لبنان.. اتفاق لوقف إطلاق النار في مخيم عين الحلوة بعد مقتل 10 أشخاص
أعلنت سلطات الأمن اللبناني التوصل لاتفاق على وقف فوري ودائم لإطلاق النار في مخيم عين الحلوة، جنوبي البلاد، ومتابعة تسليم المطلوبين على خلفية أحداث العنف الأخيرة في المخيم التي خلّفت 10 قتلى وعشرات المصابين.
أعلنت وكالة الأنباء اللبنانية، اليوم الثلاثاء، أنّ هدوءاً حذراً ساد مخيم عين الحلوة، باستثناء تسجيل بعض الرشقات الرشاشة بشكل متقطع، وذلك بعد اتفاق لوقف إطلاق النار توافقت عليه القوى الفلسطينية على إثر اجتماعها مع اللواء "إلياس البيسري" في المديرية العامة للأمن العام.
جاء ذلك في بيان للأمن العام اللبناني، عقب انتهاء اجتماع في بيروت مع هيئة العمل الفلسطيني المشترك في لبنان التي تضم ممثلين عن جميع الفصائل الفلسطينية، بدعوة من مدير عام الأمن العام بالإنابة "إلياس البيسري"، وحضور رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني "باسل الحسن".
وقال بيان الأمن اللبناني: "إنّه تمّ الاتفاق خلال الاجتماع على وقف فوري ودائم لإطلاق النار، ومتابعة تسليم المطلوبين باغتيال قائد الأمن الوطني الفلسطيني اللواء "أبو أشرف العرموشي" و4 من مرافقيه، وكذلك "عبد الرحمن فرهود" المنتمي إلى تجمع الشباب المسلم، للسلطات اللبنانية وفق آلية تمّ التوافق عليها، من دون مزيد من التفاصيل".
ونقلت وكالات الأنباء عن مصدر فلسطيني مسؤول أنّ الاجتماع الذي تمّ مع الأمن العام اللبناني أكد تثبيت وقف إطلاق النار منذ السابعة مساء الاثنين، وتكليف القوة الفلسطينية المشتركة لاستدعاء المتهمين (8 أشخاص) لتسليمهم للقضاء اللبناني.
وقال المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه: "إنّ الاتفاق جيّد إذا طُبّق، ولكن من لم يسلم نفسه حسب أول اتفاق، لن يسلم نفسه وفق الاتفاق الذي تمّ اليوم، وخاصة أنّ واحداً منهم يدعى "عز الدين أبو داود" (ضبايا) قُتل خلال الاشتباكات أمس".
واستبعد المصدر المسؤول أن يسلم الـ7 أشخاص الباقون أنفسهم، لذلك لن يكون من السهل توقف الاشتباكات، على حد قوله.
وفي وقت سابق أمس الاثنين، ذكرت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية أنّه تمّ نقل أحد المطلوبين البارزين من تجمع "الشباب المسلم" في مخيم عين الحلوة الذي يدعى "عز الدين أبو داود ضبايا" إلى مستشفى مصابًا بجروح خطيرة خلال اشتباكات المخيم، وبالتزامن مع ذلك حضرت قوة من مخابرات الجيش إلى المكان، ثمّ أعلن عن وفاته لاحقاً.
وفي السياق ذاته، أعلن محافظ منطقة الجنوب "منصور ضو"، في بيان، إقفال الإدارات الرسمية العاملة في سرايا صيدا؛ بسبب المستجدات الأمنية حرصاً على سلامة المواطنين والموظفين.
تأتي هذه التطورات في الوقت الذي بلغت فيه حصيلة القتلى 10 أشخاص، في حين أصيب العشرات في تجدد أعمال العنف في مخيم عين الحلوة.
وبعد وقف لإطلاق النار استمر شهراً، تجدد القتال مطلع الأسبوع وأدّى إلى مقتل 10 أشخاص على الأقل، حسب مصدرين فلسطينيين في المخيم، وينتمي 6 منهم إلى حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، واثنان آخران ينتميان لفصائل إسلامية أخرى.
وقال مصدر أمني لبناني ومصدران فلسطينيان: "إنّ الاثنين المتبقيين من المدنيين، وإنّ شخصاً قُتل، أول أمس السبت، عندما وصلت رصاصة طائشة جرّاء الاشتباكات إلى بلدة قريبة من المخيم".
وذكر بيان للجيش اللبناني أنّ 5 جنود أصيبوا، أحدهم في حالة حرجة، إثر سقوط 3 قذائف في مركزين عائدين لوحدات الجيش المنتشرة في محيط المخيم.
وشهِد مخيم عين الحلوة عدّة جولات من الاشتباكات منذ أواخر تموز/ يوليو الماضي بين حركة فتح ومقاتلين إسلاميين، ونجم عنها أكثر من 10 قتلى في الجولة الأولى.
ومخيم عين الحلوة هو الأكبر من بين 12 مخيماً للفلسطينيين في لبنان، ويضم نحو 80 ألفاً من إجمالي ما يصل إلى 250 ألف لاجئ فلسطيني في أنحاء البلاد، حسب وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا). (İLKHA)