الذكرى السنوية الثالثة لوفاة الشيخ محمد سعيد وارول (1)
تحدث الشيخ العلامة محمد بشير وارول عن شقيقه الشيخ محمد سعيد وارول الذي توفي جراء حادث المرور قبل 3 سنوات. وبيّن علمه وأخلاقه وصداقته تجاه القضية الإسلامية وتضحيته في سبيلها.
تصادف اليوم الذكرى السنوية الثالثة لوفاة الشيخ سعيد وارول، أحد القيادات البارزة لجماعة حزب الله في تركيا. قضى الشيخ حياته السنوات الطويلة بسجون في تركيا بسبب هويته الإسلامية وقبل وفاته، حوالي 7 سنوات من عمره في الهجرة، بعيدا عن وطنه. وتوفي الشيخ في 12 حزيران عام 2018 بحادث المرور أثناء الهجرة.
وتحدث الشيخ محمد بشير وارول عن شقيقه في الذكرى الثالثة لوفاته.
وقال الشيخ محمد بشير وارول في بداية حديثه أن شقيقه يعتبر من الشهداء، إن شاء الله، رغم تعرضه لحادث المروري وأضاف: "نحتسبه عند الله شهيدا لثلاثة أسباب. الأول يقول نبينا صلى الله عليه وسلم إذا مات شخص في الهجرة فهو شهيد، الثاني كما يقول النبي أيضا أنه إذا مات أحد وهو يشتغل مع العلم فهو شهيد، والثالث يشير النبي إذا مات أحد بعد وقوع حادث كبير مثل الزلازل والكوارث، كما أن حادث المروري من بين الكوارث الكبرى، لذلك، نقول إن أخي الراحل شهيد."
من مات مثل أخي فهو من الشهداء في الآخرة
وتابع الشيخ بشير وارول: " من مات مثل أخي فهو من الشهداء في الآخرة. ومن توفي بهذه الطريقة ليسوا شهداء الدنيا. فإنهم شهداء الآخرة. واليوم، ذكرى استشهاد أخي محمد سعيد وارول. وكان حياته مليئة وذات مغزى لدرجة أنه لا أعرف من أين أبدأ. هناك الكثير لأخبركم عنه، على الرغم في أنني لم أقضي الكثير من الوقت معه في صغره، بسبب أنني كنت في أماكن مختلفة للحصول على العلم."
وقال الشيخ بشير: " لأجل تحصيل العلم والدنا لم يسمح لنا بالعودة إلى البيت كثيرا. وهو يريد أن ننشغل أوقاتنا كله بالعلم ولذلك لم تقض طفولتنا معا في البيت وأخيرا أخذت أخي عندي لتحصيل العلم. وفي هذا الوقت رأينا الفرصة لقضى وقت معا في المدرسة، وفي هذا وقت أكملنا كتب المدرسة"
الشيخ كان محبوبا بين الطلاب
وتابع الشيخ محمد بشير: "أن أخي الشيخ سعيد خلال سنوات دراسته كان محبوبا بين طلاب في المدرسة. وكان أخي حليما وأخلاقه جيدا، وحواره مع الناس جيدا وكان يشيطا وناجحا خلال تعلمه الدروس في المدرسة. وأنا أحبه أكثر من بين الإخوة. وقضينا معا العديد من السنوات في هذه المدرسة "
وقال الشيخ بشير: " إن أخي الراحل أخذ دروس العديد من العلماء المشهورين مثل الشيخ العلامة محمد شريف كان عالما بارزا في شرق تركيا. كما درس عند الشيخ برهان وغيرهم من العلماء المشهورين في المنطقة. ولسبب أخلاقه وحلمه كان أساتذته يحبونه كثيرا. وكان الكل حوله يتحدثون عنه وحتى يومنا نشهد هذا الوضع لم يغر. وأكمل تعليمه في المدرسة ورجع إلى مدينة سيلوان التابعة لمحافظة ديار بكر شرق تركيا.
الشيخ كان ناجحا في التجارة
وقال الشيخ بشير: "بعد المدرسة بدأت في التجارة. فتحت مكتبة في مدينة سيلوان وكنت لم أفهم من التجارة لذلك لم أربح كثيرا منها. ولكن بعد مجيئه إلى المكتبة تغير الوضع تماما وبدنا نربح كثيرا في تجارتنا."
