نضال مؤسس جماعة الإخوان المسلمين الشهيد حسن ألبنا والوضع الراهن للجماعة
ألقى عضو مجلس الشورى العام لجماعة الإخوان المسلمين المهندس متحت حداد محاضرة لطلاب اتحاد العلماء والمدارس الإسلامية في مقره الرئيسي بدياربكر حول "قيمة القيم؛ الشهادة والشهداء في سبيل الله"، بمناسبة "شهر شبط شهر الشهادة."
ونقل المهندس متحت حداد، نضال مؤسس جماعة الإخوان المسلمين الشهيد حسن ألبنا والوضع الراهن للجماعة.
قال حداد: "عندما يأتينا كل عام شهر شباط، وعندما نقترب من الثاني عشر من شباط نتذكر دائما فضيلة الشيخ العالم العلامة الشهيد حسن ألبنا. ودائما أتساءل لماذا قتلوه في 12 شباط 1949، وتجدد هذا السؤال مرة أخرى في العام الماضي، لماذا قتلوا الرئيس محمد مرسي في 17 حزيران 2019. سأحدث هذه الليلة حديثا عن دور الإخوان المسلمين في قضية فلسطين. ستعرفون من خلال هذا الحديث لماذا تم قتل الشيخ حسن ألبنا والرئيس محمد مرسي."
وكلمة المهندس متحت حداد كما يلي: "تأسست جماعة الإخوان المسلمين في مدينة الإسماعيلية في مصر، في شهر مارس سنة 1928. أسّسها الشيخ حسن ألبنا وستة من رفاقه في الدعوة إلى الله في هذا الزمان. كان عمر حسن ألبنا في هذا التوقيت الذي أسّس فيه جماعة الإخوان المسلمين، 22 سنة. وكان قد تخرج لتو من كلية دار العلوم في القاهرة، وذهب إلى إسماعيلية لكي يعمل مدرسا في المرحلة الابتدائية.
إلغاء الخلافة الإسلامية
وكان تعرض الشيخ حسن ألبنا قبل ذلك بأربعة سنوات في عام 1924، وتحديدا في 3 مارس، إلى هزة عنيفة، عندما علم أن مصطفى كمال آتاتورك قد قام بإلغاء الخلافة الإسلامية في تركيا، وأيقن أن أواصر العلاقة بين دولة الخلافة وبين باقي الولايات الإسلامية، قد تقطعت تماما وبعدت عن بعض. واندهش أكثر الشيخ حسن ألبنا عندما رأى الشيخ مصطفى صبري مفتي الخلافة الإسلامية يفر من دولة الخلافة إلى القاهرة ويكتب مقالات في الجرائد والصحف عن سقوط الخلافة الإسلامية، لماذا تلغى الخلافة الإسلامية؟ ولماذا تنفصل التركية الحديثة عن باقي الدول الإسلامية؟
في هذا التوقيت تلقّى جميع العلماء والمشايخ في الدول العالمية والإسلامية هذه الأنباء وهذه الأخبار ولكنهم وقفوا عاجزين، وقالوا "ماذا نفعل؟ ما الذي نستطيع أن نفعله؟" أما الشعوب العربية والإسلامية في هذا التوقيت فقد كانت في ثبات عميق وكانت نائمة. مصر والأردن والعراق كانت تحت الاحتلال الإنجليزي،، سوريا ولبنان تحت الاحتلال الفرنسي، ليبيا تحت الاحتلال الإيطالي، تونس والجزائر والمغرب تحت الاحتلال الفرنسي، وتشتتت الدول الإسلامية تحت الاحتلال الأوروبي. ولم يدر أهلها في هذا التوقيت بأي شيء عن الخلافة الإسلامية على الإطلاق.
