الأمم المتحدة: 6 ملايين سوري بحاجة إلى مساعدة عاجلة هذا الشتاء
قال مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية غير بيدرسون: "إن السوريين يواجهون أزمة إنسانية واقتصادية متفاقمة داخل وخارج البلاد، وإن الوضع الأكثر خطورة هو في مخيمات النازحين"، فيما أكد مساعد الأمين العام للشؤون الإنسانية، "مارتن غريفيث"، أن ستة ملايين سوري بحاجة إلى مساعدة عاجلة هذا الشتاء.
أوضح "بيدرسون" أن الوضع الراهن في سورية هو نتيجة أكثر من عقد من الحرب والصراع، والفساد وسوء الإدارة، وفيروس كورونا، والعقوبات، وتداعيات الحرب في أوكرانيا.
وتوقف المبعوث الأممي عند الوضع الإنساني الصعب للغاية، ولفت الانتباه إلى النقص الحاد في الوقود، بما في ذلك وقود التدفئة، كما أشار إلى نقص المياه النظيفة والرعاية الصحية.
وأشار إلى أن تفاقم الأزمة يتجلى في دمشق عبر عدد من الأمور، من بينها شوارع مظلمة ومنازل غير مضاءة، وحركة مرور قليلة، وانخفاض قيمة الليرة السورية إلى مستويات قياسية جديدة.
كما أكد المسؤول الأممي كذلك على استمرار تدهور الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، وأشار إلى عدد من العوامل التي تلعب دوراً في ذلك، إضافة إلى الصراع، من ضمنها التضخم، والذي يتجلى بشكل أكبر في استمرار انخفاض قيمة العملة المحلية، في الوقت الذي تستمر فيه أسعار الغذاء والوقود بالارتفاع عالمياً، الأمر الذي يجعل المواد الغذائية الأساسية وغيرها من الضروريات بعيدة عن متناول ملايين العائلات السورية.
غريفيث: 15.3 مليون سوري بحاجة للمساعدة في 2023، ولم نر مثل هذه الأرقام منذ بداية الأزمة في سورية عام 2011
وشدد "غريفيث" على أن عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدات إنسانية ارتفع ليصل إلى 14.6 مليون شخص، بزيادة قدرها 1.2 مليون شخص مقارنة بالعام الماضي، متوقعاً أن يصل هذا الرقم إلى 15.3 مليون شخص في عام 2023، وقال: "لم نر مثل هذه الأرقام منذ بداية الأزمة في سورية عام 2011".
وأكد على أن أكثر من نصف السوريين في البلاد، أكثر من 12 مليوناً، يكافحون من أجل توفير الغذاء، وحذّر من أن قرابة ثلاثة ملايين سوري يمكن أن ينزلقوا إلى "انعدام الأمن الغذائي".
وذكر أن الأمم المتحدة تمكنت، على الرغم من التحديات على الأرض، من تقديم المساعدات المنقذة للحياة إلى 7.8 ملايين شخص كل شهر في عام 2022، بما في ذلك 2.7 مليون شخص من خلال العمليات العابرة للحدود، وتحدث عن عودة الكوليرا لسورية خلال العام الحالي لأول مرة منذ 15 عاماً.
وتحدث "غريفيث" عن الحاجة الماسة لمزيد من الدعم المادي، وقال: "إن ملايين السوريين في مخيمات النزوح يعيشون للعام الثاني عشر على التوالي في مخيمات اللاجئين، والتي تكون فيها ظروف الشتاء قاسية بشكل خاص، حيث تنخفض درجات الحرارة في تلك المناطق إلى ما دون الصفر، ناهيك عن الرياح والعواصف الثلجية والفيضانات".
وأشار كذلك إلى وجود ستة ملايين سوري، بزيادة قدرها 33 في المائة مقارنة بالعام الماضي، بحاجة إلى مساعدة عاجلة هذا الشتاء، ولفت إلى أن النقص في تمويل صندوق المساعدات الإنسانية لسورية غير مسبوق، وقال: "نحن على بعد أيام من نهاية العام وخطة الاستجابة الإنسانية لسورية للعام الحالي ممولة بنسبة 43 في المائة فقط، وهذا غير مسبوق لهذا الوقت من السنة". (İLKHA)