الأستاذ حسن ساباز: سيركعون
يؤكد حسن ساباز أن "طوفان الأقصى" كشف معادن الناس وفضح المتعاونين، مشيرًا إلى بطولات غزة التي تجسدت في مقاومة أسطورية رغم الحصار والقصف المستمر، ويؤكد أن المقاومة هي السبيل الوحيد لتحرير فلسطين، مستشهدًا بكلمات الشيخ أحمد ياسين التي تُبرز قوة الحق أمام الباطل.
كتب الأستاذ حسن ساباز مقالاً جاء فيه:
كشف مرور الوقت بوضوح الطابع الحاسم لـ"طوفان الأقصى" ضد المحتل ومنطقه الاحتلالي.
بات واضحًا من يقف في أي موقع، ومن هو المتعاون، ومن يتخلى عن القيم الإنسانية من أجل الحفاظ على مكاسب شخصية أو وطنية.
تجلّت حقيقة أن البعض يعتبر المكاسب الدنيوية البسيطة أكثر أهمية من الله والآخرة.
شهدنا أيضًا كيف أن البعض دخل في صراع لتأكيد قناعاته بدلًا من البحث عن الحق واتباعه، وكيف أغلقوا أنفسهم أمام كل شيء خارج معتقداتهم.
مرّت 16 شهرًا، وخلال هذه الفترة تعرضت غزة باستمرار للهجمات والقصف.
عانت غزة من نقص حاد في الغذاء والأدوية، وبلغت الأزمة ذروتها.
مرّ شتاء، ثم أتى شتاء آخر، وفي أثناء ذلك، قُتل الناس وهم في الخيام التي نصبوها بجانب أنقاض المباني، حيث أُحرقوا أحياءً.
شهد تاريخ البشرية أمثلة على المقاومة والبطولة لم تُرَ منذ آلاف السنين.
كائنات في هيئة بشر، لا تعترف بأي قانون أو قيم إنسانية أو أخلاقية، ضربت غزة بكل ما تملكه من قوة عسكرية هائلة، مدعومة بأسلحة وأموال وفيرة من الدول الغربية الغنية.
قُصفت المدارس والمساجد والكنائس والمستشفيات والمراكز الإغاثية ومراكز الإيواء والصحفيون وحتى سيارات الإسعاف.
وفي غزة، لم يكن هناك سوى الأبطال الذين تحدوا الموت.
أبطال واجهوا العالم، وفضلوا الموت بشرف على العيش بذل.
عامل صحي يرتدي معطفًا أبيض، فقد عائلته وأحبّته، وقُصفت مستشفاه، وكان يرى يوميًا جثث الأطفال الممزقة تُنقل أمامه، وقف أمام الدبابات متحديًا إرهاب الصهاينة.
شباب يخرجون من الأنفاق يهاجمون العربات المدرعة من مسافة صفر بعبوات متفجرة يدوية الصنع، ويعيدون تعريف الشجاعة.
قال أبو عبيدة، الذي أسقط أقنعة كل المنافقين في العالم، عن الإرهابيين الصهاينة: "سيركعون".
"ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيًا". (مريم/72)
الإرهابيون المحتلون وداعموهم كانوا يبحثون في الأنفاق عن يحيى السنوار، بينما كان في الميدان، يقاتل حتى آخر أنفاسه، ليستشهد وهو يُلقي عصاه في اللحظات الأخيرة، ليبعث برسالة للعالم أجمع.
"فألقى موسى عصاه فإذا هي تلقف ما يأفكون". (الشعراء/45)
نختم بكلمات العلامة الراحل يوسف القرضاوي:
"الطريق الوحيد أمام الشعب الفلسطيني هو المقاومة".
ومن أخص حقوق كل شعب أن يناضل بكل ما لديه من قوة ضد المحتل الغاصب، فإذا كان لديهم مناحيم بيغن الذي يقول: "أقاتل إذن أنا موجود"، فلدينا أحمد ياسين الذي يقول: "أجاهد إذن أنا موجود". حق أحمد ياسين سينتصر حتمًا على باطل مناحيم بيغن" (İLKHA)