أ.سعد ياسين: لقد قضى الإسلام على العنصرية
قال نائب رئيس اتحاد العلماء والمدارس الإسلامية "أ.سعد ياسين" في معرض حديثه عن الهجمات العنصرية وسياسة التهميش التي أدرجتها بعض الدوائر السياسية والأفراد على جدول أعمالهم اليومية بشأن اللاجئين مؤخرًا: "إنّ العدو الأول للإسلام هو العنصرية، وإنّ الإسلام قد قضى على العنصرية، وإن هؤلاء العنصريون في مستويات منخفضة للغاية من الناحية الإنسانية".
جاء في حديث نائب رئيس اتحاد العلماء والمدارس الإسلامية "أ.سعد ياسين" لمراسل وكالة إيلكا للأنباء "İLKHA" حول مكانة العنصرية في الإسلام وموقف النبي من العنصرية، أنّ أول عمل يكرهه الإسلام هو العنصرية، وأنّ نبينا انتقدها بقسوة شديدة.
"العنصرية لا تتوافق مع الإنسانية"
وقال أ.سعد ياسين: "إنّ قضية العنصرية هي قضية أعلنها الإسلام أنها العدو الأول، وعندما أقول الإسلام، أقصد أديان جميع الأنبياء الذين أرسلهم الله؛ لأنّ الشيطان هو الذي تصرّف بعنصرية تجاه الإنسان الأول سيدنا آدم عليه السلام، وما فعله هو عنصرية، حيث ذكر الشيطان أنّ النبي آدم خُلِق من طين وأنّه خُلِق من نار، وأنّه هو الأفضل، ولهذا السبب دخل الشيطان مرحلة لن يتعافى منها أبداً، وهي الكبر، وبدأ يسحب الناس معه، وفي هذا الصدد يمكننا أن نقول إنّ الشر الأول الذي يعاديه الإسلام هو العنصرية، فلا يمكن لمن يصف نفسه بالإنسان، ناهيك عن كونه مسلمًا، أن يكون عنصريًا، ولا يمكن التوفيق بين العنصرية والإنسانية".
"نبينا ينتقد العنصرية بشدّة"
وأكّد "أ.سعد ياسين" أنّ من المسائل التي تعتبرها السنّة عدواً هي الجهل المكي، وقال: "نرى أنّ هناك أحاديث تعبر عن معاني مختلفة مثل "لقد أنهى الإسلام عنصرية الجاهلية تماماً"، ونادراً ما ترى الإسلام، في شخص نبينا، معادياً بشدة لمرض آخر كالعنصرية، وبهذا المعنى، فهذه هي اللغة التي سيفهمها العنصريون، أنّ العنصرية لا علاقة لها بنا، وأنّ الإسلام والمسلمون والعنصرية لا يجتمعون معًا، كما أنّ العنصرية والإنسانية لا يجتعمان".
"ليس من الإسلام إظهار التفوق بالمقارنات"
وتابع "أ.سعد ياسين" قائلًا: "منذ سنوات، كان هناك أشخاص في بلادنا يقولون أنّه يمكن فصل القومية عن العنصرية إذا كانت إيجابية، ولن يكون من الصواب الجدال حول المفاهيم، وإنّه شعور جميل أن تحب أمتك، وأن تحب شعبك، وأن تساعد شعبك، ولأنّك جنبًا إلى جنب، فإنّ أول الفقراء الذين تصل إليهم هم من حولك ومن حول شعبك، ومن الطبيعي أن تصل إلى هؤلاء الأشخاص أولاً، وبهذا الجزء يدخل في قائمة الحسنات، ولا أعتقد أنه من الصواب أن نسمي هذا قومية، وخارج هذه الدائرة، فإنّ النهج المتمثل في إعطاء الأولوية لشخص واحد، وجعل أحدهما متفوقًا، وإقصاء الآخر، وعدم المشاركة، بقولهم: "كفى، اذهب، أنت لست مني، أنا أفضل" ليس إسلاميًا بالتأكيد، أمّا الجزء المتعلق باللاجئين، أولاً: لا يوجد أحد ليس لاجئاً، ولا يوجد أحد في هذا البلد، وفي هذا العالم، ليس لاجئاً، وكم منا من جاء من مكان آخر، لذلك، عند مقارنة شخص آخر بنفسه، لا ينبغي لأحد أن ينظر إلى نفسه كمضيف وإلى شخص آخر كلاجئ، فهذا ليس هو حال المسلمين أبدًا، ولا ينبغي أبدًا للمسلمين أن ينظروا إلى الناس ويقيموهم ويصنفوهم من خلال قبول الحدود التي فرضتها علينا الدول المحتلة، واعتبارها الحقيقة الوحيدة".
"استضافة اللاجئين ضرورة"
وذكر "ياسين" أنّ بعض من لديه وعيًا إسلاميًا من صحافيين ومسؤولين خاصة في الآونة الأخيرة قد أعربوا عن ضرورة عودة اللاجئين الآن، وقال: "في الآونة الأخيرة يقول البعض أنّه يكفي أننا قمنا بإيواء هذا العدد الكبير من الناس ووفرنا لهم، فنقول لهم أنّ من يأتي مرة يأتي برزقه، وأخيرًا هؤلاء ليسوا أشخاصًا تخلّوا عن رفاهيتهم عبثًا، فنحن نتحدث عن ظاهرة الناس الذين دُمّرت بيوتهم، ودُمّرت مدنهم، وتعرّضوا لكل أنواع القمع من قِبل الدكتاتوريين الذين اغتصبوا البلاد، وعن الذين يواجهون الصعوبات، ويُلقون بأنفسهم إلى المكان الذي يعتبرونه أكثر أمنًا، فإنّ لم تكن عادلًا ولا تستطيع أن تكون نجاشيًا فأخبرنا بذلك، ففي هذه الحالة، إذا كنتم تريدون أن يُنظر إليكم على أنّكم أفسدتم كل ما قمتم به خلال السنوات العشر الماضية، فهذا أمر متروك لكم، وإذا كنتم ستجيبون للناس في الدنيا ولله تعالى في الآخرة فهذا شأنكم، ولكننا ننظر إلى الأمر من منظور إسلامي ونقول: لا فضل لعربي على عجمي، ولا عجمي على غيره، ولا تركي على كردي، ولا كردي على عربي، فهذا العالم يكفينا جميعًأ، وإيواء اللاجئين ضرورة، فالإنسان ملزم بتقديم كافة أنواع المساعدة لمن يقع تحت الضغط والضيق، وحتى لو كان هذا الشخص غير مسلم، فهو من بين مجموعة الأشخاص الذين تقطعت بهم السبل، والذين واجهوا صعوبات ويمكن إعطاءهم الزكاة، فلا ينبغي أن تحدث هذه الأنواع من الأشياء بيننا، ولقد قضى الإسلام على العنصرية، وأول ما يعاديه هو العنصرية التي جلبها الشيطان، وأولئك الذين هم عنصريون هم أيضًا في مستوى منخفض جدًا من الناحية الإنسانية، ونسأل الله أن يحمينا من كل أنواع العنصرية". (İLKHA)