فاوتشي يحذر الأمريكيين من "الموت والألم" في حال رفع الحجر الصحي مبكرا
قال كبار خبراء الصحة الأميركيين إن الولايات المتحدة ليست خارج دائرة الخطر الذي يشكله فيروس كورونا، وحذروا في شهادة أمام مجلس الشيوخ من إعادة فتح الاقتصاد بسرعة كبيرة
خبير الأمراض المعدية أنتوني فاوتشي وعضو فريق الرئيس الامريكي دونالد ترامب في أزمة كورونا كشف في إفادته أنه يجري حاليا اختبار ثمانية لقاحات محتملة على الأقل ضد الفيروس، مضيفا أن واحدا قد يكون متوفرا قبل العام المقبل.
وأشار أيضا إلى أن الحكومة الفدرالية تعمل للمساعدة في تصنيع لقاح، لكن تطويره "قد يستغرق بعض الوقت" قبل أن يصل إلى الأسواق.
ونتيجة لذلك، أبلغ فاوتشي لجنة الصحة والتربية والعمل وتعويضات المتقاعدين في مجلس الشيوخ خلال الشهادة التي جرت عبر الفيديو، أن جهود البلاد لمحاربة الفيروس ومرض كوفيد-19 الذي يسببه، يجب أن "تركز على ممارسات الصحة العامة التي أثبتت نجاحها في احتواء وتخفيف" انتشار الوباء.
مدير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، روبرت ردفيلد، قال للجنة "إننا لم نخرج من دائرة الخطر"، وأوضح أن إعادة فتح الاقتصاد يعتمد على كل منطقة وحسب ظروفها.
وفاوتشي وريدفيلد من بين أربعة من كبار مسؤولي الصحة الذين أدلوا بشهاداتهم عبر الفيديو، ويخضع ثلاثة منهم لشكل من أشكال العزلة الذاتية بعد التعرض لمسؤول في البيت الأبيض ثبتت إصابته بالفيروس. وبين من يخضعون للحجر كل من فاوتشي ومفوض إدارة الغذاء والدواء ستيفن هان.
جلسة الاستماع التي استمرت ساعتين، بعنوان "كوفيد-19: العودة بأمان إلى العمل وإلى المدرسة"، هي الفرصة الأولى للمشرعين لطرح أسلئة على كبار مسؤولي الصحة منذ إعلان الرئيس الأميركي حالة الطوارئ الوطنية قبل شهرين، لكن الديمقراطيين انتهزوا أيضا الفرصة للتركيز على أوجه القصور في رد إدارة دونالد ترامب على الوباء حتى الآن.
وبعد ضغط من السناتور الديمقراطية من واشنطن، باتي موراي، حذر فاوتشي من أن الولايات التي تفشل في الامتثال للإرشادات الفدرالية حول إعادة الفتح وتتحرك بسرعة كبيرة لإعادة تشغيل اقتصاداتها ستعرض نفسها لخطر تفش جديد قد يكون من الصعب السيطرة عليه.
وقال "إذا تجاوزت بعض المناطق أو المدن أو الولايات أو أيا كان، نقاط التفتيش المختلفة تلك، وفتحت قبل الأوان من دون أن تكون لديها القدرة على الاستجابة بفعالية وكفاءة، فإن قلقي هو أننا سنبدأ رؤية طفرات صغيرة قد تتحول إلى تفشيات".
وأردف "لقد كنت واضحا جدا في رسالتي - أن نحاول إلى أقصى حد ممكن اتباع الإرشادات التي تم التفكير فيها بشكل جيد وتحديدها بشكل جيد".
وأضاف فاوتشي أن أي تخفيف للقيود سيؤدي إلى حالات جديدة، ولكن تلك الحالات الجديدة يمكن السيطرة عليها طالما أن الولايات لديها البنية التحتية المناسبة.
وتابع أنه "حتى تحت أفضل الظروف، عندما تتراجع عن إجراءات الحد من انتشار الفيروس، سترى ظهور حالات"، مشددا "إنها الإمكانية والقدرة على الاستجابة لتلك الحالات عبر تحديد جيد وعزل وتتبع جهات الاتصال التي ستحدد ما إذا كان يمكنك الاستمرار في المضي قدما في إجراء إعادة فتح أميركا".
وفي ملاحظات قبل الجلسة، قال فاوتشي إنه سيحذر الكونغرس من أن الولايات المتحدة قد تشهد "وفيات ومعاناة يمكن تفاديها" إذا رفعت القيود المفروضة لاحتواء الفيروس بسرعة.
وأوضح فاوتشي، مساء الاثنين أن "الرسالة الرئيسية التي أود نقلها هي مخاطر إعادة فتح الاقتصاد الأميركي قبل الأوان".
وأضاف "إذا لم نحترم المراحل في 'التوصيات لإعادة فتح أميركا' عندها نتعرض لخطر تفشي الوباء عبر البلاد".
و"إعادة فتح أميركا" هي مقارية من ثلاث مراحل أصدرتها إدارة ترامب لمساعدة الولايات والمسؤولين المحليين على إعادة فتح اقتصادات مناطقهم، مع الالتزام بالتوصيات الطبية بشأن الحد من انتشار الفيروس.
وتابع فاوتشي البالغ من العمر 79 عاما، "هذا لن يتسبب فقط بوفيات ومعاناة يمكن تفاديها بل سيؤخرنا في البحث عن سبيل للعودة إلى حياة طبيعية".
ومنذ أيام، يركز البيت الأبيض الذي أصيب عدد من موظفيه بكورونا، على ضرورة إعادة تحريك عجلة الاقتصاد في الولايات المتحدة الأشد تضررا بالوباء مع أكثر من 80 ألف وفاة و1.3 مليون حالة إصابة معلنة.
ودافع ترامب الثلاثاء على تويتر عن موقفه بالقول "قدرتنا على إجراء فحوص هي الأفضل في العالم على الإطلاق".
وأضاف "الإصابات تتراجع في معظم مناطق البلاد الراغبة في رفع القيود وإعادة تحريك عجلة الاقتصاد. وهذا ما يحصل بكل أمان."(İLKHA)