حملة انتقادات دولية لمحمود عباس بعد اتهامه بمعاداة السامية
أدان مسؤولون أميركيون وأوروبيون وصهيونيون تصريحات للرئيس الفلسطيني "محمود عباس" وصفوها بأنّها معادية للسامية، في حين استنكرت الرئاسة الفلسطينية ما وصفتها بالحملة المسعورة لمجرد اقتباس أقوال تاريخية.
انتقدت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا والكيان الصهيوني، تصريحات الرئيس الفلسطيني "محمود عباس" حول اضطهاد اليهود ومعاداة للسامية أثناء الحرب العالمية الثانية.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية في بيان، الجمعة: "إنّ المملكة المتحدة تدين التصريحات المعادية للسامية التي أدلى بها الرئيس عباس مؤخراً"، مشيراً إلى أنّ المملكة المتحدة تقف بحزم ضد كل محاولات تشويه المحرقة، مثل هذه التصريحات لا تدفع الجهود نحو المصالحة إلى الأمام.
وقالت دائرة العمل الخارجي الأوروبية، في بيان: "إنّ تصريحات عباس التي أدلى بها في أواخر آب/ أغسطس، أمام اجتماع للمجلس الثوري لحركة فتح التي يتزعمها باطلة وصارخة التضليل".
من جهتها، دعت المبعوثة الأميركية الخاصة لشؤون مراقبة ومكافحة معاداة السامية "ديبورا ليبستادت"، إلى تقديم اعتذار على الفور عما قالت: "إنّها تصريحات كراهية ومعاداة للسامية من عباس".
ولم يتضح سبب لإصدار الدبلوماسيين انتقادات لهذه تصريحات بعد أسبوعين من إدلاء عباس بها في 24 آب/ أغسطس.
ونشر معهد بحوث إعلام الشرق الأوسط، وهو مجموعة مراقبة إعلامية، مقرها واشنطن، وتعتبر مقربة من الكيان الصهيوني، تصريحات "عباس" مترجمة إلى الإنجليزية على موقع المعهد الإلكتروني، الأربعاء، حيث ذكر "عباس" في تصريحاته أنّ ألمانيا النازية استهدفت اليهود؛ بسبب وظيفتهم الاجتماعية وليس بسبب ديانتهم.
وقال: "شُرح هذا في كتب كثيرة يهودية، عندما قالوا إنّ أدولف هتلر قتل اليهود؛ لأنّهم يهود وأنّ أوروبا تكره اليهود لأنهم يهود، لا، شُرحت بالضبط على أنهم حاربوا هؤلاء بسبب دورهم الاجتماعي كمقرضين للمال وليس بسبب عدائه لليهودية".
وقال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية "نبيل أبو ردينة"، في تصريحات صحفية: "إنّ ما نشر على لسان الرئيس "محمود عباس" في برنامج تلفزيوني حول المسألة اليهودية كان اقتباساً من كتابات لمؤرخين وكتاب يهود وأميركيين وغيرهم، ولا يعتبر إنكاراً بأي شكل من الأشكال للمحرقة النازية".
وأضاف قائلًا: "إنّ موقف الرئيس "محمود عباس" من هذا الموضوع واضح وموثق، وهو الإدانة الكاملة للمحرقة النازية ورفض معاداة السامية".
ولطالما أثار "عباس" غضب المجتمع الدولي بتصريحاته حول المحرقة (الهولوكوست) النازية التي قُتل فيها ما يقدر بنحو ستة ملايين يهودي، بالإضافة إلى جماعات من الغجر ومن ذوي الاحتياجات الخاصة ومن أقليات جنسية وجنسانية.
ووصف المتحدث باسم الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي، في بيان، هذه التصريحات بأنها إهانة لملايين من ضحايا المحرقة وعائلاتهم.
وقال: "إنّ مثل هذه التشوهات التاريخية مثيرة للغضب ومسيئة بشدة ولن تتمخض إلا عن تفاقم التوترات في المنطقة ولن تخدم مصالح أحد، بل إنّها تخدم مصلحة الذين لا يريدون حل قيام دولتين الذي دافع عنه الرئيس عباس مراراً".
وتمارس السلطة الفلسطينية حكماً ذاتياً محدوداً في الأراضي المحتلة منذ حرب 1967، ويسعى الفلسطينيون إلى إقامة دولة مستقلة عليها.
وقد أدان سفير ألمانيا في الكيان الصهيوني "شتيفن زايبرت"، تصريحات عباس، وقال في تغريدة على موقع إكس: "يستحق الفلسطينيون سماع الحقيقة التاريخية من زعيمهم، وليس مثل هذا التشويه".
وفي زيارة إلى برلين العام الماضي، انتقد المستشار الألماني "أولاف شولتس" الرئيس "عباس" بشدّة بعد أن اتهم قوات الاحتلال بارتكاب "50 محرقة"، رداً على سؤال حول الذكرى الخمسين لهجوم مسلحين فلسطينيين على الفريق الصهيوني في أولمبياد ميونيخ عام 1972. (İLKHA)