اتفاق ثلاثي يضع اللمسات الأخيرة على تزويد أستراليا بغواصات تعمل بالدفع النووي
أعلن الرئيس الأميركي "جو بايدن" ورئيس الوزراء الأسترالي "أنتوني ألبانيز" ورئيس الوزراء البريطاني "ريشي سوناك"، تفاصيل خطة لتزويد أستراليا بغواصات هجومية تعمل بالطاقة النووية في خطوة رئيسية لمواجهة طموحات الصين في منطقة المحيطين الهندي والهادي.
عقد الرئيس الأميركي "جو بايدن"، أمس الاثنين، اجتماعاً مع رئيسي الوزراء البريطاني "ريشي سوناك" والأسترالي "أنتوني ألبانيز"، في قاعدة سان دييغو البحرية بولاية كاليفورنيا، بهدف وضع اللمسات الأخيرة على اتفاقية، تزود بموجبها الولايات المتحدة أستراليا بغواصات تقليدية تعمل بالطاقة النووية استناداً إلى اتفاقية أوكوس (AUKUS) الثلاثية بين البلدان الثلاثة.
وقال بايدن: "إن الولايات المتحدة ضمنت الاستقرار في منطقة المحيطين الهندي والهادي على مدى عقود، وأن اتفاق الغواصات من شأنه تعزيز آفاق السلام لعقود مقبلة".
وأوضح أن الغواصات التي سيتم تزويد أستراليا بها ليست أسلحة نووية، بل هي غواصات تعمل بالطاقة النووية، مشيراً إلى أن هناك التزاماً بالعمل المشترك لضمان بقاء منطقة المحيطين حرة ومزدهرة وآمنة.
من جانبه، قال مستشار البيت الأبيض للأمن القومي "جيك سولفيان"، خلال مؤتمر صحفي: "إن مشروع الغواصات يجسد تعهد واشنطن على المدى الطويل بحماية السلم والاستقرار في منطقة المحيطين الهندي والهادي".
وأشار "سوليفان" إلى أن الشراكة مع أستراليا، والتي تتضمن مشاركة تكنولوجيا نووية سرية لم يسبق أن تمّ تشاركها إلا مع بريطانيا، وهي التزام سيمتد عقوداً وربما قرناً من الزمن.
وقال سوليفان: "إن هذه الغواصات ستحمل تسمية "إس إس إن- أوكوس" (SSN-AUKUS)، وستكون مجهزة بأسلحة تقليدية"، مشيراً إلى أنها ستبنى استناداً إلى تصميم بريطاني وبتكنولوجيا أميركية، وستتطلب استثمارات كبرى في البلدان الثلاثة.
من جهته، قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك: "إن الاتفاقية تهدف إلى مواجهة تحديات جديدة تفرضها دول، على رأسها روسيا والصين".
وأضاف سوناك قائلاً: "إنه في الأشهر الـ 18 الماضية زادت التحديات التي نواجهها، من الغزو الروسي غير القانوني لأوكرانيا إلى التحدي الصيني المتزايد والسلوك المزعزع للاستقرار لإيران وكوريا الشمالية".
وتابع بالقول: "في مواجهة هذا الواقع الجديد من المهم أكثر من أي وقت مضى أن نعزز قدرة بلداننا على الصمود".
ووصف رئيس الوزراء الأسترالي "أنتوني ألبانيز" شراء بلاده غواصات أميركية تعمل بالدفع النووي وانخراطها في مشروع لبناء جيل جديد من الغواصات بأنه أكبر استثمار بالقدرات الدفاعية لأستراليا في تاريخها.
وقال: "إن اتفاقية أوكوس التي نرسخها هنا في سان دييغو أكبر استثمار منفرد في تاريخ القدرات الدفاعية الأسترالية، واعتباراً من مطلع العقد المقبل ستتسلم أستراليا 3 غواصات تعمل بالطاقة النووية من طراز فرجينيا، وهي المرة الأولى منذ 65 عاماً والثانية في التاريخ التي تشاطرنا فيها الولايات المتحدة تقنية الدفع النووي".
كما أكد مسؤول دفاعي أسترالي أن برنامج أستراليا للغواصات سيكلف ما يصل إلى 245 مليار دولار على مدى الثلاثين عاماً المقبلة.
ويشار إلى أن صفقة الغواصات التي تعمل بالدفع النووي بين أستراليا والولايات المتحدة والتي وقعت في تشرين الثاني/ نوفمبر2021 كانت قد تسببت بأزمة شديدة في علاقات واشنطن وباريس، وذلك بعد إلغاء كانبيرا صفقة شراء غواصات فرنسية وعوضتها بأخرى أميركية، وهو ما وصفته باريس آنذاك بأنه خيانة وطعنة في الظهر. (İLKHA)