• DOLAR 34.559
  • EURO 36.029
  • ALTIN 2999.98
  • ...
د.التكروري: علينا السير على طريق صلاح الدين لتحرير القدس
Google News'te Doğruhaber'e abone olun. 

شارك رئيس رابطة العلماء الفلسطينيين في الخارج الدكتور "نواف التكروري" في ملتقى العلماء الثامن الذي ينظمه اتحاد العلماء هذا العام في ديار بكر، وتطرق التكروري خلال كلمته إلى أعمال صلاح الدين الأيوبي الإصلاحية ودورها في تحرير القدس".

بدأ الدكتور "نواف التكروري" كلمته بالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد المصطفى ﷺ، وقال: "إن لله قواعد (سنناً)، وعلى من يريد تحقيق شيء ما أن يلتزم بهذه القواعد المعصومة".

وأضاف: "عندما كنا نحقق في احتلال اليهود لفلسطين رأينا أن الأمة لم تقم بمسؤولياتها، وما حدث كان من قوانين الله علينا".

وتابع التكروري: "إذا أردنا استعادة القدس، علينا تجربة الطرق المجربة مرة أخرى لتحقيق ذلك، ولكي نعرف ذلك علينا أن نقرأ التاريخ ونعرف جيدًا الأسباب التي انتهجها، القائد صلاح الدين الأيوبي لفتح القدس".

وأردف: "حسنًا، كيف سيحدث هذا؟، لا شك أن من يصف صلاح الدين بالمنقذ الفردي ومن يردد هذه النظرة الفردية ويصوره في أذهان الناس على أنه المنقذ والقائد، مخطئ، لأن هذا لا يعكس الواقع".

وأضاف: "إن النظر إلى صلاح الدين كمجرد منقذ وقائد يقود الناس اليوم إلى ترك الأمور لبعضهم البعض والانتظار بسلبية والاتكال على منقذ دون المشاركة في جهود الإصلاح".

"الاحتلال يلوث بلادنا أكثر فأكثر كل يوم"

وتابع الدكتور التكروري كلامه كالتالي:

"وعندما ندقق في الفترة ما قبل الحروب الصليبية وما بعدها، نرى أن الدول التي حكمت الأمة الإسلامية، الأمويون في دمشق، والفاطميون في مصر، والأيوبيون في حلب، والعباسيون في العراق، فقد كانت مختلفة في جوانب كثيرة، حالنا اليوم مشابه لتلك الأيام، فالأمة حاليًا تتكون من أكثر من 50 دولة إسلامية، وهذه الدول هي في قمة الانحطاط والانفصال والسلبية والفوضى، ومن أبرز سمات هذه الفترة أن المسلمين، الذين كانوا في صراع وانقسامات واضطرابات داخلية، طلبوا المساعدة من العدو للقاء إخوانهم المتدينين وجيرانهم، ولا داعي لشرح هذه المسألة، لأننا ما زلنا في نفس الوضع، وامتدت الخلافات الطائفية والآراء الفكرية إلى المؤسسات التعليمية، الإقليمية والقومية تفسدنا، وفي مثل هذه الأجواء كان من السهل على الصليبيين أن يدخلوا بلادنا في الماضي،

والآن، وفي نفس الأجواء، دخل اليهود المحتلون إلى بلادنا، وهم يلوثون وطننا ومقدساتنا أكثر فأكثر كل يوم".

"التخلي عن أولوياتنا من أجل وحدة الأمة".

"إن انتصارات صلاح الدين الأيوبي ونجاحاته العسكرية لم تتحقق فجأة، بل على العكس من ذلك، فقد تحقق ذلك نتيجة لنشاطات تنموية سياسية وإدارية استمرت أكثر من قرن من الزمن.

وقال د.التكروري: "إن الدماء التي سالت في القدس اعتصرت قلوب المسلمين في المغرب ودمشق ومصر، وبدأت الصرخات تتصاعد في محاولة لإعادة الناس إلى رشدهم، وتدعوهم: "استيقظوا من سباتكم الجميل، واسترجعوا كرامتكم، واحموا دينكم، واعملوا على حماية عفتكم، وتنازلوا عن مصالحكم وأولوياتكم الشخصية من أجل وحدة الأمة، كان الناس يؤمنون إيمانًا راسخًا بأن الحياة تحت ظل الإسلام ومبادئه هي السبيل للتغلب على الفساد واستعادة الكرامة والشرف، كما فعل أسلافنا من قبلنا على عهد رسول الله والصحابة والتابعين".

