد مات لديهم "الوجدان والضمير الإسلامي" منذ وقت طويل.

فهم ينظرون إلى المسألة بمنظور الدولة/العرق، ويجدون أن الوقوف بجانب الظلمة هو بالنسبة لدولهم القومية أمر مربح، وبينما هم يشكلون سياساتهم على أساس قدسية الدولة القومية، ينظرون بريبة وشك إلى المظلوم أو يصفقون للمذابح والمجازر المنفذة ضد المظلومين لأجل خاطر الظالم.

نحن المسلمون، رغم كل المستحيلات وانعدام الإمكانيات، مكلفون بمواجهة ومحاربة هذا العقل المدرَب، ومن المحقق، أن نواجه أكاديميات ضخمة ودور نشر عالمية ومراكز فنية، فلعل ذلك يكون نضالاً لنا، يشابه نضال حماس بصواريخها المصنوعة من أنابيب الماء ضد الصهاينة، المدججة بتقنياتها الأكثر تطوراً في العالم.

لكن هذه الصواريخ بإرادة المسلمين، يمكنها تحييد فرقة منهم خلال ساعة، وهذا من كرم الله تعالى وفضله على المقاومين، لأن من يؤمن به سبحانه، سينتصر في النهاية. (İLKHA)
 



Bu haberler de ilginizi çekebilir