الوحيد الذي اتخذ برنامجا عمليا وفكّر تفكيرا عمليا، كيف يمكن إنقاذ الأمة في هذا التوقيت، كان هو الشيخ حسن ألبنا. في ماذا فكّر؟ قال "ماذا نفعل؟ ما الذي يمكن أن نفعله في هذا الزمان؟"، رجع بذاكرته إلى ما فعل رسول الله ﷺ عندما جاء إلى مكة؟ بدأ بالدعوة إلى كل الناس. البعض قبِل بهذه الدعوة ورفضها الكثيرون. من هذا البعض تأسّست الدولة الإسلامية الأولى في المدينة المنورة. إذاً سيرة رسول الله ﷺ لم تكن مجرد قصة تاريخية، بل إنها كانت دليلا للمسلمين لكي نتّبعها في كل فترة يحدث لنا فيها الانتكاس، فنتذكر بماذا فعل الرسول ﷺ ونفعل مثل ما فعل.
تأسيس جماعة الإخوان المسلمين
أسّس الشيخ حسن ألبنا جماعة الإخوان المسلمين في شهر أذار 1928، وبدأ ببرنامج عملي حقيقي للدعوة إلى قضية فلسطين في سنة 1929، وكان حينئذ 23 عاما. في 1929 بدأ الشيخ حسن ألبنا بكتابة المقالات إلى الشعب المصري، وكان الهدف من ذلك هو إيصال الرسالة إلى الشعب المصري؛ بأن فلسطين في خطر. لأنه أدرك بأن هناك وعد بلفور بتاريخ 1917، وأن هناك بدأت الهجرة إلى أرض فلسطين من اليهود من كل أنحاء العالم. لماذا تأتي هذه الهجرة؟ ليس الغرض هو الاستيطان أو التوطين فقط، بل هو تغيير التركيب السكاني لهذه الأرض، ويطرد أهلها العرب وتوطين هؤلاء اليهود الصهاينة.
في 1932 طوّر الشيخ البرنامج وأخذ يكتب لباقي الدول العربية في سوريا والعراق وفلسطين نفسها، وأنشأ اللجان التي تهدف نشر التوعية في الشعب المصري، كما أنشأ لجانا أخرى لدعم الشعب الفلسطيني، وبدأ في هذا التوقيت الاتصال بقيادة المقاومة في فلسطين، أول اتصال نشأ بينهم وبين الشيخ حسن ألبنا كان في هذا التوقيت. في 1935 بدأت أولى المظاهرات في مصر احتجاجا على توطين اليهود في الأراضي الفلسطينية، و في 1936 بدأ الاتصال بالشيخ عز الدين القسّام في فلسطين. وهكذا بدأت الحركة في مصر تأخذ مسار آخر لدعم الإخوة في فلسطين في مواجهة هؤلاء اليهود المحتلين.
انتشار دعوة الإخوان المسلمين في مصر
في 1942، ترشّح الشيخ حسن ألبنا في مجلس النواب في مدينة الإسماعيلية، ولكن رئيس الوزراء المصري في هذا التوقيت مصطفى النحاس طلبه وقال له "يا شيخ حسن أنت تمثّل لنا إحراك شديد مع الإنجليز، فأرجو أن تتنازل عن هذا الترشيخ"، وفكّر الشيخ حسن ألبنا في أنه إذا دخل مجلس النواب بمفرده ماذا يستطيع أن يفعل؟ لو يتنازل عن الترشيح ماذا يستطيع أن يفعل؟، فطالب رئيس الوزراء المصري وقال له "إذاً اسمح لي بالدعوة علنياً وأن أفتح الشُعَب في كل أنحاء مصر". وقال له النحاس: "لك ذلك، فنطلب منك فقط أن لا تترشّح في مجلس النواب؟" وهكذا بدأ انتشار دعوة الإخوان المسلمين في جميع أنحاء مصر.
الحرب العالمية الثانية في هذا التوقيت
وكانت هناك الحرب العالمية الثانية تدور رحاها في هذا التوقيت، وكانت هناك معركة هائلة بين ألمان وبريطانيا في مصر. وكان قائد ألمان الجنرال روميل وكان قائد بريطانيا الجنرال مونتغمري. هذه المعركة استمرت مدة طويلة من الزمان. قدّم روميل من تونس وقطع ليبيا كلها ودخل إلى مصر وهزم الجنرال ويفل والجنرال أوكنلك الإنجليزي، ثم تواجه مع الجنرال مونتغمري. كان روميل قد أنهك في هذا المشوار وقطعت البحرية الإنجليزية الإمدادات الوقود القادمة من إيطاليا إلى ليبيا وأصبح روميل في مأزق، حيث ليس عنده وقود كافية، ولكنه كانت عنده رودات عسكرية كبيرة، وطبعا انهزم روميل في سنة 1942.
