العراق..ازدياد الإدمان على المخدرات في عموم البلاد بعد الغزو الأمريكي
ازداد عدد المدمنين على المخدرات في أنحاء العراق بشكل كبير بعد الاحتلال الأمريكي للبلاد.
كان العراق دولة خالية من المخدرات منذ 20 عامًا، لكن منذ عام 2003 بعدما الاحتلال الأمريكي مركزًا لتعاطي المخدرات والاتجار بها، رغم العنف والبطالة والفقر ونظام الرعاية الصحية الضعيف.
ويذكر أن قرابة 300 ألف مدني قتلوا في الاحتلال الأمريكي، لكن بحسب أرقام غير رسمية يقترب هذا العدد من 500 ألف.
ولم يتسبب غزو العراق في سقوط قتلى من المدنيين فحسب، بل جر البلاد أيضًا إلى العنف والبطالة والفقر.
ويذكر أيضاً أن تعاطي المخدرات من أكبر المشاكل التي تتزايد بعد الاحتلال في البلاد، وخاصة بين الشباب.
قال رئيس المكتب الإعلامي لوزارة الداخلية العراقية فهري منذر المديرية العامة لمكافحة المخدرات، خلال كلمته في مؤتمر حول المخدرات 29 أيار في بغداد، "إن المشكلة الأكثر تعقيداً التي يعاني منها المجتمع العراقي هي انتشار المخدرات، خاصة بين الشباب.
وأشار منذر إلى أن هناك زيادة في استخدام المسكنات ذات التأثير المخدر.
إدمان المخدرات يؤدي إلى انهيار المجتمع
وأشار الناشط اجتماعي في مجال مكافحة المخدرات علي السعدي إلى أن المجتمع العراقي في خطر حقيقي لأن الأضرار التي تسببها المخدرات لا تقتصر على مدمني المخدرات، بل تؤدي إلى انهيار المجتمع من خلال زيادة العنف والقتل.
الفقر والبطالة يزيدان من تعاطي المخدرات
أدى انتشار الفقر والبطالة إلى زيادة الإحباط لدى الناس، ومعه زادت احتمالية تعاطي المخدرات.
وذكرت وزارة التخطيط العراقية أن معدل الفقر في البلاد يبلغ 25 بالمائة في عام 2022، وبحسب تقرير آخر في نفس العام، بلغ معدل البطالة الوطنية في العراق 16.5 بالمئة، بينما كان يقترب من 36 بالمئة بين الشباب.
كما أن التحدي الآخر الذي تواجهه الحكومة العراقية في معالجة تجارة المخدرات هو عدم قدرتها على السيطرة بشكل فعال على حدودها مع الدول المجاورة لإبعاد تجار المخدرات.
ولفت رئيس مستشفى ابن رشد للأمراض النفسية عدنان ياسين الانتباه إلى حقيقة أن المستشفى لم يعد قادرًا على استيعاب عدد كبير من مدمني المخدرات بسبب انتشار تعاطي المخدرات في البلاد.
ويذكر أن معظم مدمني المخدرات الذين يدخلون المستشفى تتراوح أعمارهم بين 20 و 40 عامًا، وهناك حالات تقل أعمارهم عن 20 عامًا وأكثر من 40 عامًا.
وعلى الرغم من أن الحكومة العراقية افتتحت مؤخرًا مستشفيين في بغداد لعلاج مدمني المخدرات، وهما مستشفى العطاء ومستشفى التأهيل الطبي، إلا أنه مازال هناك حاجة لبناء مثل هذه المستشفيات. (İLKHA)