تدهور الأمن الغذائي داخل مخيمات اللجوء في إدلب بعد إغلاق معظم المعابر
يكافح المدنيون الفارون من هجمات النظام السوري وروسيا، القاطنين في مخيمات على الحدود التركية في إدلب التي يعتبرونها آمنة نسبياً، من أجل البقاء.
واجه ملايين المدنيين خطر المجاعة بعد أن أرادت روسيا، تماشياً مع قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، منع المساعدات من دخول البلاد حيث تدور الحرب الأهلية فقط من معبر باب الهوى، المقابل لبوابة سيلفي غوزو الحدودية في محافظة هاتاي التركية.
حيث توصل الأمم المتحدة إلى ملايين الأشخاص منذ عام 2014 من خلال الآلية التي تنص عليها قرارات مجلس الأمن الدولي والتي تسمح بإيصال المساعدات الدولية إلى سوريا، وخاصة في إدلب الواقعة شمال غرب سوريا، تواصل الغالبية العظمى من حوالي 5 ملايين شخص حياتهم بهذه المساعدات الإنسانية.
حتى عام 2019، تم إرسال المساعدات الإنسانية الدولية مثل الغذاء والدواء ومواد التنظيم عبر 4 معابر حدودية ، اثنان منها في تركيا، في حين تم تخفيض عدد المعابر الحدودية أولاً إلى 2 بناء على حق النقض الروسي والاعتراضات.
وفي وقت لاحق، وافقت روسيا فقط على معبر باب الهوى المقابل لبوابة Cilvegözü التركية، لتبقى مفتوحة لمدة 1 سنة أخرى، في حين أن هذه الفترة كانت قصيرة جداً، ويثير احتمال وقف روسيا لتسليم المساعدات الخوف بين ملايين المدنيين.
"إذا تم إغلاق الباب للمساعدة، فسوف نموت جوعاً"
وقالت فاطمة أنوش، وهي أم ل 5 أطفال فقدت زوجها نتيجة هجوم قوات نظام الأسد، أنهم عاشوا حياة سيئة في المخيم، وأنه إذا تم إغلاق بوابة سيلفيغوزو الحدودية أمام معابر المساعدات، فإن وضعهم سيزداد سوءاً.
وفي معرض إشارتها إلى أن الأشخاص الذين يعيشون في المخيمات يشكون من الفقر، قالت أنوش: "إذا تم منع مرور المساعدات، فسيؤثر ذلك على كل من يعيش هنا، لا توجد فرص عمل هنا، ليس لدينا الوسائل اللازمة لدعم أطفالنا، وإذا أغلق الباب المساعدة، فسوف نموت جوعاً".
كما أشارت أنوش إلى أن مساعدات المياه والخبز تأتي من بوابة سيلفيغوزو الحدودية وأنه ينبغي زيادة المساعدات على النقيض من إغلاق البوابة أمام المساعدات الإنسانية، قائلةً: "إن وضع الذين يعيشون في المخيمات صعب للغاية، نشكو من البرد في الشتاء والحرارة في الصيف، وإذا توقفت المساعدات، كيف يمكننا رعاية أطفالنا، ليس لدينا القوة الشرائية".
وقالت نجاح الحسن، التي اضطرت إلى مغادرة منزلها في الريف الشرقي لمحافظة حماة منذ نحو 4 سنوات بسبب الهجمات، أنها وأطفاله ال 7 عاشوا حياة صعبة في المخيم.
وذكرت الحسن أن زوجها لم يتمكن من العثور على وظيفة وأن ابنها الصغير يعمل عاملاً في الورش مقابل 10 ليرات في اليوم، وذكرت أيضاً أنهم يتدبرون أمرهم بالمساعدة القادمة من معبر باب الهوى الحدودي.
وأشارت الحسن إلى أن وقف المساعدات سيؤثر سلباً على الذين يعيشون في الخيام، وتابعت قائلة: "يجب توفر ما لا يقل عن 40 ليرة من تكاليف الغذاء يومياً، فاليوم الذي يعمل فيه ابننا نأكل واليوم الذي لايعمل لانأكل، لا أحد لديه القوة الشرائية هنا".
على المجتمع الدولي زيادة عدد المعابر الحدودية التي سيتم إرسال المساعدات إليها
دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في خطابه أمام مجلس الأمن في 20 حزيران، إلى تمديد المساعدات المقدمة إلى سوريا عبر تركيا لمدة عام آخر، وقال: "لا يمكننا التخلي عن الشعب السوري".
ويحتاج مجلس الأمن إلى تجديد المعبر الحدودي حتى يظل المعبر الحدودي مفتوحاً وحتى تستمر المساعدات.
وتريد الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة الدولية وتركيا والولايات المتحدة والدول الغربية زيادة عدد المعابر الحدودية التي يتم إرسال المساعدات عبرها، ومع ذلك، فإن الصين، التي وقفت إلى جانب روسيا في قرارات مجلس الأمن الدولي بشأن روسيا وسوريا، ليست مهتمة بإبقاء بوابة سيلفيغوزو الحدودية مفتوحة.
وسيتم إغلاق سيلفيغوزو، المعبر الحدودي الوحيد الذي يتم عبره إرسال أكثر من 1000 قافلة مساعدات إنسانية دولية إلى سوريا كل شهر، أمام معابر المساعدات إذا اعترضت روسيا.
كما تريد الولايات المتحدة والدول الغربية في مجلس الأمن إعادة فتح باب السلام المقابل لبوابة أونشوبينار الحدودية وبوابة اليعربية الحدودية بين العراق وسوريا، والتي تم إغلاقها في كانون الأول 2019.(İLKHA)