• DOLAR 34.342
  • EURO 37.41
  • ALTIN 3022.523
  • ...
د.عمر أبو سلامة: إنّ حرق المصحف الشريف في السويد سيؤثر على الاندماج داخل المجتمع السويدي
Google News'te Doğruhaber'e abone olun. 

في لقاء خاص أجرته وكالة إيلكا للأنباء أكّد أستاذ المذاهب والأديان "د.عمر أبو سلامة" أنّ الإسلام يؤيد التعارف بين الحضارات، وأنّه ليس كما يقول بعض الغربيين أنّ الإسلام يؤيد التصادم بين الحضارات، حيث قال تعالى: ((يا أيّها النّاس إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم))، وحذّر "د.عمر أبو سلامة" من أنّ الاعتداء على المقدسات الإسلامية سيُضرم العالم الإسلامي ويجعله يشتعل ويؤثر على مصالح السويد.

ثلاث مؤشرات تساعد على عدم احترام المقدسات في السويد

وقال: "لا بُدّ كما يقولون إذا عُرف السبب بطل العجب، فلا بُدّ من دراسة منهجية للدول الاسكندنافية على وجه التحديد، والتي صدرت منها الإساءة في الوقت الأخير، وأقصد بالدول الاسكندنافية فنلندا والسويد والدنمارك والنرويج، فهذه الدول الحضور الإسلامي، والوجود الإسلامي فيها قريب، يعني لا يتجاوز الثلاثين أو الأربعين سنة، وأخصُّ منها السويد، وقد مكثت فيها ما يزيد عن السبع سنوات، ففيها عدة مؤشرات تساعد على عدم احترام المقدسات.
فالمؤشر الأول هو أنّ في السويد يوجد نسبة عالية جدًا من احتضان الإلحاد، فهذا يُشجّع الإنسان أن يتجرأ على مقدسات إسلامية أو غير إسلامية.
والمؤشر الثاني أنّه يوجد في السويد نسبة عالية من الترف، والترف يجعل الإنسان يستغني عن الله ويستغني عن المقدسات، قال الله تعالى: ((أن رآه استغنى))، وقال تعالى أيضًا: ((حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظنّ أهلها أنهم قادرون عليها)).
والمؤشر الثالث هو وجود كم كبير من المهاجرين في الآونة الأخيرة، وخصوصًا بعد أحداث الربيع العربي، فالسويد زاد فيها العدد حتى وصل إلى مليون مسلم، فمليون مسلم يمثل عشر الشعب السويدي الآن، ومع تنامي الإسلاموفوبيا وتنامي التيار العنصري جعل الناس تعادي الإسلام وتعادي المقدسات الإسلامية والتواجد الإسلامي، وتيسّر لمن يريد أن يستهزئ بالمقدسات سواء كان في شخص الرسول صلى الله عليه وسلم، أو في الإساءة للمقدسات كما حدث من "بلودان" الدنماركي السويدي، وكما حدث من "سلوان" المهاجر العراقي في الآخر".

خلل قانوني في القانون السويدي إذ أنّه لا يجرّم الاعتدء على المقدسات

وتابع "د.عمر أبو سلامة" قائلًا: "عندنا فهم الجو السويدي في قضية تنامي الإلحاد فيه وتنامي الإسلاموفوبيا فيه، وفهم الطرف الذي وصل إليه المجتمع السويدي، وأيضًا الخلل القانوني الموجود في القانون السويدي، إذ أنّه لا يُجرّم الاعتداء على المقدسات، في حين أنّه يُجرّم الاعتداء على الأقليات الدينية، فهذه ازدواجية؛ لأنّ الأقليات الدينية عندهم مليون مسلم، ويوجد اثنين مليار مسلم حول العالم، فهذا فيه إساءة لهم جميعًا، فكما يقول الشاعر:
أيُّ شيء لم يقتلوه جهارًا.. أو يبيعوه جملة في المزاد؟!
حملوا جثة الضمير إلى القبر.. ورجعوا في خشعة الزهاد".

