الأمين العام لهيئة أمة واحدة: خلق الله البشر أمة واحدة سواسية لكنهم اختاروا الاختلاف والتنافر والفرقة
أكد الأمين العام لهيئة أمة واحدة الدكتور "حسين عبد العال"، أن الله سبحانه وتعالى خلق البشر أمة واحدة، وجعل لهم ديناً واحداً ارتضاه لهم، وجعل أفضلية بعضهم على بعض ميزان التقوى، "إن أكرمكم عند الله أتقاكم".
قال الأمين العام لهيئة أمة واحدة الدكتور المصري "حسين عبد العال"، في كلمة تعريفية، خصها لوكالة İLKHA للأنباء، جاء فيها:
خلق الله تعالى آدم عليه السلام، ثم جعل منه زوجه، ثم جعل منهما رجالًا ونساءً، أي جعل منهما شعوبًا وقبائل شتى، وأمر هذه الشعوب أن تتعارف وأن تتآلف فيما بينها، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) (سورة الحجرات:13)
وكان ربنا سبحانه قادرًا أن يخلق العشرات، بل المئات مثل آدم، وأن يجعل من البشر أممًا مختلفة، ولكن إرادته سبحانه اقتضت أن يكون البشر أمة واحدة، حتى اختلفوا هم وتشعبوا وتنافروا، وليس ذلك مراد الله منهم، قال تعالى: (وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا) (يونس 19)، إذن كان الاختلاف منهم، فهم الذين اختاروا الفرقة والانقسام.
وجعل الله سبحانه للناس دينًا واحدًا ارتضاه لهم؛ وهو دين الإسلام، قال تعالى: (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ) (آل عمران 19)
فلما ترك البعض دين الإسلام بدأت الفرقة فيما بينهم، وكانت الفرقة ضلالًا منهم، وبعداً عن الحق.
ومن هنا جاءنا نبينا ﷺ، بدين الإسلام، من أجل أن يوحد الناس على هذا الدين العظيم، كما أراد الله تعالى، فاختلف عليه كثير من الناس، ورفضوا الدخول في هذا الدين العظيم، فما كان منه ﷺ، إلا أن اهتم بتوحيد المسلمين وجعلهم أمة واحدة، وأزال كل ما يدعو للفرقة فيما بينهم، وصهرهم في بوتقة الإيمان، إذ لا فوارق بينهم، ولا فضل لأحدهم على الآخر، إلا بالتقوى، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي ﷺ، قال: «لينتهيَنَّ أقوامٌ يفتخرونَ بِآبائِهِمُ الذينَ ماتُوا إِنَّما هُمْ فَحْمُ جهنمَ أوْ ليكونُنَّ أَهْوَنَ على اللهِ مِنَ الجُعَلِ الذي يُدَهْدِهُ الخِرَاءَ بِأنْفِهِ إِنَّ اللهَ قد أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الجاهليةِ وفَخْرَها بِالآباءِ إِنَّما هو مُؤْمِنٌ تَقِيٌّ أوْ فَاجِرٌ شَقِيٌّ الناسُ كلُّهُمْ بَنُو آدمَ وآدَمُ خُلِقَ من تُرَابٍ » وفي الباب عن ابن عمر، وابن عباس: وهذا حديث حسن أخرجه الترمذي برقم3955
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، أن النبي ﷺ، قال: (يا أيُّها الناسُ إنَّ ربَّكمْ واحِدٌ ألا لا فضلَ لِعربِيٍّ على عجَمِيٍّ ولا لِعجَمِيٍّ على عربيٍّ ولا لأحمرَ على أسْودَ ولا لأسودَ على أحمرَ إلَّا بالتَّقوَى إنَّ أكرَمكمْ عند اللهِ أتْقاكُمْ) رواه البيهقي في شعب الإيمان 5137
فها هو نبينا ﷺ يسوي بين المسلمين، فلا فوارق ولا طبقية ولا أفضلية بسبب اللون أو الجنس أو العرق، إذ كلنا خلقنا من التراب، وكلنا سنعود للتراب، وسنبعث يوم القيامة على طول واحد، أما اللون فسيكون بحسب العمل، وأما التفاضل يوم القيامة فسيكون بحسب التفوق في تقوى الله تعالى، وإذا نودي على الناس يوم القيامة فلا يقال فلان العربي، ولا فلان الكردي، ولا فلان التركي، ولا فلان الأمريكي، إذ لا كرامة للجنس، بقدر ما تكون الكرامة والمهانة بحسب الإسلام والإيمان والعمل الصالح.
فإذا كان الله أراد منا أن نكون أمة واحدة، فلماذا نخالف أمر الله تعالى ونفترق فيما بيننا؟!
د/ حسين عبدالعال
الأمين العام لهيئة أمة واحدة
(İLKHA)