في هذه الأثناء، أدرك الشيخ حسن ألبنا أن هذه فرصة سانحة، وأصدر أوامره إلى الحاج عباس السيسي ليأخذ مجموعة من رفاقه من الشباب ويذهب إلى أرض المعركة، فيجمعوا السلاح والذخيرة المتبقية من الجيش الإنجليزي والجيش الألماني. كان الإمام الشهيد أنه هناك معركة حاسمة مع اليهود في يوم من الأيام. فبالتالي جمع هذه الأسلحة والذخائر في مخازن خاصة بالإخوان المسلمين في مصر. وكان في هذا التوقيت مسموحا للأحزاب والجماعات في مصر أن تمتلك السلاح وأن يكون عندها أفراد مسلحين طبقا للقانون المصري.
حسن ألبنا يقدم مشاريع لجامعة الدول العربية
في 1947، قدم الشيخ حسن ألبنا مشروعين إلى جامعة الدول العربية، مشروع سياسي ومشروع عسكري. أما المشروع السياسي فطلب من جامعة الدول العربية أن تضغط على جميع الحكومات العربية أن ترفض توطين اليهود القادمين من الخارج في أرض فلسطين، وأن تطلب هذه الدول العربية من دول العالم ومن الأمم المتحدة، بأن أي يهودي وصل إلى فلسطين بعد الحرب العالمية يجب إخراجه من أرض فلسطين. وأما المشروع العسكري فقد طالب جميع الحكومات العربية والإسلامية أن تغض الطرف عن فرق المقاومة التي تخرج من هذه الدول لتذهب إلى فلسطين، لكي تجاهد وتدعم أهل فلسطين في مواجهة الصهاينة. لأنه في 1947 كان هناك احتكاكات عنيفة وقتل وتدمير من قبل اليهود داخل أرض فلسطين. وبالتالي كان يريد أن يدفع المقاومة الإسلامية إلى أرض فلسطين، وأن لا تعترضهم الحكومات القائمة في هذا التوقيت.
الاخوان المسلمون انهار اليهود في أرض المعركة
في 15 مايو في 1948، أعلنت إنجلترا أنها انسحبت من أرض فلسطين وسلمت فلسطين إلى اليهود. وهنا دخل الشيخ حسن ألبنا إلى أرض المعركة، وكان عنده 10 آلاف جندي من الإخوان المسلمين مسلحين بالأسلحة التي حاصلوا عليها من الجيش الإنجليزي والألماني. ودخل هؤلاء 10 آلاف جندي من الإخوان المسلمين إلى أرض فلسطين مع جيوش 7 دول عربية. وفي نفس التوقيت، جاء الشيخ مصطفى السباعي من سوريا بالجيش من الإخوان المسلمين من الشمال، وأصبح الإخوان المسلمين في أرض فلسطين. الجيوش العربية من سبعة دول لم تستطيع أن تفعل شيئا مع اليهود، بل هزمت في أكثر من موقع، وكانت تلجأ إلى الإخوان المسلمين. فإذا ظهر الاخوان المسلمون انهار اليهود تماما، حتى يفرون ويتركون أسلحتهم. فيحصل عليهم الإخوان المسلمين في أرض المعركة.