يجب توزيع الأدوار في الرد على عدم احترام المقدسات الإسلامية

وذكر "د.عمر أبو سلامة" أنّ هذا كله يساعد على القفز على المقدسات الإسلامية وعدم احترامها، وأنّ أفضل رد على هذا أن يكون هناك واجبات موزعة، وأدوار موزعة، وقال: "إنّ الواجب الأول يقع على الجالية المسلمة التي تعدادها في السويد مليون بأن تقوم بالبدائل الحضارية، والاحتجاج الحضاري، والاحتجاج السياسي والقانوني والمظاهرات الحضرية، والسعي إلى سن قانون لاحترام المقدسات للمسلمين ولغير المسلمين.
والواجب الثاني على الظهير المسلم في الغرب وأوروبا التي فيها ما يقارب من خمسة وستين مليون إلى سبعين مليون مسلم، وهذا رقم كبير ومؤثر، أن يحتجّ أيضًا ويستخدم البديل القانوني والبديل السياسي والمظاهرات الحضارية.
والواجب الثالث على الظهير المسلم في العالم وهو ما يقارب اثنين مليار مسلم، أن يؤدوا دورهم بالضغط السياسي والضغط الشعبي وبالضغط على الحكومات".

الإسلام يأمرنا باحترام المقدسات الإسلامية وغير الإسلامية

وأكّد "د.عمر أبو سلامة" أنّ الإسلام يؤيد التعارف بين الحضارات، وأنّه ليس كما يقول بعض الغربيين بأنّ الإسلام يؤيد التصادم بين الحضارات، وقال: "عندنا آية رقم ثلاثة عشر في سورة الحجرات تقول: ((يا أيها الناس إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم))، وتوجد آية في سورة الحج تؤكد أنّ على المسلم أن يحترم المقدسات المسلمة والمقدسات غير المسلمة فهذه سنة كونية، حيث قال تعالى: ((ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد))، فهذه أربع مقدسات، واحدة منها للمسلمين وثلاثة لغير المسلمين، فحين ندافع عن مقدسات المسلمين سواء كان في الاعتداء على الذات الإلهية، أو على القرآن، أو على الرسول، فهذه كلها مقدسات نحترمها ونجلُّها، وأيُّ مساس بها يُضرم العالم الإسلامي ويجعله يشتعل ويؤثر على مصالح السويد".

نداء وتحذير للسويد

وحذّر "د.عمر أبو سلامة" السويد قائلًا: "إنّه من قبيل حرصنا على السويد وعلى مصالح السويد وغيرها من الدول نقول لهم: لا تستفزوا العالم الإسلامي واحترموا مقدسات المسلمين، فإنّ لهم تواجد وحضور، ولكم مصالح في هذه البلاد، فاحترموا مقدساتهم، وحتى بعض المحللين السياسيين يقولون الآن أنّ السويد بدأت تنزل أسهمها في الوقت الأخير بعد الإساءة التي تمّت العام الماضي من السياسي الدنماركي المنبوذ "بولدان"، ومن المهاجر الجديد "سلوان" أيضًا، فهذا سيؤثر على السويد التي كانت من قبل عندها المشاكل صفر، ولا تعادي العالم الإسلامي، لكن أصبحت الآن تناطح العالم الإسلامي، وتناطح اثنين مليار مسلم".

ووجّه "د.عمر أبو سلامة" نداءًا للسويد قائلًا: "إنّ السماح بالإساءة للمقدسات في السويد سيؤثر على الاندماج داخل المجتمع السويدي، فقد عشت أكثر من سبع سنوات في المجتمع السويدي، وأعرف أنّ المجتمع السويدي عموم الناس فيه طيبون ومسالمون، كما أنّ هذا سيؤثر على النسيج الاجتماعي، فمليون شخص مسلم يتم استفزازهم واحتقار مقدساتهم، ويتم حرق المصحف الذي هو كتاب الأمة حيث قال الله تعالى: ((تبارك الذي نزّل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرًا))، وقال تعالى: ((وجاهدهم به جهاداً كبيرًا))، فحين تستفز المليون الذين هم عُشر السكان السويديين، فلا تتوقعوا أن يكون النسيج الاجتماعي نسيج جيد، فنحن نقول ذلك لحرصنا على السويد وعلى غيرها من بلاد العالم، ونحن نأتي لكم بالسلام ونأتي لكم بالموادعة، ونأتي لكم بالتعارف ونأتي لكم بالسلم المجتمعي، فقد قال الله تعالى: ((لتعارفوا إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم))". (İLKHA)



Bu haberler de ilginizi çekebilir