غوتيريش: الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا يعد من أكبر الكوارث الطبيعية في المنطقة
ناشد الأمين العام للأمم المتحدة المجتمع الدولي إلى تعزيز دعمه لسوريا وتركيا بعد الزلزال المدمر. وقال إن أول قافلة مساعدات أممية، بعد الزلزال، قد عبرت الحدود عبر معبر باب الهوى إلى شمال سوريا.
اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو غوتيريش"، اليوم الخميس، أن الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا يعد من أكبر الكوارث الطبيعية في المنطقة، مشيراً إلى أن عدد ضحايا الزلزال يتزايد بشكل مطرد.
وأكد غوتيريش أن أول قافلة تابعة للأمم المتحدة دخلت قبل ساعات إلى شمالي سوريا عبر باب الهوى، المعبر الحدودي مع تركيا ، وقال: إن آلاف المباني في تركيا وسوريا انهارت، وإن عشرات الآلاف يعانون من الشتاء القاسي.
وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة، أنه طلب من وكيله للشؤون الإنسانية "مارتن غريفيث" زيارة المنطقة المتضررة من الزلزال نهاية الأسبوع الحالي.
كما سيزور غريفيث، خلال الجولة، غازي عنتاب وحلب ودمشق لتقييم الاحتياجات وتعزيز الدعم.
وأشار غوتيريش إلى أن الزلزال يعد أحد أكبر الكوارث الطبيعية في العصر الحالي، وتحدث عن الصور التي تفطر القلب والجهود البطولية لعمال الإغاثة الذين يصارعون الظروف والوقت لإنقاذ الأرواح.
وقال: "آلاف المباني انهارت، عشرات آلاف الأشخاص معرضون لظروف طقس الشتاء الذي لا يرحم، المدارس والمستشفيات دُمرت، الأطفال يعانون من صدمات مروعة، وللأسف، نحن نعلم أننا لم نر بعد النطاق الكامل للدمار والأزمة الإنسانية التي تتكشف أمام أعيننا".
وأضاف غوتيريش، أنه عندما يرى الصور، يشاهد أناساً وأماكن يعرفها جيداً لأنه زار هذه المنطقة مرات عديدة عندما كان مفوضاً سامياً للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وقال: "إن المنطقة معروفة بدعمها للاجئين والنازحين، لن أنسى أبداً هذه الزيارات، تركيا هي موطن لأكبر عدد من اللاجئين في العالم، وقد أظهرت سخاء لا يُضاهى تجاه جيرانها السوريين، يعيش ما يصل إلى 3.6 مليون سوري في تركيا منذ أكثر من عقد من الزمن، الكثيرون منهم أصبحوا ضحايا للزلزال، وقد زرت أيضاً حلب وقابلت سوريين رحبوا بحفاوة بالعراقيين الفارين من العنف والحرب مع دمجهم في مجتمعهم، كان هناك أكثر من مليون لاجئ عراقي في سوريا، لم يعيشوا في مخيمات بل استقبلتهم المجتمعات وأُدمجوا فيها بسخاء كبير، خلال زياراتي، تأثرت كثيراً بتضامن الناس الذين فتحوا بيوتهم وقلوبهم للنازحين، ولكن الآن هذه البيوت دُمرت، وهذه القلوب حُطمت".
وأضاف الأمين العام للأمم المتحدة: "إن المنطقة التي كانت مركزاً، للتضامن أصبحت الآن بؤرة للمعاناة، إذ يواجه سكانها كابوساً تلو الآخر وعندما ضرب الزلزال المنطقة، كانت الأزمة الإنسانية شمال غرب سوريا تتدهور حيث وصلت الاحتياجات إلى أعلى مستوياتها منذ بدء الصراع".
وأشار إلى تخصيص 25 مليون دولار من صندوق الأمم المتحدة المركزي للاستجابة للطوارئ لتعزيز عمليات الإغاثة، وقال: "إن الأمم المتحدة ستطلق نداء عاجلاً أوائل الأسبوع المقبل تناشد فيه المانحين دعم المتضررين من الزلزال في سوريا".
وأكد أن الأمم المتحدة تقف مستعدة أيضاً لدعم استجابة الحكومة التركية بكل السبل الممكنة.
واختتم الأمين العام كلمته بالقول: "في وجه هذه الكارثة الهائلة، أناشد المجتمع الدولي أن يظهر لشعبي تركيا وسوريا نفس الدعم والسخاء اللذين استقبلوا بهما وساعدوا وحموا ملايين اللاجئين والنازحين، حان الوقت لدعم شعبي تركيا وسوريا". (İLKHA)