أدرك اليهود أنهم لن يستطيعوا أن يقفوا في وجه الإخوان المسلمين. وأدركوا أن المشروع الحلم الصهيوني سينتهي على يد الإخوان المسلمين، رجعوا إلى إنجلترا وأمريكا والدول الغربية التي تدخلت وفرضت الهدنة على الجميع وأوقفت إطلاق النار. وفي وقت الهدنة تدفقت أسلحة هائلة على اليهود في فلسطين من كل العالم الغربي وفتحت إنجلترا مخازن أسلحتها في فلسطين إلى هؤلاء اليهود وتسلح اليهود تسليحا ثقيلا شديدا في هذه الفترة، لكن الإخوان المسلمين لم يهزهم هذا على الإطلاق، ولكن الذي حدث شيء عجيب وغريب، أن اليهود بدؤوا المعركة قبل أن تنتهئ الهدنة، وفجئنا أن يصدر القرار من الحكومة المصرية بسحب قوات الإخوان المسلمين من المعركة، وأن تسلم جميع الأسلحة في منطقة العريش إلى الجيش المصري. وبالتالي أكبر قوة ضاربة على أرض فلسطين تم سحبها من أرض المعركة وتم تسليم الأسلحة إلى الجيش المصري، وأصبح رجال الإخوان المسلمين ليس معهم أي سلاح. بعد أن سلم الإخوان المسلمين أسلحتهم إلى الجيش المصري، صدر قرارا في اليوم التالي باعتقال جميع جنود الإخوان المسلمين الموجودين في العريش ودخلوا سجون العريش.
اغتيال الشيخ حسن ألبنا
اليهود تسلحوا بسلاح قوي جد في أرض فلسطين، بعد أن سحبت مصر قوات الإخوان المسلمين استطاع اليهود أن يهزموا 7 دول عربية مجتمعة. وانسحبت الجنود العربية من أرض فلسطين وتركوها لليهود. رغم أن الإخوان المسلمين دخلوا السجون في مصر، إلا أن العالم الغربي أدركوا خطورة الإخوان المسلمين وخطورة حسن ألبنا في أرض المعركة. واجتمع سفراء أمريكا وإنجلترا وفرنسا في مدينة فايد بالإسماعيلية، وأخذوا قرارا سريا بالتخلص من الشيخ حسن ألبنا نهائيا. وأوعظوا إلى الملك فاروق آخر ملوك أسرة محمد علي في مصر، بقتل الشيخ حسن ألبنا، وتم اغتياله في أكبر شوارع القاهرة وهو شارع رمسيس يوم 12 فبراير 1949.
بعد ذلك تم تقديم الإخوان المسلمين إلى محاكمة عسكرية في مصر، وجاء قائد القوات المصرية وشهد في المحكمة أن هؤلاء الجنود الإخوان المسلمين هم الذين أنقذوا الجيش المصري وجيوش الدول العربية داخل أرض فلسطين، وأن أدائهم كان رائعا في أرض المعركة وأنه لم ير مثل هؤلاء الجنود طيلة حياته وأن هؤلاء الجنود كانوا كافلين بالقضاء على اليهود الصهاينة في أرض فلسطين، لولا أن الحكومة المصرية سحبتهم أرض المعركة. هذه شهادة قائد الجيش المصري في أرض فلسطين.
جمال عبد الناصر والقبض على جميع الإخوان المسلمين
بعد ذلك جاء جمال عبد الناصر إلى حكم مصر، أول ما فعله هو أنه قبل خطة جائت إليه من المخابرات المركزية الأمريكية، وقام في سنة 1954 بالقبض على جميع الإخوان المسلمين في مصر بتعليمات من أمريكا، وأوضعهم السجون. التعذيب تم بأدوات لم تعرفها مصر من قبل، وهذه الأدوات تم استيرادها خصصا من الألمانية الغربية، وكان هناك خبراء ألماني يشرفون على تعذيب الإخوان المسلمين في مصر، ثم أعدم القادة من الإخوان المسلمين، الدكتور عبد القادر عودة والشيخ محمد فرغلي والشيخ يوسف طلعت وهنداوي دوير ومحمود عبد اللطيف، وألقى بالإخوان المسلمين في السجون في عام 1954.
