آخر التطورات والمواقف الداخلية والدولية في السودان
أعلن البنك الدولي، اليوم الأربعاء، تعليق مساعداته للسودان بعد أن أطاح الجيش بالحكومة المدنية بقيادة عبد الله حمدوك.
أعلن البنك الدولي، اليوم الأربعاء، تعليق مساعداته للسودان بعد أن أطاح الجيش بالحكومة المدنية بقيادة عبد الله حمدوك.
وقال رئيس البنك الدولي ديفيد مالباس في إعلان مكتوب الأربعاء إن مجموعة البنك "علّقت صرف أموال كافة عملياتها في السودان وتوقفت عن البتّ بأي عملية جديدة في وقت نراقب ونقيّم الوضع عن كثب".
وكان البنك الدولي يشارك خصوصاً في آلية تخفيف دين السودان.
الاتحاد الإفريقي يعلن تعليق عضوية السودان
قال الاتحاد الأفريقي في بيان بتاريخ يوم الثلاثاء إنه علّق مشاركة السودان في جميع الأنشطة حتى عودة السلطة التي يقودها المدنيون.
وأعلن الاتحاد تعليق عضوية السودان فيه "حتى الاستعادة الفعلية للسلطات الانتقالية بقيادة مدنيين".
واعتبر الاتحاد في بيان الأربعاء سيطرة الجيش السوداني على السلطة أمراً "غير مقبول" و"إهانة للقيم المشتركة والمعايير الديموقراطية للاتحاد الإفريقي".
واستمرت المظاهرات في العاصمة السودانية الخرطوم ليل الثلاثاء - الأربع لليلة الثانية على التوالي، فيما واصلت قوات الأمن اعتقال شخصيات سياسية بارزة.
وجاءت الاعتقالات بعد ساعات قليلة من سماح الجيش لرئيس الوزراء المخلوع عبد الله حمدوك وزوجته بالعودة إلى منزله.
وكان حمدوك، الاقتصادي السابق بالأمم المتحدة، قد اعتقل برفقة العديد من المسؤولين الحكوميين والشخصيات السياسية، عقب استيلاء الجيش على السلطة يوم الإثنين.
ويهدد استيلاء الجيش على السلطة بوقف انتقال السودان الهش إلى الديمقراطية، الذي بدأ بعد الإطاحة بالرئيس عمر البشير في العام 2019 وحكومته الإسلامية في انتفاضة شعبية.
انضمام عمال نفط وأطباء للعصيان
وأعلن اليوم الأربعاء عمال شركة سودابت النفطية الحكومية والأطباء في السودان يوم الأربعاء أنهم سينضمون إلى حركة الاحتجاجات على الانقلاب العسكري الذي عطل مسيرة انتقال البلاد إلى الحكم الديمقراطي.
وكان الآلاف خرجوا إلى الشوارع منذ الانقلاب الذي قاده يوم الإثنين قائد القوات المسلحة الفريق عبد الفتاح البرهان وسقط عدد منهم قتلى في اشتباكات مع قوات الأمن.
وكانت جماعة من لجان الأحياء في الخرطوم أعلنت خطة لإقامة مزيد من المتاريس وتنظيم الاحتجاجات تصل إلى ذروتها يوم السبت في "مسيرة مليونية".
وفي أحد أحياء الخرطوم كان جنود وأفراد مسلحين الأربعاء يرتدون ملابس مدنية يهدمون متاريس أقامها المحتجون.
وعلى بعد بضع مئات من الأمتار خرج شبان لإقامة متاريس من جديد بعد دقائق. وقال أحدهم "نريد الحكم المدني. لن نمل".
وأبدى عمال شركة سودابت الحكومية للنفط يوم الأربعاء دعمهم للحكومة المعزولة.
ونشر تجمع المهنيين بيانا من اللجنة التسييرية لنقابة العاملين في سودابت جاء فيه "تعلن لجنتكم التسييرية الدخول في العصيان المدني الشامل وقوفا مع قرار الشعب الداعم للتحول المدني الديمقراطي حتى تحقيق هذا المطلب".
كما أعلن الأطباء أنهم سيشاركون في الإضراب.
وقال المكتب الموحد للأطباء المؤلف من نقابات مختلفة إن الأطباء سيبدأون إضرابا عاما في مختلف أنحاء السودان عملا بوعد سابق بالإضراب في حالة وقوع انقلاب.
توقيف نشطاء بارزين
وقالت بعض العائلات إن قوات الأمن السودانية ألقت القبض على ثلاثة من أبرز المناهضين للانقلاب.
والنشطاء الثلاثة هم إسماعيل تاج الدين القيادي بتجمع المهنيين السودانيين وصديق الصادق المهدي القيادي في حزب الأمة وشقيق وزيرة الخارجية بالحكومة المنحلة مريم الصادق المهدي وخالد سلك.
