محمود محمد: حبسهم في السعودية أرحم من تسليمهم للصين
رسالة من محمود محمد وكيل اتحاد علماء تركستان إلى السلطات السعودية والمغربية يطالب فيها بالإفراج عن مسلمي تركستان الشرقية وعدم تسليمهم للصين وقال: "نتمنى من العالم الاسلامي أن يراعي الظروف التي يعيشها المسلمون في تركستان الشرقية والاّ يغمضوا أعينهم"
أكد محمود محمد وكيل اتحاد علماء تركستان الشرقية أنه: "هنا في إسطنبول عندما نتحدث عن المهاجرين التركستانيين في الخارج أوالمهاجرون في تركيا والدول الاوروبية في العموم نجد أنهم يعيشون في أمن إلى حد كبير، أما في الدول العربية والاسلامية كانوا أيضاً في السابق يعيشون بأمن قبل عشر سنوات مثلاً أو حتى قبل خمس سنوات كان كثير من الطلاب سواء في مصر أو السعودية أو اليمن وسوريا وغيرها من البلاد، كان فيها طلاب تركستانيون بكثرة، ولكن بسبب الصعود والهجمة الشرسة للسلطات الصينية على مسلمي تركستان في الداخل، وتَأثرمن في الخارج من التركستانيين بهذه التطورات".
"الصين تستهدف المسلمين"
وأيضاً قال أن: "هناك اتفاقيات أمنية وتجارية بين الصين والدول العربية والإسلامية وبموجب هذه الاتفاقيات، الصين تطالب المقيمين في هذه الدول سواء من الطلاب أو من التجار بتسليمهم إليها وترحيلهم من هذه البلدان، لأن الصين تستهدف المسلمين في تركستان، عموماً لا يوجد هناك فرق بين من يتعلم الشريعة أو من يتعلم علوم أخرى ليس عندهم أي فرق، فكل من يدرس في الخارج ومن يعيش في الخارج مطلوب لدى الصين بشكل عام".
وأوضح محمد قائلاً:" لذلك في السَّنة الماضية 2020 هناك حمد الله ولي، وصديقه كانوا يعيشون في تركيا ذهبوا إلى السعودية لأداء العمرة ولكن بسبب جائحة كورونا والإغلاق التام في الدول في ذلك الوقت لم يتمكن من العودة إلى تركيا مرة أخرى وكان يعيش مع صديقه في مكة وقُبض عليهم بطلبٍ صيني، طبعاً الصين تعلق شماعة الإرهاب على كل شخص تركستاني وتقول هؤلاء مرتبطون بالإرهاب ولهم أنشطة إرهابية وغيرها طبعاً، وعندما تُقدَّم مثل هذه الإدعاءات لأي سلطات في العالم العربي مع الأسف الشديد يصدقون هذه الإدعاءات، ثم يقبضون على المطلوبين من طرف الصين، وقبضوا على هاذين الإثنين منذ أكثر من عام، يعني ما زالوا في السجون السعودية".
الحبس في السعودية أرحم من تسليمهم للصين
وأضاف محمد: "أولاً نحن التركستانيين نطالب السلطات السعودية الا يسلمان هذين الشخصين إلى الصين مهما كانت الظروف، وإن كان هؤلاء قد ارتكبوا أي جريمة او مخالفة للانظمة في المملكة العربية السعودية، فليحاكموا بالسعودية، وليقضيا حكمهما في السعودية أو في سجون السعودية، فهذا أرحم بالنسبة لهما سواء من الناحية الدينية أو الحفاظ على حياتهم، على الأقل يستطيعون أن يعيشوا بدينهم في داخل السجون السعودية، أما في تركستان لا يمكن ان يعيش إنسان بإيمانه، وهذه هي المشكلة الكبرى بالنسبة للمسلمين".
وتابع: "ثانياً هناك أخونا إدريس حسن، في المغرب معتقل منذ ما يقارب خمسة اشهر، وهذا الاخ قُبض عليه في مطار دار البيضاء في المملكة المغربية، وإلى الآن لم يتم الإفراج عنه، ونتمنى أن يتم الإفراج عنه وألا يتم تسليمه الى الصين باي حال من الأحوال، كل هذه ظروف أدت بالتركستانيين الى القلق والخوف من الذهاب إلى الدول العربية والإسلامية مع الأسف الشديد، هذا مؤلم جداً، ولذلك نتمنى من الجميع في العالم الاسلامي أن يراعي الظروف التي يعيشها المسلمون في تركستان الشرقية والاّ يغمضوا أعينهم عن هذه المظالم وأن يكون لهم مواقف ايجابية ومشرفة تليق بأمة الإسلام في العموم، فقط هذا ما نتمناه".
نداء إلى السلطات
وقال: "بالنسبة للمعتقلين في السعودية، نوجه نداء الى خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده بالتدخل للإفراج عنهما، وأن هذا ظلم لا يليق بالمملكة العربية السعودية ولا بتاريخها ولا بمكانتها في العالم الاسلامي، والحفاظ على مكانة الحرمين الشريفين مسئولية كل مسلم، عندما يُسلم شخصان ذهبا للعمرة بالسعودية ولم يرتكبا أي جرم على حسب عِلمنا الى السلطات الصينية التي قد تقتلهم او تسجنهم، طبعاً هذا يلحق ويؤثر سلبا على مكانة المملكة وعلى المسلمين في المملكة العربية السعودية، وعلى هذه المكانة لدى المسلمين عموماً، ونتمنى الا يُسَلَّم هذين الشخصين الى الصين بأي حال من الأحوال".
وتابع: "هذا أيضاً بالنسبة للسلطات المغربية، المغرب من الدول الكبرى في العالم العربي فتسليمهم هذا الشخص وله أسرة هنا في تركيا وثلاثة اطفال إلى الصين هذا لا يليق أيضاً بمكانة المملكة المغربية، هم تاريخياً الذين آووا المهاجرين أو المطرودين من الأندلس في القرون السابقة وأنشؤوا لهم مدن وهذه المدن معروفة إلى يومنا هذا، ولذلك هذا شخص واحد لجأ الى المغرب أو سافر إلى المغرب يعني لا يليق ولا يجوز ويحرم تسليمه إلى الصين بأي حال من الأحوال".
نداء إلى تركيا والرئيس
وأنهى محمد كلامه بقوله: "وفي نفس الوقت بما أن أخونا إدريس حسن أو الشخصين كانوا في تركيا ولهم وعندهم إقامة دائمة في تركيا، فنتمنى من تركيا ومن الرئيس والمسؤولين في تركيا، التدخل والتواصل مع هذه الدول للإفراج عن هؤلاء الثلاثة حتى يعودوا إلى أسرهم وإلى زوجاتهم وأبنائهم، وهذا ما يليق بمكانة تركيا لأن هؤلاء لجأوا الى تركيا وحصلوا على الإقامة الدائمة، وهذا يعتبر إعطاء الأمان لهؤلاء، عندما يتم القبض عليهم في دول أخرى، فمطالبة تركيا بإطلاق سراحهم يرفع مكانتها في العالم الاسلامي، وهذه مهمة تركيا في هذا الزمان خاصةً لأن كثير من المظلومين والمطرودين والمضطهدين، لجأوا إلى تركيا ويعيشون هنا الآن، ومن الأجدر للسلطات التركية التدخل والتواصل مع هذه الدول حتى يُفرج عن هؤلاء جميعاً". (İLKHA)