وكان من بين المحبوسين في السجن، رجل اسمه سيد قطب وأخذ الحكم بعشر سنوات، وخرج في عام 1964، مع أن خرج سيد قطب من السجن وجمال عبد الناصر يعلم أن له مؤلفات خطيرة جدا ويخاف منها العسكر تماما لأنها تدعو إلى عودة المسلمين إلى النهج الأصيل كما كان أيام رسول الله ﷺ. فما جاء عام 1965 حتى كرر جمال عبد الناصر الكرة مرة ثانية وقبض على جميع الإخوان المسملين رجالا ونساءا وأوضعهم السجن وقتل منهم من قتل وسجن الباقين وظن أنه بذلك أنهى على الإخوان المسلمين إلى الأبد.
بعد أن قبض جمال عبد الناصر على الإخوان في سنة 1954 وأعدم القادة في سنة 1955 حدثت هزيمة منكرة للجيش المصري أمام جيوش إنجلترا وفرنسا وإسرائيل في العدوان الثلاثي في أكتوبر 1956. في سنة 1965 عندما قوض جمال عبد الناصر على جماعة الإخوان المسلمين وأوضعهم السجون، حدثت هزيمة هائلة للعالم العربي أمام إسرائيل في عام 1967، وفي ذلك الوقت هزم الجيش المصري والجيش السوري والجيش الأردني في 5 ينيو 1967، وأكبر كارثة تحل بالعالم العربي والإسلامي أمام اليهود منذ سيدنا رسول الله ﷺ إلى يومنا هذا. وسقطت القدس التي كانت لا زالت في يد الفلسطينيين، وجاءت جولدا مائير من رؤساء الاحتلال الصهيوني إلى أرض القدس، وقالت "إني أشم رائحة أجدادي في خيبر وفي المدينة"، هي لا تستهدف القدس وحدها وإنما تريد أن تصل إلى مسجد رسول الله ﷺ وإلى الكعبة المشرفة، هذا هو هدف اليهود.
جمال عبد الناصر كان قبل ذلك يقول أن مثل الأعلى مصطفى كمال آتاتورك. إنه أضاع ثلاث دول عربية في 1967، مصر فقدت سيناء بالكامل أخذها اليهود، وسوريا فقدت مرتفعات الجولان وأخذها اليهود، والأردن فقدت كل الضفة الغربية أخذها اليهود، وتركنا نحن أهل فلسطين إلى اليهود يفعل بهم ما شاؤوا ودخل اليهود غزة واستولوا على كل الأرض الفلسطينية، هكذا فعل جمال عبد الناصر بقضية المسلمين الأولى. مات جمال عبد الناصر سنة 1970.
أنور السادات يبعد الإخوان المسلمين عن السلطة والحكم
جاء أنور السادات يخلف جمال عبد الناصر واضطر السادات إلى أن يتعامل مع الإخوان المسلمين، بل وأن يخرجهم من السجن، لأنه خاف من الشيوعيين والعلمانيين واللبراليين في مصر، أنهم ربما يستولوا على الحكم منه، فأراد أن يقف أمامهم، وأن أدرك أن الإخوان المسلمين هم أفضل الناس ليواجهوا هؤلاء الشيوعيين، وهكذا خرج الإخوان المسلمون من السجن بفضل الله عز وجل. وفي 1974 لم يك هناك أحد من الإخوان المسلمين داخل السجن. لكن أنور السادات كان حريصا أن يبعد الإخوان المسلمين عن السلطة والحكم. وقتل أنور السادات سنة 1981.
حسني مبارك يمنع الإخوان المسلمين من الاشتراك في شيء
وجاء محمد حسني مبارك وهو أيضا كان يمنع الإخوان المسلمين من الاشتراك في شيء، لكن الإخوان دخلوا إلى الاتحادات الطلابية في الجامعات المصرية وإلى النقابات المهنية في المجتمع المصري ووصلوا إلى عموم المجتمع في كل أنحاء مصر بسرعة بالغة، ثم ترشحوا في مجلس الشعب، فإذا الشعب يقبل عليهم وينتخب نواب الإخوان المسلمين وكان هذا بفضل سياسة الأستاذ عمر التلمساني المرشد العام للإخوان المسلمين في هذا التوقيت.
