الرئيس أردوغان يدعو لمحاربة الإسلاموفوبيا
تحدث الرئيس "رجب طيب أردوغان" في الاجتماع الوزاري الإعلامي الثاني عشر لمنظمة التعاون الإسلامي في قصر المجيدية.
أدلى الرئيس "رجب طيب أردوغان" ببيانات في الاجتماع الوزاري الإعلامي الثاني عشر لمنظمة التعاون الإسلامي.
حيث قال الرئيس أردوغان: "إن الموضوع الرئيسي لمؤتمر هذا العام هو مكافحة التضليل والإسلاموفوبيا في عصر ما بعد الحقيقة، وإني أجد أنه من المناسب جدًا طرح هاتين المسألتين الأساسيتين على جدول الأعمال اللتين تؤثران على جميع الناس وخاصة على المسلمين، حيث يأمر إيماننا بضرورة الانتباه ليس فقط للأخبار، ولكن أيضًا لمصدر الأخبار، ولأي غرض تمت، كما يوصي بتأكد جيد حول ناقل الأخبار أوالكاتب أوالمتحدث، وذلك قبل اتخاذ أي قرار أو قبل اتخاذ أي إجراء بشأن أي قضية، وخاصة نحن في عصر الاتصال، فإننا نجد مدى أهمية هذه النصائح الإلهية.
وإنه بينما قد أصبح الوصول إلى الأخبار أسهل، فإن ارتباط البشرية بالحقيقة يضعف، وفي الحقيقة أن وسائل الإعلام، وخاصة وسائل التواصل الاجتماعي قد أصبحت أكثر انخراطًا في حياتنا اليومية، فإنها تجلب معها مخاطر على الحياة بالإضافة إلى المزايا، ومن أبرز هذه التهديدات تلوث المعلومات، والمعلومات المضللة، حيث يعاني ملايين الأشخاص في العالم بسبب الأخبار الكاذبة والمزيفة والمشوهة من هذه الوسائل، حيث لا حدود ولا أخلاق ولا قيمة أخلاقية أو ضبط للنفس، وقد تحولت إلى أداة عملية تحول الناس إلى أعداء، وتزيد من الاستقطاب، وتؤجج نار الكراهية".
كما تابع "أردوغان" قائلاً: "إنه في حين أن الأخبار المزيفة ودعم المنظمات الإرهابية يمثلان جانبًا واحدًا من العملة، إلا أن هناك كراهية الإسلام وكراهية الأجانب على الجانب الآخر، حيث تتزايد الهجمات العنصرية وخطاب الكراهية ضد المسلمين في العديد من الأماكن، ويتم تقييد حرية العبادة باللوائح الفاشية والتشريعات المناهضة للديمقراطية، كما يتم محاولة تطبيع التدخلات على الحجاب واللحية والعباءات، فهذه الصورة الخطيرة تحتم علينا العمل سويًا ضد التدخلات الإعلامية، ويجب أن تتصرف أجهزة الإعلام بنفس الشعور بالمسؤولية، ويجب أن تبتعد عن الافتراءات التي تهدف إلى تشويه سمعة جزء من المجتمع.
وبصفتنا تركيا فإننا نولي أهمية كبيرة لمكافحة الإسلاموفوبيا، ولقد اتخذنا خطوة مهمة على أساس الدعوة التي وجهناها خلال الفترة التي عقدنا فيها رئاسة القمة للمنظمة، كما دعوت في خطابي بالجمعية العامة للأمم المتحدة عندما أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 15 آذار/ مارس باعتباره اليوم العالمي للقضاء على معاداة الإسلام، فمعًا علينا أن نرتقي بهذه الحساسية إلى مستوى أعلى بكثير، ومن الضروري أن ندافع عن القضية الفلسطينية بقوة أكبر، وعلينا أن نشرح لإخواننا وأخواتنا الفلسطينين بشكل أفضل عن الاحتلال والحرمان من الحقوق التي يعيشونها على أرضهم، ويجب أن ندعم بشكل أكثر فعالية جهود الحل السياسي من أجل التخلص من الأزمة الإنسانية ودوامة الإرهاب في سوريا، ولا يمكننا التغلب على الهجمات دون زيادة تعاوننا على جميع الجبهات، بما في ذلك فلسطين وكشمير وقبرص وتراقيا الغربية.
وقد بين "أردوغان" أنه في القمة الإسلامية عام 2016 التي أقيمت في اسطنبول، تم التأكيد على أهمية التفسير الصحيح للإسلام، ونشر المعلومات بشكل صحيح عبر وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية، وقال: "كنا دعونا في ذلك الاجتماع إلى تطوير البنية التحتية الإعلامية في الدول الأعضاء، والتعاون بين المؤسسات الإعلامية، وفي نطاق خطة العمل العشرية لعام 2025، وضعنا بعض الأهداف في مجالات الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي والدبلوماسية العامة، لكن يؤسفني أن أقول إننا لم نحقق هذه الأهداف بعد.
فمن المناسب تفعيل المنتدى الاعلامي الذي سيعمل في اسطنبول، وأدعوكم جميعًا للانضمام إلى منتدى الإعلام، ونتوقع تسريع خطوات التعاون بين المؤسسات الإعلامية مثل اتحاد وكالات الأنباء واتحاد البث الإسلامي، كما أعتقد أن التشريع الذي تم سنه هذا الأسبوع في بلدنا سيكون معلمًا هامًا، وأعتقد أننا اتخذنا خطوة حاسمة نحو حماية شعبنا وديمقراطيتنا من خلال إدخال هذا التنظيم في النظام القانوني لبلدنا، ليس لدي شك في أنني سأرى فوائد هذا في الفترة المقبلة".
وختم أردوغان بقوله: "أتمنى أن ينعم المؤتمر ببلادنا وللعالم الإسلامي واللإنسانية جمعاء، وفقنا الله أحييكم جميعًا بالحب والاحترام". (İLKHA)