صحيفة أمريكية تكشف عن محادثات سرية بين واشنطن والنظام السوري
أفادت صحيفة "ذا كريديل" الأمريكية أن محادثات سرية جرت في مسقط بين واشنطن والنظام السوري.
نقلت صحيفة The Cradle الأمريكية عن مسؤول دبلوماسي رفيع في جامعة الدول العربية، أن محادثات سرية جرت بين الولايات المتحدة الأمريكية والنظام السوري جرت في العاصمة العمانية مسقط، إضافة لعدة دول في غرب آسيا، مشيراً إلى أن اللقاءات ضمت شخصيات أمنية من البلدين وممثلين عن وزارات الخارجية.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مصادر ميدانية تأكيدها أنه في أثناء المحادثات ضغط المسؤولون السوريون ضغطاً أساسياً لانسحاب القوات الأمريكية الكامل من البلاد.
وأشار المصدر الدبلوماسي إلى أنه في محادثات مسقط أكد المبعوث الأمريكي مراراً وتكراراً أنه يملك معلومات تفيد بأن الصحفي الأمريكي "أوستن تايس" ما يزال على قيد الحياة، بينما شدد الوفد السوري على أنه لا يملك معلومات عن تايس، مؤكداً أن دمشق أعربت عن استعدادها لبذل كل الجهود الممكنة للكشف عن مصيره، وفقاً لما نقلته الصحيفة الأمريكية. في وقت سابق من أيار الجاري
وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قد كشف في وقت سابق من أيار/ مايو الجاري، أن واشنطن انخرطت مع سوريا، وانخرطت مع دول ثالثة للعثور على تايس.
ونشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية في النصف الأول من أيار/ مايو الجاري تقريراً أكدت فيه أن الولايات المتحدة أعادت إحياء المفاوضات المباشرة مع دمشق بشأن تايس الذي اختفى في سوريا.
وأفادت شبكةCNN الأمريكية في آب/ أغسطس العام الماضي، بأن واشنطن تواصلت مباشرة مع دمشق بشأن تايس، لكن حكومة النظام السوري لم توافق على إجراء اجتماعات رفيعة المستوى لمناقشة القضية، وطلب حينها الرئيس الأمريكي جو بايدن، من سوريا مساعدتهم في العثور على الصحافي الأمريكي الذي وصفه بأنه ابن وشقيق ومحارب قديم.
وكانت صحيفة الوطن الموالية للنظام السوري قد أفادت أن وفداً أمريكياً وصل إلى دمشق عام 2020 للتفاوض حول الصحفي تايس، لكن النظام رفض إجراء أي تفاوض قبل مناقشة ملف الانسحاب الأمريكي من سوريا.
ولم تكن هذه المحاولة الأولى التي تجريها الإدارة الأمريكية باتصالات فاشلة مع سوريا بشأن هذا الملف، ففي عام 2017 أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية بأن مدير وكالة المخابرات المركزية آنذاك "مايك بومبيو"، اتصل بمدير مكتب الأمن الوطني التابع للنظام السوري "علي مملوك"، لكن الاتصالات تعطلت بعد الضربات الصاروخية الأمريكية على أهداف عسكرية في سوريا.
يذكر أن الصحفي الأمريكي المستقل "أوستن تايس"، هو ضابط سابق في مشاة البحرية الأمريكية، ودرس الحقوق وانضم إلى مشاة البحرية الأمريكية وذهب إلى أفغانستان، وعمل مصوراً صحافياً لحساب عدد من المؤسسات الإعلامية.
وكانت صحيفة "الغارديان" البريطانية قد أكدت أن تايس، دخل إلى الأراضي السورية عام 2012 واختفى في شهر آب/ أغسطس من العام ذاته، ووفقاً لصحيفة The Cradle فإن تايس اختطفته جماعات مسلحة في إحدى ضواحي دمشق.
ويؤكد مسؤولون أمريكيون أن ملف أوستن تايس، بات ملفاً حساساً جداً في الداخل الأمريكي، ونشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريراً أكدت فيه أن اختفاء تايس يمثّل اختباراً لمسؤولي إدارة بايدن.
يشار إلى أن إعادة إحياء ملف تايس، يتزامن مع عودة النظام لشغل مقعد سوريا في الجامعة العربية، إلى جانب تفعيل مسار التقارب السوري- التركي، الذي حقق مؤخراً تقدماً بلقاء وزراء خارجية النظام السوري وتركيا وإيران وروسيا. (İLKHA)