الشهيد المنقذ
لم يمض على عودة الشهيد سامح حمد لله محمود أقطش (37 عاما)، من تركيا إلى قرية زعترة جنوب نابلس، خمسة أيام، عقب تطوعه لمساعدة المنكوبين من الزلزال المدمر.
هاجم عشرات المستوطنين أمس قرية زعترة، وأطلقت النار بشكل كثيف، الأمر الذي أدى إلى إصابة المواطن سامح أقطش (37 عاما) برصاصة متفجرة في البطن، ليعلن عن استشهاده لاحقا.
لم يسعف الوقت طواقم الاسعاف لإنقاذ الشهيد أقطش، الذي اعتاد على إنقاذ الناس، كونه أحد المتطوعين في فريق الدفع الرباعي، الذين ينقذون العالقين، خاصة في المنخفضات الجوية، وتساقط الثلوج.
"قبل إصابته بلحظات حاول بعض الشبان ارجاعه في ظل كثافة الرصاص الذي أطلقته قوات الاحتلال، إلا أنه أصر على البقاء، قائلا: ما ظل اشي الواحد يرجعلوا"، حسب ما أفاد به ابن عمه أيمن أقطش.
ويتابع أقطش: "الشهيد كان لديه مصنع لمدافئ الحطب، وينشغل كثيرا في موسم الشتاء، وكان يحب الحياة، ويهوى الخروج إلى الجبال، ومساعدة الآخرين، فقبل سفره إلى تركيا لإغاثة المنكوبين من أضرار الزلزال المدمر، جمع مبلغا من المال ليتبرع به للمحتاجين".
وأكمل: "الشهيد كان يتحدث عن هول الأحداث التي ألمت بالأتراك، وكيف كانت الأجواء الباردة التي صاحبت الزلزال".
الشهيد أقطش أب لولدين وثلاث بنات، كتب وصيته في عام 2014 التي قال فيها: "أرجو أن تكفنوني في ثياب الإحرام، لعل الله يغفر لي، وأن تجلسوا عند قبري، وأن أكون فارقت الحياة، وليس لأحد عندي حق، والتكفل بديني قبل دفني".
وكانت ليلة أمس شهدت هجوما همجيا لعشرات المستوطنين على بلدات وقرى حوارة وبورين وزعترة وعصيرة القبلية، واعتداءات غير مسبوقة، من إحراق للمنازل واستهدافها، والاعتداء على المواطنين، الأمر الذي أدى إلى استشهاد المواطن أقطش، وإصابة أكثر من 100 آخرين، بينهم 4 بجروح، إضافة إلى نحو 300 اعتداء، حسب ما أفاد به مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة، غسان (İLKHA)