قال دكتور سراج جوي: " تركيا تمثل الثقل الاكبر من بين تلك الدولة من حيث وجود النسبة الكبيرة للكرد. والتلاحم بين الشعبين الكردي والتركي عن طريق الاخوة الاسلامية والاعتراف بالحقوق الشرعية تمل سدا منيعا امام الأعداء."

جاء ذلك خلال كلمته في لقاء العلماء السادس لعلماء المسلمين الذي نظمه اتحاد العلماء المدارس الإسلامية في اليوم السبت عبر التواصل الإجتماع ZOOM بسبب جائحة كورونا..

وفيما يلي نص دكتور سراج جوي:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين.

والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الأجمعين

في البداية اشكر جميع القائمين على أدارة اتحاد العلماء المدارس الشرعية التركية واخص بالذكر فضيلة الأستاذ سعد ياسين على اتاحة هذه الفرصة لنا لنبين وجهة نظرنا في مختلف قضايا الأمة الإسلامية وتبيان السبل الصحيحة لإحقاق الحقوق العادلة للشعب الكردي ونحن المسلمون نؤمن بأن تطبيق أحكام القران الكريم يعتبر الافضل من بين كل الشرائع والقوانين الوضعية

والآية الكريمة التالية تشكل الركيزة الأساسية للانطلاق إلى احقاق تلك الحقوق:

"يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير"

وعندما نقرأ ونتدبر الآيات القرآنية الأخرى نرى بأن الأنبياء والرسل اتوا لمصلحة قومهم في الدنيا والآخرة على سبيل المثال النبي موسى ذكر في القران 136 مرة لم يشر القران الى كثرة صلاته وصيامه بل الى جهاده في سبيل حقوق قومه.

ليس هو فقط بل كل الأنبياء قالوا يا قومي..

اليوم وبعد أن انتهى عصر الأنبياء بخاتم الأنبياء بدء عصر العلماء الذين هم ورثة الانبياء لذلك عليهم

 اولا هداية قومهم الى الطريق القويم. وثانيا الدفاع عن قومهم حينما يتعرضون الى الظلم والعدوان.

الخلافة الإسلامية مرت بعد وفاة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم بفترات:

الفترة الاولى عهد الخلافة الراشدة، والخلافة الأموية، والخلافة العباسية، والخلافة العثمانية.

ومهما كانت الامة وقتها تعاني من عدم الاستقرار وأحيانا التخلف الا ان جميع المسلمين من مختلف القوميات من العرب والفرس والكرد والترك والقوميات الاخرى...كانوا يشعرون بان الدولة الإسلامية تحتويهم جميعا.

استمر هذا الوضع حتى سقوط الخلافة العثمانية عام 1922 حينها اخذت كل قومية حصتها من ميراث الخلافة ومنهم من سيطروا على حصص اخوتهم من القوميات الاخرى. واسسوا دولهم على هذا الاساس.

وتم تثبيتها باتفاقية سايكس بيكو الاستعمارية الذي قسم العالم الاسلامي ووضع لهم حدودا.

فأصبح كل قوم يعتز بقوميته وسمى دولته باسمه القومي مثل الجمهورية التركية، والجمهوريات والممالك العربية، والمملكة الفارسية والتي تحولت الى اسم إيران فيما بعد.

وبقي شعب مهم ضحى كثيرا من اجل المسلمين وبلادهم ولكن تم تهميشهم من قبل الغرب انتقاما من البطل صلاح الدين الأيوبي الذي اذل ملوك وقادة أوروبا في زمن الحروب الصليبية. فلا دولة ولا مملكة لهم. وحتى يكون الافراد منهم فاعلين عليهم ان يعيشوا حياتهم مع الاخرين على الكذب والكذب من احقر الصفات للانسان.

فعليه ان يقول للتركي انا تركي كذبا او انا عربي... او فارسي.. حفاظا على مصلحته..

استغرب منه واستغرب من الذين يتقبلوه وهو يعرف انه يكذب فكيف لهذا الكذاب أن يبني وطنا او أن يكون مخلصا لشعبه.

بالنسبة للكرد فإن تركيا هي الدولة الاولى التي تحتوي النسبة الكبرى من الكرد.

والعلاقة بين الكرد والترك علاقة مهمة في حفاظ ما تبقى من القوة للمسلمين أضف الى ذلك ان موقع وتنامي قوة تركيا تشكل العقبة الأولى لأعداء المسلمين.

لذلك يهمهم أن يكون الخلاف والتفكك بين هذين المكونين الأساسيين للأمة الاسلامية.

