مفتي بورصة قره باير: هل هؤلاء الأشخاص الجميلون في غزة الذين شاهدناهم وكأننا نشاهد فيلمًا سيسامحوننا؟
صرّح مفتي بورصة "ياووز سليم قره باير" أنّهم كأمة إسلامية، يشعرون بالخجل والحزن تجاه إخواننا الفلسطينيين، وخاطب الأمة الإسلامية بقوله: "هل هؤلاء الأشخاص الجميلون في غزة الذين شاهدناهم وكأنّنا نشاهد فيلمًا، سيسامحوننا؟".
تستمرُّ معركة طوفان الأقصى التي أطلقتها كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، ردًا على اعتداءات عصابة الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني والمسجد الأقصى، والتي هي مستمرة منذ سنوات عديدة.
وفي حديثه لمراسل وكالة إيلكا للأنباء "İLKHA" حول هذا الموضوع، قال مفتي بورصة ياووز سليم قره باير: "إنّه بينما يتوقع الله منّا أن ندعو من أجلهم وأن نقاتل من أجلهم ونساعدهم، فإنّنا نشعر بالحرج من الدعاء لفظيًا فقط".
"الأمة الإسلامية اليوم أضعف من أي وقت مضى في التاريخ"
وذكر "قره باير" أنّهم يشعرون بالخجل والحزن تجاه إخوانهم الفلسطينيين، وقال: "نشعر بالخجل من عدم قدرتنا على المساعدة، ونشعر بالحرج؛ لأنّنا ندعو لفظياً فقط بدلًا من أن ندعو من أجلهم ونقاتل من أجلهم ونساعدهم، ونحاول أن نقيّم هذا العجز الذي تعيشه الأمة الإسلامية، والذي هو أغرب من أي وقت مضى في التاريخ، بالدعاء، ونأمل أنّه عندما يتم إجراء اتصالات بين الدول ويتم فتح القنوات والطرق ورفع الحصار، نأمل أن نرسل مساعداتنا فعليا".
"نريد أن تنتهي هذه الغفلة والعجز والإحراج"
وأكّد "قره باير" أنّهم يريدون فلسطين وغزة، الطفل اليتيم والغريب للأمة، والمسجد الأقصى الذي عُهِد به إلى الأمة، أنّ تتبناه الأمة الإسلامية، وقال: "نريد أن تنتهي هذه الغفلة والعجز والإحراج، فالشيء الوحيد الذي يمكننا القيام به هو أنّ نتعلم الإسلام بشكل صحيح، وننشئ جيلًا واعيًا من خلال ممارسة الحقيقة التي تليق بالإسلام".
"نريد للمسجد الأقصى أن ينتهي يتمه"
وأشار "قره باير" إلى أنّنا كأمة إسلامية كنّا دائمًا قادة وقدوة على مر التاريخ، وقال: "لقد انتعشت القدس معنا، ووقفت مكة معنا، والمدينة المنورة كانت سعيدة معنا، فنريد أن تتحرر غزة من جديد، ونريد للمسجد الأقصى أن ينتهي من يتمه، وندعو قادة الدول إلى رفع الحصار وتقديم المساعدات في أسرع وقت ممكن، وعلى الأمة أن تكون قدوة وقائدة للإنسانية جمعاء من خلال عيش الإسلام بأفضل طريقة والقوة في الأخوة، ولقد دعونا اليوم، ونحن ننتظر بكل شوق وحزن، كان الله في عون إخواننا في فلسطين، وقهر الله الظالمين هناك".
"أتساءل هل من يقول أنّ أطفالي اُستشهدوا وهم جائعون سيسامحونا؟"
وأخيراً وجّه "قره باير" نداءً إلى الأمة الإسلامية قائلًا: "لقد أدينا صلاة جنازة الغائب، ويُقال قبل صلاة الجنازة العفو عن الميت، لكنّنا لا نستطيع أن نقول ذلك الآن، وإنّي أتساءل هل من يقول أنّ أطفالي اُستشهدوا وهم جائعون سيسامحونا؟، وهل يسامحنا هؤلاء الغرباء الذين طُرِدوا من وطنهم وديارهم منذ 50 عامًا، وأولئك الجميلين الذين شاهدنا دموعهم ويأسهم وكأننا نشاهد فيلمًا، والذين ظلمهم الظالم، هل سيسامحونا في حقوقهم؟، فعلينا أن نعيد التفكير في إسلامنا وإنسانيتنا". (İLKHA)