ردود الفعل الغربية على اعتراف روسيا بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك
تواصل ردود الفعل الدولية على اعتراف روسيا بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، بينما تمضي روسيا في خطواتها بمواجهة التهديدات الغربية المعلنة، حيث سارع مجلس الاتحاد الروسي الى المصادقة على طلب الرئيس فلاديمير بوتين باستخدام القوات الروسية خارج أراضي البلاد.
تواصل ردود الفعل الدولية على اعتراف روسيا بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، بينما تمضي روسيا في خطواتها بمواجهة التهديدات الغربية المعلنة، حيث سارع مجلس الاتحاد الروسي الى المصادقة على طلب الرئيس فلاديمير بوتين باستخدام القوات الروسية خارج أراضي البلاد.
وفيما اقتصرت معظم الردود على اتخاذ عقوبات ضد روسيا، جاءت اولى خطوات الرد العملي من ألمانيا، حيث أمر المستشار أولاف شولتس، وزارة الاقتصاد، بالطلب إلى الشركة الألمانية المنظمة لمشروع "نورد ستريم 2" إلغاء العقد.
وخلال مؤتمر صحفي أجراه مع رئيس الوزراء الأيرلندي ميشال مارتن، أكّد أولاف شولتس، أنه سيجري إيقاف تصديق العقد، معتبراً أن هذا الإجراء يشكل خطوة ضرورية، تأتي كرد على الخطوة الروسية الأخيرة.
ونقلت وسائل إعلام ألمانية عن وزارة الاقتصاد تأكيدها إيقاف عملية إصدار الشهادات لمشروع " نورد ستريم 2" والذي تديره شركة "غازبروم" الروسية العملاقة وتقدر قيمته بأكثر من 10 مليارات يورو، والقادر على نقل 55 مليار متر مكعب من الغاز في العام، على أكثر من 2200 كيلومتر تحت مياه بحر البلطيق وهو الطريق نفسه الذي يمتدّ عليه مشروع "نورد ستريم 1" الذي وضع في الخدمة في عام 2012.
الأمين لعام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ أكّد بدوره، أنّ الحلف سيدعم اوكرانيا عسكريا وسياسيا ومالياً، وحذّر من عواقب وخيمة في حال حصل اعتداء روسي على اوكرانيا، ولفت الى أنّ الحلف سيفرض عندها عقوبات قاسية ضدّ روسيا، مثمنا العقوبات التي تتخذها الدول الغربية ضدّ روسيا، وتعليق المانيا لخط نورد ستريم 2.
ومن باريس، حيث يعقد اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي، اعلنت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس عن موافقة الوزراء الاوروبيون على حزمة من العقوبات الجديدة ضد روسيا.
وكانت المفوضية الأوروبية اقترحت على الدول الأعضاء اتخاذ عقوبات واسعة النطاق ضد روسيا، تتضمن حظر تداول السندات الحكومية الروسية من أجل زيادة صعوبة إعادة التمويل على الدولة الروسية، بالإضافة إلى إدراج مئات الأشخاص والشركات على قائمة عقوبات الاتحاد الأوروبي.
وزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي لويجي دي مايو، سبق الاجتماع، بتأكيده عزم بلاده بالسير على طريق العقوبات ضد روسيا. واصفاً اعتراف روسيا بجمهوريتي دونباس المعلنتين، بأنه “أمر غير مقبول ويشكل عقبة خطيرة للغاية أمام المساعي الدبلوماسية لحل هذه الأزمة، وأن إيطاليا مقتنعة تماما بالسير على طريق العقوبات.
وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، أعلن الغاء الاجتماع الذي كان مقرراً مع نظيره الروسي سيرغي لافروف الجمعة، وكان لودريان، قد شدّد خلال مؤتمر صحفي مشترك مع مسؤول الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل على ضرورة احترام سيادة كل الدول.
وقال بوريل، "إن قرارات روسيا قد تكون تمهيدًا لغزو أوكراني، مؤكدًا استعداد دول الاتحاد لفرض مزيد من العقوبات إذا استمر العدوان الروسي على الأراضي الأوكرانية، لكنه استدرك بالقول إنّه: " لا نرى غزوًا روسيًا شاملًا لأوكرانيا حتى الآن".
الحكومة البريطانية، بدورها، كانت قد أعلنت عزمها فرض عقوبات على روسيا، بعد قرار الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الاعتراف، باستقلال الإقليمين الانفصاليين في شرقي أوكرانيا. وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ، إن العقوبات "سيتم تشديدها في حال أقدمت روسيا على غزو أوكرانيا.
وجاءت تصريحات جونسون بعد اجتماع الهيئات المدنية الخاص بمناقشة شؤون الأمن القومي العاجلة "كوبرا".
نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي، جون فاينر، قال في مقابلة تلفزيونية، أنّ الولايات المتحدة تعتقد أنّ الاجراءات الروسية بداية للغزو الروسي للأراضي الاوكرانية. وأشار فاينر إلى أن بلاده بدأت للتو اتخاذ خطوات للرد على إجراءات روسيا.
وتعليقاً على آفاق عقد اللقاء المخطط له بين وزيري الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، والروسي سيرغي لافروف، قال فاينر إنّ "روسيا عقدت بإجراءاتها السبيل الدبلوماسي وقلصت إمكانياته بشكل ملموس"، مشيرا الى أن الولايات المتحدة تناقش إجراءاتها الدبلوماسية اللاحقة بتنسيق وثيق مع حلفائها، ولكن روسيا تقوم بإغلاق أبواب الدبلوماسية بالإجراءات التي اتخذتها أمس"، وفق تعبيره.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقع الإثنين على مرسومين يقضيان باعتراف روسيا باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين الواقعتين في اقليم دونباس شرق أوكرانيا على خلفية أزمة عسكرية سياسية مستمرة في الاقليم منذ العام 2014. (İLKHA)