• DOLAR 34.701
  • EURO 36.749
  • ALTIN 2964.09
  • ...
الإسلاميون لن يتفوقوا ولن ينتصروا إلا بأخلاقية تامة وصارمة
Google News'te Doğruhaber'e abone olun. 

قام  رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ أحمد الريسوني، بتقييمات حول حالة السياسية للمسلمين والعالم الإسلامي، خلال مشاركته في برنماج قناة الجزيرة.

وقال الشيخ الريسوني "لو كانت ساحتنا السياسية خالية من الذئاب واللصوص وقطاع الطرق لكان وصول الإسلاميين إلى السلطة شيئا طبيعيا وتطورا عاديا. فكل الناس يصلون إليها أول ما يصلون وهم بدون سابق تجربة وبدون خبرة، ثم يرتقون يوما بعد يوم. لا يُولد أحد خبيرا مدربا على الحكم والعمل السياسي".

وأشار الريسوني إلى أن هناك يرى البعض أن تجربة حركات الإسلام السياسي "الفاشلة" -كما يصفون- ما بعد الربيع أدعى بأن تعتزل تلك الحركات الشأن السياسي وأن تعود لمحاضنها التربوية والاجتماعية نظرا لما أتبعه هذا الفشل من تنامي ظاهرة الإلحاد.

قائلا: "هذه الدعوات تستحق النظر والتأمل، ويمكن الاستفادة منها، لكن ليس بهذا وحده تُفسّر الأمور وتُعالج. حكاية "الفشل" هي مسألة نسبية، وتحيط بها ملابسات عدة، كالتي أوضحتها سابقا. والحقيقة أن ما وقع في مصر ليس فشلا، وإنما هو "إفشال" ومنع للنجاح بقوة السلاح. أما الفشل الحقيقي للإسلاميين فهو متحقق بكامل شروطه وأركانه في السودان فقط. لا ننس تجربة الإسلاميين في تركيا وفي تونس وفي المغرب وفي ماليزيا وفي إندونيسيا، فهي لا يمكن وصفها بالفشل، نعم، لكل حالة وصفُها المناسب، لكن على كل حال ليس هو الفشل ولا ما هو قريب منه. ليس كل مَن يفشل في أمر يقال له: انصرف عنه وتب إلى الله منه، بل يمكن هذا، ويمكن أن يقال له: استدرك ما فاتك، وخذ العبرة من عثرتك وفشلك، ثم أعد الكرة لتنجح. ولكن في جميع الحالات، فإن العمل التربوي والدعوي والثقافي تبقى له الأولوية القصوى والأهمية العليا. ومن عاد إليه، أو بقي فيه ولم يغادره أبدا، فهو في موقع حصين وركن ركين".

بعض الإسلاميين سلكوا مسالك مارسوها في مساراتهم وصراعاتهم السياسية

وقيم الآراء حول تجانب العلماء عن ساحة سياسية بسبب بيئتها السيئة، مضيفا "فالإسلاميون الذين دخلوا السياسة أكثرهم تكنوقراط، وليسوا شيوخا أو وعاظا أو رجال دين كما يقال. أما مسألة الدهاء والخُبث والمكر والبراغماتية اللا أخلاقية، فللأسف بعض الإسلاميين، قد سلكوا هذه المسالك ومارسوها واستسلموا لها في مساراتهم وصراعاتهم السياسية، لكن خصومهم يبقون متفوقين عليهم في هذا المجال، فهو سلاح فاشل حتما عند الإسلاميين، وليس أمامهم إلا أن يطهّروا أنفسهم وأيديهم منه. الإسلاميون لن يتفوقوا ولن ينتصروا إلا بأخلاقية تامة وصارمة، سواء فيما بينهم وداخل صفوفهم، أو مع حلفائهم، أو مع خصومهم وأعدائهم، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُون}

مبدأنا: "لا نَـخدع ولا نُـخدع"

وتابع "ولكن من جهة أخرى، لا بد من المعرفة والدراية بأساليب الآخرين وحيلهم ومكرهم ودسائسهم. لا بد من التيقظ والنباهة وأخذ الحيطة والحذر، وكل هذا يندرج ضمن فقه الواقع. وكما قال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لست بالخِبّ، ولا الخبُّ يخدعني. ولذلك قال عنه المغيرة: "كان والله عمرُ بن الخطاب رضي الله عنه أفضلَ من أن يَـخدع، وأعقلَ من أن يُـخدع". فهذا هو المبدأ: لا نَـخدع، ولا نُـخدع. ومن لا يستطيع هذا فليدَعْ".

النهج الصحيح هو الأصول المعتمدة على مر القرون

وتطرق إلى من ويروجون لنمطهم باعتباره النهج الصحيح، قائلا: "يطرح الكثير من الشباب سؤالا مباشرا وواضحا. ليس عندي جواب أو نموذج يقطع الاختلاف نهائيا، ولكني أقول: إن المذاهب السنية الأربعة، وأصولَـها المعتمدة على مر القرون، مع الاجتهاد المعاصر في نطاقها، هو النهج الرشيد والاختيار السديد، وهو أصح ما يمكن وأعز ما يطلب. ومن قديم قرر علماؤنا أن الإجماع حجة قاطعة، والاختلاف رحمة واسعة".

المشكلة هو أمراء الاحتكار والاستئثار

وأردف قائلا: "على كل حال مشكلتنا الاقتصادية ليست في اقتصاد ليبرالي مؤسلم، أو اقتصاد إسلامي معصر، ليست المشكلة في الصفات واللافتات، بل المشكلة في أمراء الاحتكار والاستئثار، وفي النهب والتبذير وسوء التدبير، وفي الرشوة والبيروقراطية وسائر أشكال الفساد، وفي الإنفاق الخيالي الأسطوري على جيوش وأسلحة هي إما مجمدة، وإما تستعمل لقتل الشعوب وإذلالها. يجب أن نتجه بتفكيرنا وجهودنا صوب المشكلات الحقيقية، وليس إلى مناقشة المشكلات الوهمية أو اللفظية".

نأخذ الدين كما هو

واستطرد الشيخ الريسوني "نحن نأخذ الدين كما هو، ونؤمن به كما هو، لا كما نشتهي، أو كما يشتهي حكامنا، أو بعض بني جلدتنا. فما وجدناه في الدين ثابتا واضحا فنحن نؤمن به ونقول به، وما ليس فيه ثابتا وواضحا فنحن متنازلون عنه.

سوء الاستخدام لا ينجو منه دين ولا مبدأ جميل. أليس الاستبداد عندنا يتم باسم الديمقراطية، ويَقتُل باسم الديمقراطية؟! أليست الإعدامات في مصر وغيرها تصدر باسم العدالة وباسم الشعب؟! أليس الغزو الأوروبي قد جاءنا أولا باسم الدين والصليب، ثم جاءنا وما زال فينا باسم الحداثة والحضارة؟ أليس عدد من الدول الإسلامية تم غزوها باسم الأمن ومجلس الأمن الدولي؟!

الاستخدام المتطرف والدموي للإسلام يمارسه أو يؤمن به بضعة آلاف شاب من أصل مليار ونصف مليار مسلم.(İLKHA)

Bu haberler de ilginizi çekebilir