شمال كوسوفو ينتظر التطبيع لمدة 3 أشهر
يُتوقع أن يجتمع زعيما كوسوفو وصربيا في بروكسل في شهر أيلول/ سبتمبر المقبل، بوساطة الاتحاد الأوروبي، لبحث وقف التصعيد في المنطقة.
مرّ 3 أشهر على التوتر الذي شهده شمال كوسوفو في 29 أيار/ مايو الماضي، والذي أدّى إلى إصابة جندي من قوة حفظ السلام التابعة لحلف شمال الأطلسي (كفور) في كوسوفو على يد الصرب، وبتر ساق جندي من قوة كوسوفو، إلا أنّ التطبيع في المنطقة لم يتحقق بالكامل.
وما زال صرب كوسوفو ينتظرون أمام مباني بلديات زفيتشان، وليبوسافيتش، وزوبين بوتوك، بعدد أقل من الأشخاص مقارنة بشهرأيار/ مايو، مطالبين باستقالة رؤساء البلديات الألبان المنتخبين حديثًا، فيما يواصل جنود القوة الأمنية الدولية في كوسوفو حراسة المباني البلدية وضباط شرطة كوسوفو بداخلها.
وقبل تولي رؤساء البلديات الألبان مناصبهم، تمّ تنفيذ أنشطة "البلدية الموازية" في هذه المباني البلدية الثلاثة التي شهدت توترات، وتمّ دمجها في المؤسسات الصربية.
وموظفو "البلدية الموازية" هؤلاء الذين تدفع صربيا رواتبهم، هم أيضًا الذين ينتظرون أمام مباني البلدية، وخلال أيام العمل، يتم أخذ توقيعات الموظفين بدقة في بداية ونهاية ساعات العمل، لضمان استمرارية الاحتجاجات.
ولا تريد كوسوفو المساس بسيادتها داخل حدودها، لكن بما أنّ الدول الغربية لا تريد مشكلة جديدة في أوروبا بعد أوكرانيا، فإنّها تحاول إقناع مؤسسات البلاد بعدم اتخاذ خطوات من شأنها خلق التوتر من خلال فرض "عقوبات جزائية"، كما أنّ الحديث في كوسوفو عن إمكانية إقامة العام الدراسي عن بُعد في شمال كوسوفو يكشف أنّ التطبيع في الإقليم لن يتم بشكل كامل إلى حين.
رئيس البلدية الذي لم يغادر مبنى البلدية لمدة 3 أشهر: "لولزيم هيتيمي"
وكان قد تمّ انتخاب "لولزيم هيتيمي" الألباني رئيسًا جديدًا لبلدية ليبوسافيتش في شهر أيار/ مايو، وقد دخل مكتبه بمساعدة وحدة خاصة من شرطة كوسوفو في الصباح الباكر من يوم 29 أيار/ مايو، ولم يتم الإبلاغ عن أنّه غادر مبنى البلدية منذ ذلك الحين، حيث يأكل ويجلس، ويعمل، ويعتني بنفسه، وينام في دار البلدية، كما يتجنب الإدلاء بتصريحات للصحفيين، وينشر فقط عن أعمال البلدية على حسابه عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
احتمال حدوث توترات جديدة في المنطقة
وعلى عكس البلديات الثلاث الأخرى في المنطقة، لم يواجه رئيس بلدية شمال ميتروفيتشا الألباني مقاومة من الصرب المحليين عندما تولى منصبه.
ولم يحتج الصرب أمام مبنى هذه البلدية حيث يتم تقديم الخدمات البلدية لكوسوفو وصربيا في مباني منفصلة، لكن رئيس البلدية الألباني المنتخب حديثًا أعطى صربيا مهلة حتى 8 أيلول/ سبتمبر لإخلاء مبنى البلدية المتكامل.
ومن المتوقع أن يجتمع زعيما كوسوفو وصربيا في بروكسل في شهر أيلول/ سبتمبر المقبل، بوساطة الاتحاد الأوروبي؛ لبحث وقف التصعيد في المنطقة، وتعتزم كوسوفو إجراء انتخابات محلية مبكرة في المنطقة لرفع العقوبات الجزائية التي فرضها الاتحاد الأوروبي على البلاد.
ماذا حدث؟
وفي 26 أيار/ مايو، احتج صرب كوسوفو على انتخاب رؤساء البلديات الألبان الذين فازوا في الانتخابات المحلية التي جرت في 23 نيسان/ أبريل في بلديات زفيتشان، وزوبين بوتوك، وليبوسافيتش، حيث يتركز الصرب في شمال كوسوفو.
ووقع اشتباك بين شرطة كوسوفو التي أُرسلت إلى المنطقة لحماية رؤساء البلديات الألبان، وبين صرب كوسوفو.
وفي 14 حزيران/ يونيو اعتقلت صربيا 3 أشخاص، ثبت أنّهم أعضاء في شرطة كوسوفو في المنطقة الحدودية للبلدين على أساس أنّهم كانوا "يخططون لاتخاذ إجراء في صربيا"، ودافعت كوسوفو عن أنّ الشرطة قد اختطفتهم صربيا.
وبينما اعتقلت شرطة كوسوفو نحو 10 من صرب كوسوفو لأسباب مختلفة، طالبت صربيا بالإفراج عن هؤلاء الأشخاص في أسرع وقت ممكن.
وبعد الأحداث التي شهدتها كوسوفو، تمّ تكليف كتيبة الكوماندوز التركية، المكونة من نحو 500 جندي، بطلب من قيادة القوات المشتركة لحلف شمال الأطلسي، بتوفير الأمن حول البلديات في شمال كوسوفو.
ويتم التعبير عن السبب الرئيسي للتوتر بين البلدين، في رؤية صربيا لكوسوفو التي أعلنت استقلالها من جانب واحد في عام 2008، كجزء من مساحتها الجغرافية.
وفي نطاق عملية الحوار بين بلغراد وبريشتينا التي بدأت في عام 2011 بوساطة الاتحاد الأوروبي، تُبذل الجهود لإيجاد طريقة مشتركة لتطبيع العلاقات، ولكي يتعرف البلدان على بعضهما البعض في نهاية المطاف. (İLKHA)