"العلماء هم من أنشأ البنية التحتية للجهاد"

وقال الدكتور التكروري: "كان الشهيد نور الدين محمود الاسم الرمزي لهذه الحركة التنموية، لم يكن شخصية عسكرية فحسب، بل كان أيضاً مثقفاً مهماً استطاع تأسيس المشروع الجهادي الكبير للتنمية الاجتماعية، هذا المشروع بدأه نور الدين؛ وواصلها صلاح الدين الأيوبي، الذي كان تلميذه، ثم فتح القدس وحرر جميع مدن دمشق.

لقد عرف نور الدين أن الطريق إلى تحقيق هدفه المشروع هو من خلال الوحدة بين مصر والشام، ولهذا كان عليه أن يضع مصر تحت سيطرته، ومن بعده حقق صلاح الدين هذا الهدف ووحد مصر والشام، وكان ذلك أوضح طريق لهزيمة الصليبيين.

في هذه المرحلة، كان على الفقهاء والعلماء مسؤولية توحيد القلوب المتفرقة وتوجيه المجتمعات المختلفة نحو هدف ما، لقد أرست الكتب التي تدعو للجهاد البنية التحتية في أذهان شرائح المجتمع المختلفة ووجهتهم نحو هدف عظيم، كما قام المفكرون الإسلاميون بواجبهم في هذه الحرب مع الصليبيين بالكتابة عن فضائل الأقاليم في الجهاد، وعلى وجه الخصوص، قدم المؤلفون محتوى غنيًا بالأحاديث عن الشام والقدس، مع التأكيد والتذكير بمكانة هذه الأماكن في العقيدة الإسلامية وملء قلوب المؤمنين بها".

وأضاف: "نتيجة لذلك تشكلت رابطة مع هذه البلاد في قلوب المؤمنين وأرادوا تحريرها".

"صلاح الدين الأيوبي كان قدوة في قومه"

واختتم الدكتور التكروري كلامه بوصف صفات صلاح الدين الأيوبي، فقال:

"عرف صلاح الدين بصفات عظيمة مثل عدد من الصفات الحميدة، والأخلاق، والعزيمة العالية، والإدارة القوية، والقدرة على حل المشكلات، والتخطيط والتوجيه والتنظيم والإشراف وغيرها من الصفات.

  كان إنساناً متسامحاً ولطيفاً جداً مع الناس، لا يتكبر على أحد من أصحابه، ويصبر على الأمور التي يكرهها، ويتغاضى عن أخطاء أصحابه، فمثلاً إذا سمع من أحد أصحابه شيئاً لا يعجبه، لا يخبره بذلك، ولا يغير موقفه منه.

وكان صلاح الدين قدوة لأتباعه، كان يبدأ العمل أولاً ثم يدعو الآخرين ليحذوا حذوه، وهذا يعني وجود فهم وفكر راسخين، بأن أعلى مكان في أي مجتمع ينتمي إلى العمال؛ وكان مرتبطاً بفهمه أن العمل هو أساس تقييم الأفراد والجماعات ومحور كل العلاقات، أحبه الناس وكرسوا أنفسهم لخدمته، وكان هذا الحب سر نجاحه وقوته، لأنه اكتسب بالحب والتعاطف ما اكتسبه الآخرون بالقسوة والترهيب.

وكان أصحابه أيضًا يقلدونه ويتنافسون فيما بينهم في الأعمال الخيرية، كما قال الله تعالى: ونزعنا ما في صدورهم من غل إخواناً (الحجر: 47) ولما عزم على بناء سور بيت المقدس وحفر خندقها قام بهذه المهمة بنفسه وحمل الحجارة على كتفيه.

رأه الكل الفقراء والأغنياء والأقارب والضعفاء، فكسب احترام الناس له. (İLKHA)
 

 



Bu haberler de ilginizi çekebilir