ضحايا الزلزال في أفغانستان يقبلون على شتاء قاسٍ جداً بدون أي استعدادات
اقترب الشتاء ومازالت الآلاف من العوائل في أفغانستان بلا مأوى بعد انهيار منازلهم وتضررها جراء الزلزال الحاصل في 22 حزيران الماضي.
لقي أكثر من 1200 شخص مصرعهم وأصيب المئات وهُدِّمت الألاف من منازلهم جراء الزلزال الذي بلغت قوته 5.9 درجة والذي ضرب المقاطعات الشرقية لأفغانستان في 22 حزيران.
وينتظر الناجون من الزلزال في أفغانستان، والذين يعيش معظمهم في خيام واهية، إصلاح منازلهم والحصول على خيام واقية من الشتاء ومساعدات مادية للتعامل مع ظروف الشتاء.
وتعد منطقتا جيان وبرميل في مقاطعة باكتيكا ومنطقة سبرا في مقاطعة خوست من بين المناطق الأكثر تضررًا من الزلزال.
في حين أن المساعدات المرسلة إلى منطقة الزلزال لا تزال غير كافية لتلبية احتياجات العديد من الناس، ظهرت مشكلة المأوى الصحي مع اقتراب الطقس البارد.
المساعدات لا تزال غير كافية
وصرح سكان المنطقة أمام وسائل الإعلام المحلية بأن المساعدات التي تلقوها من الهيئات التابعة للأمم المتحدة والمؤسسات الدولية المختلفة والهلال الأحمر الأفغاني غير كافية.
حيث يتم إطعام ضحايا الزلزال بشكل أساسي بأطعمة ذات خصائص تشبع عالية مثل الأرز والبطاطس، ويتم استهلاك اللحوم والفاكهة أقل بكثير، والناس تحتاج أيضاً إلى الزيت ومعجون الطماطم والبقول والدقيق كمواد غذائية.
بعض المناطق يصعب الوصول إليها
باتت أغلب الطرق الموصلة للمناطق المتضررة مقطوعة بسبب السيول والزلازل الحاصلة في الفترة الأخيرة، حيث تم بناء مركز منطقة جيان وقراها في الغالب حول مجرى مائي، لذا من أجل الوصول إلى هنا من وسط باكتيكا، من الضروري القيادة على طول قاع الوادي هناك لفترة طويلة، وكذلك المرور عبر الطرق الجبلية الوعرة والموحلة، وهذا من أهم العوامل التي تجعل من الصعب إيصال المساعدات إلى منطقة الزلزال.
كما يؤدي تعطل الشاحنات التي تحمل مساعدات على طول الطريق من حين لآخر إلى تأخير تسليم المساعدات.
وتألفت المساعدات التي تم إرسالها إلى المنطقة فور وقوع الزلزال بشكل أساسي من الضروريات الأساسية مثل الغذاء والخيام والبطانيات.
وذكر أن معظم الخيام الموزعة لا تقاوم الطقس البارد، وينتظر ضحايا الزلزال توزيع خيام متينة جديدة بمساعدة المجتمع الدولي حتى يتمكنوا من البقاء على قيد الحياة في فصل الشتاء.
أما عن القرى، أقامت العديد من العائلات خيامًا وزعتها منظمات الإغاثة بالقرب من منازلهم المدمرة أو في الحقول الفارغة في بعض المناطق، ولا تزال المراحيض التي دمرت بسبب الزلزال تشكل مشكلة تتعلق بالنظافة.
كما أفاد الناجون من الزلزال أنهم يأكلون وجبة واحدة فقط في اليوم معظم الوقت، وأن الجو بارد جدًا وبارد، خاصة في المساء.
"لسنا مستعدين لفصل الشتاء"
قال دين محمد صادف البالغ من العمر 25 عامًا، والذي فقد 7 أفراد من عائلته جراء الزلزال، أن منزلهم دمر بالكامل ويعيشون الآن في خيمة واحدة مع عائلته المكونة من 11 شخصًا.
وأشار صادف إلى أنهم بالكاد يكسبون عيشهم بجمع الصنوبر من الجبال، وتابع قائلاً: "لسنا مستعدين لفصل الشتاء".
كما ذكر ألف الدين جيانهان، 50 عامًا، أنه لم يفقد أحد من أفراد عائلته، لكن منازلهم دمرت بالكامل.
وأكد جيانهان أن عائلته المكونة من 25 شخصًا مع أولادهم وأحفادهم يعيشون في خيمة واحدة، وتابع قائلاً:
"في البداية، نحتاج إلى الكثير من المياه، نحتاج إلى خزان مياه، معظم المواد مثل البطانيات والوسائد والملابس هي موادنا القديمة، ولم نتلق أي مساعدة، واشترينا خيمة فقط، عادة ما نستهلك منتجات مثل الأرز والطماطم والبطاطس، نتوقع المساعدة من العالم في جميع أنواع الأمور، بصرف النظر عن ذلك، نحن بحاجة إلى المواد الغذائية ومستلزمات الشتاء.
فيضان بعد الزلزال
بعد الزلزال الذي وقع في البلاد في 22 حزيران، واجهت المقاطعات الشرقية في أفغانستان مرة أخرى الفيضانات، وبسبب هذه الفيضانات، فقد مئات الأشخاص حياتهم ودُمرت مئات المنازل وأصبحت آلاف الأفدنة من الأراضي الزراعية غير صالحة للزراعة.(İLKHA)