تأسيس حركة حماس بقيادة الشيخ أحمد ياسين
في شهر دسمبر سنة 1987 تأسست حركة حماس بقيادة الشيخ أحمد ياسين في أرض فلسطين. وبدأت بداية محدودة بإلقاء الحجارة من الأطفال على قوات الجيش الصهيوني التي تحتل أرض فلسطين. على الفور هب الإخوان المسلمون في مصر الدعوة إلى دعم حركة حماس في فلسطين، وجمعنا أموال هائلة لدفعها إلى إخواننا في حركة حماس حتى يستطيعوا أن يطوروا أنفسهم بسرعة بالغة. رغم أن حسني مبارك كان يضغط لإبعاد الإخوان المسلمين في مصر إلا أن الإخوان انتشروا في مصر، وأيضا بدأت حركة حماس ودعمها الإخوان في مصر حتى توصلت إلى أن تصبح حركة مسلحة بعد ذلك.
ثورة 25 يناير
كان حسني مبارك يضغط لمنع الإخوان من دخول البرلمان ومنعهم من كل شيئ في مصر، وكان يزوّر الانتخابات دائما، حتى صار الشعب المصري على حسني مبارك في 25 يناير 2011، هذه الثورة نسبت كلها إلى الإخوان المسلمين لأنهم كانوا أساس هذه الثورة منذ أول لحظة فيها. نجحت الثورة المصرية وتم إسقاط حسني مبارك خلال 18 يوما فقط، وانتهى حكم مبارك بعد أن حكم مصر 30 سنة، وبدأ الجيش المصري يدير شؤون مصر، وأعد العدة الانتخابات الرئاسية، وقدم الإخوان ترشيح الدكتور المهندس محمد مرسي، فإذا به يهزم مرشح الجيش أحمد شفيق ويفوز عليه في الانتخابات ويحصل على 52 في المئة ويصبح أو رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر كلها.
إسرائيل في خطر والسيسي ينقلب على الشهيد محمد مرسي
على الفور بدأت إسرائيل تترق الموقف في مصر، وكتبت كتابات هائلة ضد الإخوان المسلمين وكانوا يحذرون العالم كله من وجود الإخوان المسلمين في مصر، وأن حال العرب والمسلمين سيتغير، وأصبحت إسرائيل في خطر لمجرد وجود محمد مرسي رئيس دولة مصر. في شهر نوفمبر لسنة 2012، هاجمت إسرائيل غزة وضربتها بالطيران، وقال مرسي "إن مصر لم تعد مصر التي كانوا يعرفونها والعرب ليسوا هم العرب الذين كانوا يعرفونهم، وأرض فلسطين لأهل فلسطين فقط، وليس لأحد أي شيء عندهم، واخذروا من غضبة الشعب المصري والقادة المصرية". وأرسل محمد مرسي رئيس وزراء مصر ومساعده إلى أرض غزة حتى يكونوا مع الشعب الفلسطيني، وبالتالي توقفت إسرائيل عن ضرب غزة. ولكنه قيل إن محمد مرسي يدعم حماس ويقف مع أهل فلسطين ويسمح أن يمر السلاح من مصر ويصل إلى غزة وإن حركة حماس قد تسلحت بصواريخ هائلة في العدد والمدى وإن الحالة المسلحة في فلسطين تغيرت تماما وإنه لايمكن سكوت عن محمد مرسي ولايمكن أن نسكت وإسرائيل في خطر ببقاء محمد مرسي. وبالتالي أوعظت هذه إلى أمريكا التي حركت حكام العرب الإمارات والسعودية لكي تدفع أموالا طائلة إلى الجيش المصري لينقلب على الرئيس محمد مرسي.
