الموازين المتغيرة..موقف دول الخليج ومصر من الحرب الروسية الأوكرانية
جلبت الحرب الروسية الأوكرانية العديد من التطورات السياسية والاقتصادية على نطاق عالمي.
نشر مركز الفكر والتحليل الاستراتيجي (SDAM) تحليلاً حول موقف دول الخليج في الحرب الروسية الأوكرانية.
وأشار المركز في التحليل حول الحرب الروسية الأوكرانية، التي بدأت في شباط 2022 وما زالت مستمرة، إلى أن لها أهمية خاصة بالنسبة للدول الأوروبية التي لم تواجه واقع الحرب منذ الحرب العالمية الثانية.
ولفت الانتباه إلى أنه من المهم جدًا للولايات المتحدة، التي تقف إلى جانب أوكرانيا، أن تظهر قوتها العالمية وأن ترى مواقف حلفائها تجاه قراراتها.
وتابع المركز في التحليل: "وتكمن أهميتها من جانب السياسة العالمية؛ من حيث المعنى الجاد أن نرى إلى أين سيصل ميزان القوى العالمي، الذي كان أحادي القطب لفترة طويلة، والموقف الذي ستتخذه البلدان في موازين القوى المتغيرة هذه.
إن موقف دول الشرق الأوسط، التي لها أهمية كبيرة من حيث تجارة الطاقة، في الحرب هو أمر يثير الفضول لكلا الجانبين، وأهمية موقف دول الشرق الأوسط من هذه الحرب، ويمكن تقييمها من وجهة نظر اقتصادية وسياسية، فمن الناحية الاقتصادية؛ تحولت أوروبا ودول أخرى إلى دول الخليج لاحتياجاتها من الغاز، وذلك نتيجة لحظر الغاز الذي تفرضه أوروبا على روسيا، أما سياسياً، هذا هو الكيفية التي سيؤثر بها موقف دول الخليج المتحالفة مع الولايات المتحدة على ميزان القوى في السياسة العالمية.
وإن التغيير الاستراتيجي للولايات المتحدة في المنطقة، واتجاهات سياستها الخارجية والنظام الجديد الذي جلبته لها أهمية كبيرة لدول الخليج، حيث شكّل الخليج سياساته الدولية بناءً على موقع نشطت فيه الولايات المتحدة في المنطقة، واستمرت الأزمات التي بدأت في عهد الرئيس السابق للولايات المتحدة دونالد ترامب، وفي عهد بايدن السبب الرئيسي للأزمة، وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة تميل إلى تقليص حصتها في توزيع السلطة في الشرق الأوسط، إلا أنها تريد من حلفائها في المنطقة التصرف وفقًا للفترة القديمة والتصرف وفقًا لمصالح الولايات المتحدة وحلفائها (خاصة الصهيونية نظام الاحتلال).
ومن جهة أخرى فإن مصر لها أهمية جدية على الصعيدين الإقليمي والوطني، والولايات المتحدة الأمريكية على وجه الخصوص لها موقع مهم لاستراتيجيات الشرق الأوسط، والسبب الأكبر وراء ذلك كونه بلدًا بالغ الأهمية بموقعه.
كما أن مصر من بين الدول التي لا يمكن للولايات المتحدة أن تتجاهلها، ويمكننا القول أن لمصر في الولايات المتحدة مكانة قيّمة.
فمصر من الدول التي تأثرت اقتصاديًا بالحرب الأوكرانية، وحسب الأبحاث، تبلغ الخسارة المادية منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية لكل أسرة مصرية 20٪، والسبب الأكبر لتأثر مصر مالياً بالحرب الأوكرانية هو تجارة القمح مع روسيا، حيث تأخذ مصر 80٪ من تجارة القمح من روسيا، ولهذا السبب أثرت حرب أوكرانيا بشكل مباشر على الحياة الاقتصادية للأفراد المصريين.
وسبب آخر لموقف مصر المحايد في الحرب هو السياح الروس، حيث يشكل الروس 3/1 من السائحين القادمين إلى مصر، وهذه الأسباب الاقتصادية التي ذكرناها تساعدنا على فهم موقف مصر من حرب أوكرانيا، وعلى الرغم من أن مصر أقامت علاقات اقتصادية وعسكرية قوية مع روسيا، إلا أن حليفتها الرئيسية لا تزال الولايات المتحدة". (İLKHA)