• DOLAR 34.447
  • EURO 36.303
  • ALTIN 2837.002
  • ...
سعيد شاهين: مسألة الوحدة
Google News'te Doğruhaber'e abone olun. 

كتب الأستاذ "سعيد شاهين" في مقاله الأسبوعي:

"في عالم الكائنات الحية المكوّن من أنواع وأجناس متعددة نجد تشابهات هيكلية ووظيفية كثيرة ومثيرة للاهتمام، وبتعبير آخر فإنّ عالم الكائنات الحية غير البشر فيه الكثير من الدروس والعبر للإنسان.

ومن هذه التشابهات أو العبر والدروس هي "الوحدة".

ولتوضيح ذلك، فإنّ الأنواع التي تعيش متحدة (بشكل وحدة) ضمن نظام وانتظام في عالم الكائنات الحية لديها بركة ووفرة وقوة أيضاً في حياتها، وهذه حقيقة نراها واضحة في عديد من الأنواع الحيوانية التي تعيش ضمن مستعمرات في نظام وانتظام، وأبرز مثال: النحل والنمل.

فمساكن النمل تنجح بتحقيق ما لا يصدق والنحل كذلك؛ لأنّهم يستمدون قوتهم ووفرتهم من وحدتهم، ورغم أنّ كل نحلة ونملة تبدو فرداً مستقلاً، وكل منهم لديه وظيفة مختلفة، لكن كلهم يتحرك ضمن تنسيق ونظام، وتعود ثمرة العمل على جميع الوحدة.

ووجود البركة والقوة في الوحدة ليس خاص بعالم الحيوان، بل ينطبق ذلك في عالم النبات، فالشجرة المنفردة في موقعها تكون ضعيفة، لكن مستعمرة من الأشجار تكون غنية وقوية؛ لأنّ الأشجار تستمد من بعضها البعض القوة لمواجهة الظروف الخارجية غير المناسبة، والوحدة لا تمنح الشجر القوة للصمود ضد المصاعب الخارجية فحسب، بل إنّ وحدة الأشجار تحمي تربتها من الانجراف، وتعزز أرضيتها وتمتنها، فتشكل الوحدة أرضية صلبة للأشجار.

وبغياب هذه الوحدة لكانت الأرض اهتزت، والتربة انجرفت، ويجدر الإشارة إلى أنّه لا يهم إذا كانت الأشجار من نوع واحد أو من أنواع مختلفة، فالمهم أّنها تتعايش معاً وتشكل وحدةً، ولو اختلفت أنواعها وأجناسها، وفي مجتمع الأشجار كل شجرة تمتاز بنوعها، ولونها، وشكلها وثمرتها، لكن المهم أنّها تحافظ على الأرض/التربة التي تتمسك بها وتتغذى منها وتعيش وتتعايش عليها.

وهذه الأمثلة من عوالم الحيوان والنبات هي رسالة من الله تعالى لبني الإنسان: أنّ في الوحدة قوة وقدرة وبركة ووفرة وأمان وحماية وبقاء، والإنسان اختبر ذلك في عالمه وعايشه في تاريخه لمرات كثيرة، بل في عالم اليوم يعيش ذلك بوضوح، فالدول والأمم الموحدة والمتحدة دائماً تكون قوية وغنية في حياتها، أمّا الدول والأمم التي لم تتوحد ولم تتحد فأحوالها ظاهرة". (İLKHA)



Bu haberler de ilginizi çekebilir