إيضاع محمد مرسي في السجن
تم إيضاع محمد مرسي في السجن، وجاء ترامب إلى حكم أمريكا في سنة 2016 وبدأ تجهيز لصفقة القرن، وسوف يوافقون عليها حكام العرب، ولكن المشكلة هي الإخوان المسلمين الذين من المؤكد أنهم سيرفضون هذه الصفقة، لم تمر عليهم هكذا، إذاً لابد من التخلص من محمد مرسي الذي هو في السجن. وجاؤوا بهذا السيسي وتركوه يفعل الأفاعيل في الإخوان المسلمين، وتم القبض على الأعداد الهائلة من الإخوان المسلمين ووضعهم في السجن، لازال منهم حتى الآن 60 ألف داخل السجن المصري، وتم قتل الدكتور محمد مرسي وهو في المحكمة سقط سقطة واحدة في 17 ينيو 2019.
ترامب ونتنياهو يعلنان عن جريمة القرن
عندما أعلن ترامب ونتنياهو عن صفقة القرن منذ أيام قليلة، كنا نفكر ماذا نستطيع أن نفعل نحن الإخوان المسلمين، والقادة جميعهم في السجن والآخرون مفرقون في كل أنحاء العالم، فإذا بنا نجد تركيا دولة الخلافة الإسلامية وهي التي تقود العالم الإسلامي الآن، لكي تضرب صفقة القرن أو جريمة القرن وتقول "لا لترامب ولا لنتنياهو وأرض فلسطين للفلسطينيين وأرض بيت المقدس لأهل بيت المقدس ولا مكان لهؤلاء الصهاينة في هذا المكان، إن أراد اليهود أن يعيشوا في فلسطين لا بأس ولكن الذين طردوا من أرض فلسطين لابد من عودتهم مرة أخرى إلى فلسطين، هذه أرضهم وأرض آبائهم وأجدادهم".
المهندس حدّاد يقيم الاجتماع الجماهيري بعنوان "القدس لنا" في دياربكر
عندما جئت وحضرت الاجتماع الجماهيري بعنوان "القدس لنا" في دياربكر، والله كنت في غاية اطمئنان. وقلت "إن هذه الحركة الدائمة هي التي ستمنع ترامب ونتنياهو من استمرار في هذه الجريمة". وبالتالي نتوقع تماما أن تنتهي هذه الصفقة وتموت بفضل الله ثم بفضل كل جهد لكل مسلم في هذه الدنيا من أجل إعلاء كلمة الإسلام وإسقاط هؤلاء الصهاينة ومن ورائهم مثل أمريكا والدول الأوروبية الغربية.
هذا هو الحال اليوم والقضية لم تنتهي بعد، والرئيس رجب طيب أردوغان يسعى جاهدا في الأمم المتحدة يقول إن "العالم أكبر من خمسة"، لا يمكن أن تكون خمسة دول لها حق الفيتو فيي مجلس الأمن، هذا ظلم هذا ضد العدل. والآن على جميع الدول العربية والإسلامية والإفريقية والأسياوية أن تقف خل الرئيس رجب طيب أردوغان حتى يتم إسقاط حق الفيتو في مجلس الأمن وحتى يعم العدل أو الجزء من العدل، عندئذ سنرى أن مستقبل أرض فلسطين سوف تحدده شعوب العالم الإسلامي، إذا تحركت الشعوب بحركة حقيقية وأسقطت الحكام الظلمة الدكتاتوريين الذين يتحكمون فيهم، والتحم هذه الشعوب مع بعضها البعض وستحقق قول الله سبحانه وتعالى: )إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ( و)وَإِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ( إذا حدث هذا والتحمت هذه الشعوب ثقوا في الله أن إسرائيل سوف تنتهي.
وعدنا الله ﷻ في سورة الإسراء: (وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا * فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ ۚ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا * ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا * إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ ۖ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ۚ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا)، نحن الآن في انتظار هذه الآية الربانية أن تتحقق ونحن على هذه الأرض. وحدة الشعوب العربية والإسلامية تغيير حكام العرب والمسلمين ثم إزاحة اليهود من فلسطين أمر حتمي لابد أن يحدث، هذا هو مستقبل إسرائيل إلى الفناء وإلى الانتهاء، أدعو الله ﷻ أن يرى هذا كل الحاضرين بأعينهم وأنتم أحياء في هذه الدنيا.(İLKHA)