أزالت الحرب الأوكرانية الروسية القناع عن شعارات العدالة والإنسانية الكاذبة التي لطالما اشتهرت بها الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان الدولية، حيث شهدت الساحة الدولية وقفة واحدة من الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان ضد القتل التي تقوم به روسيا ضد المدنيين في أوكرانيا، مع أن روسيا هي نفسها التي قتلت المدنيين في أفغانستان قديماً ولاحقاً المدنيين في سوريا، وغيرها من البلدان المسلمة التي قُتِّل أطفالها ونسائها وشيوخها بدون رحمة.

حيث قام المجتمع الدولي بعد حرب أوكرانيا بالدعم العسكر الهائل للحكومة الأوكرانية، بالإضافة للدعم الإنساني والمادي، وبالمقابل قطع الإمدادات الإغاثية عن بعض الدول وخفضها عن أخرى كاليمن وسوريا.

ولقد بات المجتمع الدولي يتصرف من خلال النظر في العناصر الإقليمية والعرقية والدينية خلال توزيعه للمساعدات الإنسانية، وهذا يعني الظلم والتمييز في توزيع المساعدات الإنسانية العالمية.

كما إن أوروبا، التي قامت بتعبئة كبيرة في استضافة اللاجئين والمساعدات الإنسانية بعد أزمة أوكرانيا، لم تظهر نفس الموقف تجاه اللاجئين من الشرق الأوسط وأفريقيا.

"الأزمة الأوكرانية كشفت السياسات العنصرية المتأصلة"

نشرت منظمة مدنية مقرها جنيف تقريراً أكدت فيه أن نهج السلطات الأوروبية ووسائل الإعلام تجاه الأزمة الأوكرانية، التي أدت إلى أزمة اللاجئين، قد كشف عن سياسات عنصرية متأصلة تستبعد الجماعات العرقية غير الأوروبية وتميز ضدها.

وكما أشارت المنظمة في التقرير إلى حقيقة المهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا من الشرق الأوسط وإفريقيا عن طريق البحر قد تم إبعادهم من اليونان وبولندا لم يسمح لآلاف طالبي اللجوء الذين ينتظرون على الحدود البيلاروسية، بتقديم أمثلة على المواقف التمييزية لأوروبا في مجال المساعدات الإنسانية. .

والجدير بالذكر أن الموقف التمييزي للدول الأوروبية في المساعدات الإنسانية واستضافة اللاجئين يتعارض مع مبادئ القوانين الدولية لحقوق الإنسان، مثل: "احترام جميع أنواع الضحايا"، "عدم الانحياز إلى جانب في النزاعات"، "لتقديم المساعدة دون تمييز على أساس الاحتياجات "و" لتقديم المساعدة بشكل مستقل عن الأغراض السياسية والاقتصادية وغيرها ".(İLKHA)