ونقل عن زوجة سلك قولها إنه تم إلقاء القبض على سلك عقب إجرائه حوارا صحفيا مع قناة الجزيرة انتقد فيه البرهان وأكد على شرعية حمدوك وحكومته.
عصيان في شرق السودان
صرح قيادي بحركة الاحتجاجات التي أطلقها مجلس نظراء البجا بشرق السودان يوم الأربعاء بأن إغلاق الموانئ والشوارع في شرق السودان لا يزال مستمرا.
وكان المجلس قد أغلق الموانئ المطلة على البحر الأحمر في أيلول/ سبتمبر احتجاجا على ما يقول إنه افتقار المنطقة للسلطة السياسية والظروف الاقتصادية السيئة هناك الأمر الذي أدى لنقص المستلزمات الطبية والوقود والقمح.
وأضاف القيادي بحركة الاحتجاجات كرار عسكر "لا علاقة لنا بالخلاف الجاري في الخرطوم." في إشارة منه للانقلاب.
تصاعد الضغط الدولي
وفي بيان مشترك الأربعاء، أكدت بعثة الاتحاد الأوروبي في الخرطوم ومجموعة دول الترويكا في السودان والتي تضم بريطانيا والنرويج والولايات المتحدة الأمريكية بدعم من سفارة سويسرا "التمسك بالاعتراف برئيس الوزراء وحكومته كقادة دستوريين للحكومة الانتقالية".
وطالبوا "الإفراج الفوري عن جميع المعتقلين السياسيين". وأضاف البيان "نطلب بشكل عاجل أن نتمكن من مقابلة رئيس الوزراء".
وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن الوزير أنتوني بلينكن أجرى محادثة هاتفية مع حمدوك الثلاثاء رحّب فيها بإطلاق سراحه.
وأعلنت الولايات المتحدة الثلاثاء تعليق جزء من مساعداتها للسودان. وكانت تعهدت بتقديم هذه المساعدات بعد أن رفعت اسم السودان عن لائحتها للدول الراعية للإرهاب في نهاية العام 2020. وهدّد الاتحاد الأوروبي أيضا بتعليق مساعداته.
واعتبرت موسكو من جهتها أن الانقلاب "نتيجة منطقية لسياسة فاشلة".
وحتى الآن، لم يتمكن مجلس الأمن الدولي من التوصل الى إعلان مشترك حول السودان بعد اجتماعه مساء أمس.
ودافع البرهان يوم الثلاثاء عن سيطرة الجيش على السلطة وقال إنه عزل الحكومة لتجنب حرب أهلية.
وتعهد قائد الجيش بإجراء الانتخابات في الموعد المقرر لها في تموز/ يوليو 2023، وتعيين حكومة تكنوقراط. لكن منتقديه يشككون في جدية الجيش بشأن التخلي عن الحكم لحكومة مدنية.
ويأتي الانقلاب قبل أسابيع فقط من موعد تسليم البرهان قيادة مجلس السيادة إلى أحد المدنيين. ويتكون المجلس من مدنيين وعسكريين. وكانت حكومة حمدوك تضطلع بتسيير شؤون البلاد اليومية.
وقد اتهمت جماعات مدنية الجيش بالتخطيط لأسابيع من أجل السيطرة على السلطة.
وقال البرهان يوم الثلاثاء في أول مؤتمر صحفي يعقده منذ الانقلاب إن الجيش لم يكن أمامه خيار سوى التحرك لتحييد الساسة الذي قالوا إنهم يؤلبون الشعب على القوات المسلحة. وأضاف أن تحرك الجيش ليس انقلابا.
خطر شديد
تعكس الأحداث التي يشهدها السودان، ثالث أكبر الدول الأفريقية، ما شهدته دول عربية أخرى شددت فيها المؤسسات العسكرية قبضتها على الأوضاع في أعقاب انتفاضات، بدعم من السعودية والإمارات التي عملت على الحد من نفوذ التيارات الإسلامية واحتواء تداعيات انتفاضات الربيع العربي عام 2011.
ورغم أن دولا غربية نددت بالانقلاب العسكري فقد دعت هاتين الدولتين جميع الأطراف إلى "إبداء ضبط النفس".
كما كان البرهان في الصدارة في الخطوات التي أخذتها الخرطوم لتطبيع العلاقات مع كيان الاحتلال "إسرائيل".
وخرجت تقارير عدة من كيان الاحتلال تعكس ارتياح تل أبيب لخطوات البرهان.
ومساء الثلاثاء قال تجمع المهنيين إنه تلقى تقارير عن وقوع اعتداءات من قوات الانقلاب على مواقع المحتجين في الخرطوم ومدن أخرى. وأضاف أن القوات أطلقت الرصاص وحاولت اقتحام المتاريس.
وقال رئيس سلطة الطيران المدني السودانية إن مطار الخرطوم الدولي سيعاد فتحه يوم الاربعاء من الساعة 1400 بتوقيت جرينتش بعد أن ظل مغلقا منذ وقوع الانقلاب يوم الإثنين. (İLKHA)