سرقان دورموش: إذا تمّ توزيع الغذاء في العالم بشكل عادل فلن يكون هناك شيء اسمه الجوع
يتم في كل عام هدر مليار و300 مليون طن من الطعام في العالم، و26 مليون طن منها في المتوسط في تركيا، وعندما يؤخذ في الاعتبار كمية المياه المستهلكة في إنتاج كل قطعة طعام يتم التخلص منها، فإن حجم النفايات يزداد، و56% من هدر الطعام سببه الدول المتقدمة.
أعلنت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) أنّ عدد الجياع في العالم وصل إلى 745 مليون شخص، وأنّ ما لا يقل عن 700 مليون شخص في العالم لا يعرفون متى سيتناولون وجبتهم التالية.
وتحتل تركيا المرتبة الثالثة بين الدول العشر التي لديها أكبر عدد من هدر الطعام للفرد في العالم.
وأثناء إجراء تقييمات حول هدر الطعام في تركيا وحول العالم، قال رئيس غرفة مهندسي الأغذية في بورصة سرقان دورموش: "إنّه عند تقييم هدر الطعام في العالم، تحتل تركيا المرتبة 118 في هدر الطعام، وإنّ سلامة الأغذية وهدر الطعام متساويان في تركيا".
"من الصعب على الناس الحصول على الغذاء؛ بسبب عدم تنفيذ السياسات الزراعية والغذائية الصحيحة"
وقال دورموش: "عندما نقوم بتقييم عدد سكان العالم من حيث الأراضي الزراعية الصالحة للزراعة والظروف المناخية والبنية التحتية في تركيا والعالم، وإذا لم نهدر الطعام وقمنا بتوزيعه بشكل عادل وصحيح، فلن يكون هناك شيء اسمه الجوع في العالم، وعندما ننظر إلى حجم بلادنا، فإنّنا دولة ذات بنية تحتية زراعية كبيرة ومتطورة، ولدينا بنية تحتية وظروف جدية، ومساحاتنا الصالحة للزراعة عالية جدًا ومُنتِجة، ومع ذلك، نظرًا لعدم تنفيذ السياسات الزراعية والسياسات الغذائية الصحيحة، فمن الصعب جدًا على الناس الحصول على الغذاء، والاقتصاد هو أحد هذه العوامل".
"يجب أن تكون هناك حوافز للمناطق الزراعية"
وفي إشارة إلى أنّ وزارة الزراعة أعلنت عن نموذج يشجع الإنتاج في الولايات التي يرتفع فيها الاستهلاك، قال دورموش: "إنّه مشروع يبدو جيدًا للغاية، فمنطقة مثل إسطنبول التي تُشكّل 20 في المائة من إجمالي سكان تركيا، تستهلك ما يصل إلى 40 في المائة من استهلاك الفواكه والخضروات في تركيا، فإنّ الإنتاج الزراعي هذا سيجلب في هذه المنطقة دخلاً هائلاً للبلاد، سواء من حيث التكاليف الاقتصادية واللوجستية والوقود والطاقة، ومن حيث هدر الطعام، ولكن يجب أن تكون هناك حوافز حتى يمكن فتح هذه المناطق أمام الزراعة ويمكن القيام بالزراعة".
"سلامة الغذاء وهدر الطعام متساويان في بلدنا"
وأكّد "دورموش" أنّ الغذاء مجال ذو أهمية استراتيجية، وقال: "عندما نقوم بتقييم هدر الطعام في العالم، تحتل بلادنا المرتبة 118 في هدر الطعام، وعند المقارنة من الناحية البارامترية، فإنّنا نحتل المرتبة 116 من حيث سلامة الأغذية، ففي بلدنا، تتساوى سلامة الغذاء وهدر الطعام مع بعضهما البعض، وكلّما زادت أشكال هدر الطعام، زادت المشاكل والمشكلات التي تواجهك فيما يتعلق بسلامة الغذاء في البلاد".
"في حين أنّ أحد الأطراف يعاني من الجوع، فإنّ الجانب الآخر يحارب السمنة"
وذكر "دورموش" أنّه يتم هدر 4 ملايين و900 ألف طن من الخبز يوميًا في تركيا قبل استهلاكه ويتسبب في فقدان الغذاء، وقال: "إنّ الوضع الذي يكون فيه الكثير من الخسائر والهدر مكثفًا يقدم لنا في الواقع تناقضًا فيما يتعلق بالعالم وبلدنا، وعندما ننظر إلى الزراعة العالمية وإنتاج الغذاء، فإنّه على الرغم من أنّ عالمنا يصل إلى نطاق يمكنه إطعام سكانه بالكامل عند تقييمه من حيث المساحات الصالحة للزراعة وحجمها، إلا أنّ أحد الجانبين يُعاني من الجوع، بينما يعاني الجانب الآخر من السمنة، وقبل 15 عامًا، كان يقال أن واحدًا من كل ثلاثة أفراد في بلدنا وصل إلى حد السمنة، واليوم نرى أن واحدًا من كل اثنين وصل إلى حد السمنة". (İLKHA)