فرنسا تطمح للسيطرة على الأراضي الأفريقية لمعالجة أزماتها الغذائية
قامت الحكومة الفرنسية باستغلال أراضي زاعية في دول أفريقية عدة للتخلص من الأزمة الغذائية التي تعانيها.
اتخذت فرنسا إجراءات لاستخدام الأراضي الصالحة للزراعة في القارة الأفريقية، وخاصة أراضي السنغال، للتغلب على أزمة الغذاء التي أثارتها الحرب الأوكرانية الروسية والتي أثرت على العالم بأسره.
عند بدء الحرب الروسية، تم منع تصدير 40 مليون طن من مخزون الحبوب في أوكرانيا، والمعروفة باسم مخازن الحبوب الأوروبية، وارتفعت أسعار القمح إلى أعلى مستوى لها منذ 14 عاماً، مما تسبب في مواجهة هذه الاقتصادات الكبيرة وكذلك الدول الفقيرة لأزمة غذائية.
حقيقة أن روسيا وأوكرانيا تنتجان 40 في المائة من واردات أوروبا من الحبوب، جعلت البلدان الأوروبية الأكثر تضرراً من الأزمة.
كما أن أن الهند هي أحد أكبر منتجي منتجات الحبوب في العالم، مما فرض حظراً على المنتجات الزراعية كون أن ارتفاع درجة الحرارة في البلاد قد يؤدي إلى الجفاف ، أقلق أوروبا بشأن أزمة الأمن الغذائي.
فرنسا ، من أكثر الدول تضرراً من الأزمة في أوروبا
وضعت فرنسا، التي تحتل المرتبة الأولى بين جيرانها في استيراد الحبوب والأكثر تضرراً من أزمة الغذاء، يدها على الأراضي الشاسعة الصالحة للزراعة في إفريقيا للتغلب على الأزمة.
اتخذت فرنسا، التي تعد حاليًا أكبر مشترٍ للمنتجات الزراعية المهمة للبلدان الناطقة بالفرنسية في القارة، إجراءات لتحقيق مشاريع إضافية لزراعة القمح، وخاصة المنتجات الزراعية الأساسية، فالسنغال وموريتانيا هي من بين البلدان الأولى التي حددتها فرنسا لهذه المشاريع.
حيث تم ذكر التهديد الإرهابي الحالي في منطقة الساحل والأزمة الدبلوماسية مع مالي كسبب لاستهداف إدارة باريس لهاتين الدولتين في المرحلة الأولى، لذا تم إدراجه أيضاً كأحد الأسباب التي تجعل تأثير روسيا أقل في السنغال وموريتانيا مقارنة بغيرها.
وهناك سبب آخر هو التعاون العسكري والاقتصادي العالي لفرنسا مع السنغال وساحل العاج والنيجر وموريتانيا.
كما يذكر أن النفاذ السريع للمخزونات في البلاد، خاصة في المنتجات الغذائية الأساسية مثل زيت عباد الشمس والبطاطس، وصعوبة سلسلة التوريد، عامل آخر يدفع فرنسا إلى "حل عاجل".
تساءل في الرأي العام كيف سيكون رد فعل الجمهور على اختراق فرنسا الجديد، وهو أمر غير مرغوب فيه في المنطقة.
في أعقاب الاتفاق على مشاريع زراعية جديدة مع السنغال وموريتانيا، الذي أعلنه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مؤخراً، بدأ الممثلون الفرنسيون في هذه البلدان باتخاذ زمام المبادرة لتنظيم نقاشات ومنتديات حول أزمة الغذاء.
وفي واقع الأمر، كان السفير الفرنسي في السنغال، فيليب لاليوت، من بين المشاركين الرئيسيين في المؤتمر المفتوح حول الزراعة الذي عقد في إحدى مدنها المهمة، تييس.
وفي حين أن فرنسا، التي أصبحت بلداً غير مرغوب به في القارة بسبب ماضيها الاستعماري، تفقد نفوذها في المنطقة مع زيادة روسيا أنشطتها في إفريقيا، فإنه يتساءل ما هو نوع رد الفعل الذي ستشعر به شعوب القارة إذا شرع في مشاريع جديدة.
الحرب الروسية الأوكرانية هي العامل الأكبر في أزمة الغذاء
مع ارتفاع أسعار الطاقة وزيادة أسعار الأسمدة، ارتفعت أسعار المواد الغذائية بشكل كبير مع تأثير الحرب الروسية الأوكرانية.
وإن الصعوبات التي تمر بها المواصلات، خاصة الطرق التي دمرتها آثار النزاعات، وانخفاض الإنتاج يرافقه مخاوف الندرة، خاصة في القمح الذي يعد من أهم الحاجات الزراعية الأساسية.
ويشير الخبراء إلى أن 35 في المائة من إمدادات القمح العالمية تستخدم في علف الحيوانات، في حين أن أسعار اللحوم والمنتجات الحيوانية الأخرى قد تعاني من هذا الوضع.(İLKHA)