أردوغان: لا نقبل بتاتًا بخطة تدمر فلسطين وتغتصب القدس
قال رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان، في كلمة له خلال الاجتماع الموسع لرؤساء فروع حزب العدالة والتنمية: لا نقبل بتاتًا بخطة تدمر فلسطين وتغتصب القدس
شارك الرئيس الجمهورية أردوغان، في الاجتماع الموسع لرؤساء فروع حزب العدالة والتنمية الذي أقيم في المقر الرئيسي للحزب بالعاصمة أنقرة، وألقى كلمة بهذه المناسبة.
و قال: "إن عيون الظالم لا تشبع من الدماء والأموال. وعيون إسرائيل أيضًا لا تشبع. وبدعم من الإدارة الأمريكية تسعى الآن لتنفيذ خطة لضم القدس والأراضي الفلسطينية الأخرى التي تقع تحت الاحتلال لها. أؤكد مرة أخرى أن هذه الخطة تهدف لضم الأراضي الفلسطينية المحتلة. نحن في تركيا لا نعترف بهذه الخطة التي تبدو في الظاهر أنها تقبل حل الدولتين، لكنها في الحقيقة تدمر كل فلسطين وتغتصب القدس بكاملها. لا يمكننا قبول ذلك".
"إسرائيل وصلت إلى حدودها الحالية بشكل غير عادل وغير قانوني"
قال الرئيس أردوغان إن "العديد من المناطق التي حكمها أجدادنا بسلام لعدة قرون وتركوها بعد الحرب العالمية الأولى لم تصل إلى حالة استقرار وأمان حتى الآن. فلسطين على رأس الأماكن التي يستمر فيها الاحتلال والدمار والدموع. إن دولة إسرائيل التي تم إنشاؤها على الأراضي الفلسطينية بطريقة قرصنة بعد الحرب العالمية الثانية وصلت إلى حدودها الحالية من خلال سفك الدماء وبشكل غير عادل وغير قانوني".
وأضاف أن عيون الظالم لا تشبع من الدماء والأموال وعيون إسرائيل أيضًا لا تشبع. مستطردًا بالقول: "إسرائيل بدعم من الإدارة الأمريكية تسعى الآن لتنفيذ خطة لضم القدس والأراضي الفلسطينية الأخرى التي تقع تحت الاحتلال لها. أؤكد مرة أخرى أن هذه الخطة تهدف لضم الأراضي الفلسطينية المحتلة. نحن في تركيا لا نعترف بهذه الخطة التي تبدو في الظاهر أنها تقبل حل الدولتين، لكنها في الحقيقة تدمر كل فلسطين وتغتصب القدس بكاملها. لا يمكننا قبول ذلك".
وتابع أردوغان حديثه: "إن لم نتمكن من حماية خصوصية المسجد الأقصى اليوم، فلن نتمكن غدًا من منع تحوّل عيون الشر نحو الكعبة المشرفة. لهذا السبب نقول دائمًا إن القدس هي خطنا الأحمر".
وبشأن موقف الدول الإسلامية من خطة السلام الأمريكية المزعومة قال الرئيس أردوغان: "أنا أتألم عندما أرى موقف بعض دول العالم الإسلامي حيال هذه الخطوة. أين المملكة العربية السعودية. صوتك لم يخرج. متى سيخرج صوتك؟ عُمان والبحرين وأبو ظبي كذلك. هم يشاركون في مؤتمر إعلان الخطة. كيف سيدافع الذي صفقوا لهذه الخطوة الخائنة عن موقفهم. هم يصفقون مع الذين يلبسوه الكيباه (القبعة اليهودية). قل لي من صديقك أقل لك من أنت. هذا ما يقومون به".
"ليس هناك أي تفسير لإجبار إخواننا الفلسطينيين على قبول مثل هذه الخطة الحقيرة"
قال الرئيس إن القدس اليوم هي مفتاح السلام العالمي مثلما هو الحال عبر آلاف السنين. مضيفًا: "إذا وقعت شجرة السلام في القدس فسيسقط العالم كله تحتها. إن ترك مصير القدس بالكامل في مخالب إسرائيل الدموية سيكون أكبر شر ليس فقط للمسلمين والمسيحيين الذين يعيشون هناك، بل للبشرية جمعاء. ولا يوجد أي تفسير لإجبار إخواننا الفلسطينيين الذين تحولوا بالفعل إلى منبوذين في وطنهم العريق منذ القدم على قبول مثل هذه الخطة الحقيرة".
وأكد رئيس الجمهورية أن كل من يشجع إسرائيل من خلال الوقوف مشاهدًا لقمع الشعب الفلسطيني المظلوم والقدس الشريف هو مسؤول عن العواقب الوخيمة. مستطردًا بالقول: "ليس هناك أي فرق بين ترك مصير أمن الشعب الفلسطيني بيد دولة الاحتلال إسرائيل وتسليم الخروف إلى الذئب".
وتابع حديثه: "إن بعض الدول العربية التي تؤيد مثل هذه الخطة التي تناسب مقولة ‘لو وضعت ذئبًا ملكًا على الخراف لما قام بمثل هذا التقسيم’ هي تخون شعوبها بجانب القدس والأهم من ذلك هي تخون البشرية جمعاء. يقولون ‘العبد يخطط والقدر يضحك’، دعوهم يخططون بقدر ما يريدون ويضطهدون بقدر ما يريدون، بعون الله تعالى ثم بدعم الأشخاص أصحاب الضمير والأخلاق والعدالة قضية القدس سوف تبقى دائمًا صامدة".
وأوضح الرئيس أردوغان أنه سيجري اتصالين هاتفيين اليوم مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية لتقييم هذه الخطوة.
"كما رأينا على مر التاريخ الظالمون لا يخلدون ولا يبقون صامدين لفترة طويلة"
أضاف أردوغان: "وفق إيماننا وثقافتنا ليس لدينا أقل عداوة مع اليهود. وليس لدينا مشكلة مع إسرائيل الجارة لدولة فلسطينية مستقلة متصلة ذات سيادة على أساس حدود 1976. إن ما نعارضه هو الظلم والخروج على القانون والقسوة والقمع التي تقوم به الإدارة الإسرائيلية. ليس هناك أي اعتبار أو قيمة في نظرنا لدولة عصابات تقوم بإعدام الأبرياء من الأطفال إلى كبار السن في الشوارع وهدم البيوت على ساكنيها".
وأكد الرئيس الجمهورية أردوغان أن الظالمون على مر التاريخ لا يخلدون ولا يبقون صامدين لفترة طويلة. مستطردًا بالقول: "أين الذين هدموا وقمعوا وصالوا وجالوا في مختلف القارات طوال آلاف السنين؟ أين هم الذين حوّلوا قارتي إفريقيا وأمريكا الجنوبية إلى بحور من الدماء وسلبوا ونهبوا ما فيها؟".
وأكد الرئيس أن الجمهورية التركية ستواصل القيام بما تملي عليها حضارتها وإيمانها وتقديم الدعم لقضية القدس من جهة وللكفاح المشرف للشعب الفلسطيني من جهة أخرى".(İLKHA)