مَحۡمَد إيشين: أفريقيا تحاسب مستغِليها
أكد الكاتب "محمد إيشين" أن الصحوة الأفريقية لن تؤثر على أفريقيا وحدها، بل ستغير وتقلب كل التوازنات الاقتصادية والسياسية في العالم.
أكد الأستاذ "محمد إيشين" في زاويته الأسبوعية، أن عصر التبعية والاستعمار والاستغلال، في القارة الأفريقية، قد ولّى، وآن عصر الصحوة، التي ستغير كل التوازنات الموضوعة من الدول الكبرى المهيمنة على العالم، وقال:
من أنتم حتى تنظرون إلينا باحتقار؟، من تكونون لكي تهينوننا؟
أفريقيا تطلب شريكاً، لا سيداً؛ أفريقيا تحتاج إلى شراكة تحترم كرامة كل فرد،
نريد أن نكون شركاءكم، لا تابعين لكم؛
نريد أن نخدم شعبنا، لا المصالح الأجنبية؛
ونعيد القول، هذه التحركات الجديدة ليست ضد أي أحد،
لقد سئمنا من استصغاركم لنا،
سئمنا من تقليلكم من آراء شعبنا، ومن نظرتكم المحتقرة لشعبنا وقاداتنا،
سئمنا وسئمنا وسئمنا …"
هذه الكلمات ليست صادرة عن رئيس أمريكي ينتقد رئيس دولة من جمهوريات الموز كما يقال، ولا كلمات زعيم أوروبي متكبر يهين دولة أفريقية ضعيفة، هذه كلمات من خطاب وزير الخارجية التوغولي "روبرت دوسي"، الذي ألقاه أمام القادة الأوروبيين في الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ أيام، هذه الكلمات لم تعبر عن مشاعر وزير الخارجية التوغولي فقط، بل عن مشاعر كل أفريقي، وفي بيئة حرة، لو تحدث أي أفريقي من عامة الناس، فلن يتحدث بغير ذلك.
نعم، فلقرون طويلة ظلت أوروبا تنهب ما فوق الأرض وتحتها من الثروات في أفريقيا، واستعبدت شعوبها واستغلتهم في أعمالها القذرة في أفريقيا وأماكن أخرى من العالم، وأجبرت الأفارقة الذي طالبوا بحقوقهم ودافعوا عن أرضهم على الخضوع لها بكثير من الظلم والمجازر.
فرنسا نقلت جماجم الذين قتلتهم في الجزائر وسائر أفريقيا إلى باريس لتعرضها في "المتحف البشري" متباهيةً بجماجم ضحاياها وموجهةً رسالة لأبنائهم وأحفادهم؛ "أن مصيركم سيكون مثل مصير آبائكم وأسلافكم إن لم تخضعوا لي وتطيعونني".
استغل الأوروبيون الأفارقة اقتصادياً وثقافياً وبكل أنواع الاستغلال، واحتلوا أراضيهم وبلادهم مرتكبين كل ظلم وجور ومجزرة، ورغم كل هذا، استيقظ الأفريقي غير ناسٍ ما واجهه، وبدأ يطالب بالحساب، ومن منصة الأمم المتحدة دعت أفريقيا لمحاسبة أوروبا ومستغِليها.
هذه الصحوة الأفريقية لن تؤثر على أفريقيا وحدها، بل ستغير وتقلب كل التوازنات الاقتصادية والسياسية في العالم.
تمنياتنا، أن تقيم هذه الصحوةُ العدالةَ المنشودة والمنتظَرة للعالم. (İLKHA)