في اوائل التسعينات وعندما كان يشعر المسلم الكردي التركي بضياع هويته وكانت امواج الماركسية والقومية التركية تتلقفه يمينا وشمالا ظهر بصيص امل بإنشاء احزاب شعاراتها تدل على انها ليست عنصرية بل يستشف منها رائحة الاسلام.

 كحزب السعادة وغيرها ومن ثم ظهر حزب العدالة والتنمية فانتسب الكرد اليها افواجا واكتسحوا بأصواتهم الاحزاب الأخرى.

 فسيطروا على معظم البلديات والبرلمان.

الأكراد موجودون في تركيا وسوريا والعراق وإيران

حقوق الكرد في سوريا أصبحت مرتبطة مع حقوق الكرد في تركيا وذلك بسب ضعف الحكومة المركزية في سوريا بقيادة بشار الأسد.

 في العراق وبعد سقوط صدام حفظت القرارات الدولية جزء مهما من حقوقهم.

في إيران هناك حكومة ليست مستعدة لسماع صوت الكرد بسبب مشاكلها مع امريكا واسرائيل والغرب.

وتركيا تمثل الثقل الاكبر من بين تلك الدولة من حيث وجود النسبة الكبيرة للكرد. والتلاحم بين الشعبين الكردي والتركي عن طريق الاخوة الاسلامية والاعتراف بالحقوق الشرعية تمل سدا منيعا امام الأعداء.

ويتحقق هذا عبر الخطوات التالية:

ا- توعية الجماهير الكردية بالاستمرار في التعاون مع الحزب الحاكم بقيادة الرئيس رجب طيب اردوغان وتفويت الفرصة على الاعداء لدق إسفين بين الشعبين الكردي والتركي الذين لديهما علاقات مصاهرة وقربى وتاريخ طويل من التعايش والنضال المشترك لدحر الغزاة والطامعين عبر مختلف العصور.

2- نصح الحزب الحاكم بضرورة عدم اخذ جميع الكرد بجريرة حزب العمال الكردستاني PKK الماركسي فالشعب الكردي شعب مسلم يعتز بإسلامه وتضحياته عبر العصور المختلفة من النضال.

3- على الدولة ان تقوم بتعويض كل المتضررين من سكان عفرين والقرى المجاورة ممن تعرضوا للظلم من قبل الفصائل العربية السورية المسلحة. لان ذلك سيتم قطع الطريق على الاحزاب التركية الاخرى والتي تسعى للحصول على أغلبية الأصوات الكردية في الانتخابات المقبلة لعام 2023.

4-تعزيز الروابط بين حزب العدالة والتنمية الحاكم والاحزاب والجمعيات والمؤسسات الاجتماعية والدينة المختلفة الموجودة في منطقة تواجد الكرد (ملطية، دياربكر، اورفا، مارين، باطمان، بطليس وان، شرنخ...) واعطائهم الاهتمام الخاص.

5-التعاون مع الاحزاب الكردية السورية المخالفة لب ي د خاصة في منطقة الجزيرة. فليس كل الكرد مع حزب العمال الكردستاني

وال ب ي د وهذا التعاون يجب ان يكون عبر الدعم التركي لوحدة الصف الكردي في سورية لنزع قبضة حزب ال ب ي د الذي يدعم حزب العمال الكردستاني PKK.

ليكون ذلك لصالح الشعبين الكردي والتركي ويكون البترول والزرعة وتطوير التنمية للمنطقة فائدة لكل سكان المنطقة الشرقية وهذا لصالح الاستقرار ويساهم بعودة اللاجئين السوريين وابعاد المسلحين عن الحدود التركية وبذلك يحد من التدخل الأمريكي والغربي في شؤون المنطقة ويقطع حججهم بحماية الكرد.

ويكون النجاح لتركيا لو أنها اخذت الملف الكردي للمنطقة وعالجته بحكمة أكثر

فستكون بديلا" لكل الدول الطامعة كأمريكا وفرنسا وروسيا وإيران ....

 وهذا التعاون يجب ان يكون عبر الدعم التركي لوحدة الصف الكردي في سورية لنزع قبضة حزب ال ب ي د الذي يدعم حزب العمال الكردستاني PKK عن المنطقة ومشاركة المكونات القومية الاخرى من عرب وغيرهم.

ويكون ذلك لصالح الشعبين الكردي والتركي ويكون البترول والزرعة والري. وتطوير وتنمية المنطقة لصالح كل سكان المنطقة الشرقية 

٤- التركيز على الحقوق الثقافية للشعب الكردي وانشاء مدارس وجامعات باللغة الكردية في تلك المناطق. (İLKHA)