وتابع الشيخ بشير: "إنه كان يهتم بالشباب وكان يعمل بالأعمال الدعوية الإسلامية بجانب تجارته في المكتبة. يدرس الشباب العلوم الشرعية. وفي الثمانينيات كانت دور المكاتب متعددة وكان تعمل كمؤسسة أو جمعية وبعبارة أخرى وللمكاتب كانت مواقف مركزية في تدريس العلوم الشرعية في هذه الفترة. وفي ذلك الوقت، كانت لأخي جهود كبيرة لإصلاح الشباب المسلم."
وأكد الشيخ بشير على أن أخيه تلقى عبقرياته الأخلاقية على يد الجماعة الإسلامية وقال، " أخي كان بعيدا عن الرياء والكبر. وأظن أنه تخلق بأخلاق الإمام الشهيد حسين ولي أوغلو، المرشد والمؤسس لجماعة حزب الله في تركيا لأنه كان من الأصدقاء والقريب لإمام حسين وكان أخي يدرس عند الإمام ويستفد ويتخلق من دروسه. وكل أصدقائه في الجماعة كان أخلاقهم الحسنة."
وقال، "كان أخي الراحل يمارس فعالياته الجماعي والإسلامي بشكل منظم ومع الإخلاص وسر لا يعرف أحدا. وحتى أكثر الناس الذين يعرفونه لا يعلمون شيئا عن فعالياته وممارساته الجماعي. بعض الناس يحبون أن يعلنون ما يقومون به ولكن أخي الشهيد لا يحب ذلك. وكان يقوم بخدمات كبيرة، لا يعرف أحد من قام به ولذلك كان بركة عظيمة في فعالياته."
وتابع الشيخ بشير، "كنا نقيم مع أخي في مدينة سلوان وفي هنا نمارس أعمال الجماعي ونخدم بخدمات الإسلامية. وفي التسعينيات عشنا وقتا صعبا وتعرضنا لأحداث قاسية من قبل حزب العمال الكردستاني (PKK) وبعد تلك أحداث انتقلت إلى محافظة باتمان وأخي بقي في مدينة سلوان. وما رأيت أخي منذ ذلك الوقت في الخرج حتى سجنت في عام 2003."
كان يقضي أوقاته بتدريس السجناء
وتحدث الشيخ بشير عن عملياتهم في السجن وقال، "التقيت مع أخي في السجن بعد اعتقالي وانتقال إلى السجن. أنا سجنت في عام 2003 وأخل سجن قبلي في عام 2000. وقضينا 8 سنوات معا في السجن نسميه مدرسة اليوسفية وتم سراح أخي بعد 10 سنوات في سجنه. وفي السجن كان يقضي أكثر أوقاته بتحصيل العلم، وكان السجن فرصة للتدريس. وفي الصباح كان السجناء يجتمعون معا. وأخي كان يقيم هذه الفرصة بتدريس العلوم الشرعية. ويقضي كل أوقاته بتدريس السجناء. حتى تعرض للمرض بسبب تدريسه لوقت طويل من اليوم."
كان يخدم لأصدقائه
وقال الشيخ بشير، "على الرغم من أن الظروف الشتوية القاسية وصعبة لم يعوق تدريسه ويواصل به. كان يدرس للسجناء في حجرة تحتية، بطريقة يفتح الشبابيك ويعلو صوته، ولذين يدرس أمام شبابك يسمعه. وأثناء ذلك، كان يتعرض أخي لجو بارد. في مثل هذه الأيام لم يعوق عملية التدريس ويواصل رغم تعرضه للمرض. بشكل عام، أخي كرس حياته بتدريس العلم ولا سيما إصلاح السجناء."
وأخيرا قال الشيخ بشير، "بالإضافة إلى تعليم السجناء وإصلاحهم، كان له خدمات كبيرة في السجن. كان متواضعا جدا. كان يستمع إلى معاناة أخوته المسلم في السجن، ويحاول بحث حلول حول معاناتهم. إلى جانب ذلك، كان يجهز الطعام لإخوانه السجناء، كما كان يغسل أطباقهم. لذلك، كان إخوانه يحبه ويجمع حوله." (İLKHA)