لم ننسَ الشهداء.. 13 سنة مرت على مجزرة ماوي مرمرة (أسطول الحرية)
مرت 13 عامًا على هجوم قوات الاحتلال الصهيوني على سفينة "ماوي مرمرة" التي كانت تنقل مساعدات إنسانية من تركيا إلى غزة تحت شعار "طريقنا فلسطين وحمولتنا الحرية"، في 31 أيار/ مايو 2010، والذي استشهد فيه عشرة مواطنين أتراك.
تمّ إطلاق حملة مساعدات عام 2010 من قِبل هيئة الإغاثة والمساعدات الإنسانية IHH والمنظمات الإنسانية الدولية، بما في ذلك حركة غزة الحرة، ومنظمة تحيا فلسطين؛ لتقديم المساعدات لأهالي غزة التي حاصرها الاحتلال الصهيوني لفترة طويلة، وللفت الانتباه إلى المأساة الإنسانية في المنطقة، وقد دعمت آلاف المنظمات غير الحكومية والنشطاء من مختلف أنحاء العالم حملة المساعدات التي نُظمت تحت شعار "طريقنا فلسطين وحمولتنا الحرية"، حيث تمّ تحميل الأدوية والمستلزمات الطبية والإسمنت والحديد ولعب الأطفال والملاعب والمستلزمات المدرسية التي تمّ شراؤها في نطاق الحملة على سفن "دفني واي" و"غزة 1" و"ماوي مرمرة" وانطلقت القافلة من إسطنبول في 22 أيار/ مايو 2010.
560 راكبًا من 32 دولة يبحرون في البحر المتوسط لكسر الحصار عن غزة
وقد تمّ توديع سفينة "ماوي مرمرة" وإرسال مشاعر الحب والحنان من ميناء ساراي بورنو في إسطنبول، وانطلقت إلى غزة، وفي 28 أيار/ مايو 2010 الساعة 00.30 وصلت إلى ميناء أنطاليا، وحملت 560 راكبًا من 32 دولة ومن معتقدات مختلفة، بما في ذلك 50 صحفيًا، 34و منهم من الأجانب، ثم أبحرت في البحر الأبيض المتوسط، والتقت بخمس سفن تغادر من دول مختلفة في المياه الدولية على بعد 30 ميلاً جنوب قبرص، وكانت السفن التي تحمل مواد مساعدات إنسانية إلى غزة انطلقت جميعها إلى غزة في 30 أيار/ مايو 2010، وقد قام جيش نظام الاحتلال بإرسال رسائل تهديد عبر اللاسلكي لسفينة "ماوي مرمرة" ليلة 30 أيار/ مايو، وبعد منتصف ليل 31 أيار/ مايو قام بمضايقة السفن في الأسطول من الجو والبحر.
استشهاد 10 أشخاص وإصابة أكثر من 50 متطوعًا
وبينما شنت القوات الخاصة للجيش الصهيوني هجوماً على الأسطول بالمروحيات وزوارق البروج في ساعات الصباح الباكر، فقد قاموا أولاً بإلقاء الدخان والقنابل الصوتية على المدنيين على متن سفينة "ماوي مرمرة"، ثم أطلقوا النار دون تصويب، وفي الهجوم المسلح، اُستشهد 9 متطوعين أتراك، وأصيب أكثر من 50 متطوعًا، مع وفاة المتطوع الإغاثي "أوغور سليمان سويلميس" الذي أصيب برصاصة في الرأس، وبقي في حالة غيبوبة لمدة 4 سنوات ثم توفي، وبذلك يكون قد ارتفع عدد الأشخاص الذين اُستشهدوا نتيجة الهجوم إلى 10 شهداء، كما أنه بينما كان "جودت كيليجلار" الذي يعمل مستشارًا صحفيًا في هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان" IHH" يصور لحظة الهجوم، فقد أصيب الناشط "فوركان دوغان" البالغ من العمر 19 عامًا برصاصة في رأسه وصدره من طلقة مروحية أثناء التسجيل بالكاميرا.
انتظار الجرحى لعدة ساعات
ونتيجة للهجوم المكثف المدعوم بالعديد من المروحيات والقوارب السريعة والفرقاطات وغواصة تابعة لسلاح البحرية التابع لنظام الاحتلال، تمّ الاستيلاء على سفينة "ماوي مرمرة" والسفن في الأسطول من قِبل البحرية، وتمّ تقييد أيدي كل من كانوا على متن السفن وتجمعوا على سطح السفينة، كما منعت قوات الاحتلال الركاب الذين أرادوا إسعاف الجرحى، لكن تمّ نقلهم بعد ذلك بساعات عبر مروحيات، وقد تعرض الصحفيون وجميع الركاب لمعاملة سيئة من قِبل جنود الاحتلال لساعات أثناء إبحار السفينة باتجاه ميناء أشدود بعد الهجوم، وتمت مصادرة متعلقات من كانوا على متن السفينة من محافِظ وحواسيب وكاميرات وهواتف نقالة، بالإضافة إلى المعدات التقنية التي يستخدمها الصحفيون أثناء تأدية واجباتهم.
وبعد أن وصلت "ماوي مرمرة" إلى ميناء أشدود، تمّ توقيفها لساعات، بينما تمّ توفير المياه فقط لمن كانوا على متنها، والصحفيون والنشطاء الذين الُتقطت صورهم واحدة تلو الأخرى في غرف خاصة بالميناء، وتمّ تفتيشهم واستجوابهم لساعات من قبل ضباط المخابرات الصهيونية، وفي وقت لاحق تمّ نقل الركاب المقيدين إلى سجن بئر السبع في مجموعات من 4 و5 عن طريق ركوب سيارات السجن، والنشطاء والصحفيون الذين تمّ وضعهم في زنازين 4 أشخاص في السجن أمضوا يومين أيضًا هنا.
فيما تمّ نقل النشطاء الذين انطلقوا لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، ولكنهم لم يتمكنوا من تحقيق أهدافهم؛ بسبب هجوم العصابة الصهيونية، إلى مطار بن غوريون في تل أبيب صباح يوم 2 حزيران/ يونيو، وبعدها استمرت إجراءات الترحيل طوال اليوم هناك، ووصل 50 صحفيًا وناشطًا، 16 منهم من تركيا إلى مطار أتاتورك صباح الخميس 3 حزيران/ يونيو، على متن طائرات الخطوط الجوية التركية. (İLKHA)