سعد الله أيدين: سوريا في خطر أن تصبح فلسطين ثانية
يحذر سعد الله أيدين من خطر تحويل سوريا إلى فلسطين ثانية بعد سقوط نظام الأسد، حيث تستغل إسرائيل وأمريكا الفراغ السياسي والعسكري للسيطرة على الأراضي والموارد الاستراتيجية، ويشير إلى تعاون إسرائيل مع قوات سوريا الديمقراطية، وتسليح الدروز في المناطق الحدودية، مما يهدد وحدة سوريا واستقلالها.
كتب الأستاذ سعد الله أيدين مقالاً جاء فيه:
سقوط نظام الأسد هو بالتأكيد أمر يبعث على السرور، لكن سوريا تواجه خطراً أكبر بكثير، الانشغال بجرائم نظام متهالك وزائل لإلهاء الرأي العام عن هذا الخطر الكبير سيكون غفلة عظيمة، هذا الخطر الكبير هو احتمال أن تصبح سوريا فلسطين ثانية، سوريا وأراضيها، بل وحتى حكومتها الجديدة، مهددة من قبل إسرائيل، ما لم يتم تحييد هذا التهديد، فإن الحديث عن سوريا حرة ومستقلة ومستقرة ذات سلام داخلي وإسلامي سيكون تفاؤلاً مفرطاً ومضللاً.
إسرائيل تستغل الفراغ الإداري الذي خلفه سقوط نظام الأسد وتحتل سوريا خطوة بخطوة، فقد احتل الصهاينة العديد من القرى والبلدات السورية، واستولوا على سدود هامة ومصادر مياه غنية وموارد طاقة، وما زالوا يوسعون نطاق احتلالهم يوماً بعد يوم، ووصلت دبابات الجيش الإسرائيلي إلى مسافة عشرين كيلومتراً من العاصمة دمشق، أي أنها أصبحت على تخومها، قبل أيام فقط، قصف الطيران الصهيوني مدينة حلب، ثاني أكبر مدن سوريا، كما أن الصهاينة يقصفون في أي وقت يشاؤون النقاط الاستراتيجية والثروات والقدرات العسكرية لسوريا.
الصهاينة لا يترددون في الإعلان عن نيتهم البقاء في سوريا بشكل دائم وبناء قواعد عسكرية، كما يعملون بكل الوسائل لإدخال الشعب السوري في حالة جديدة من الفوضى والاقتتال الداخلي والحرب الأهلية، وهم على تواصل وتعاون وثيق مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي يقال إن لديها حوالي 150 ألف مقاتل، ومجهزة بكل أنواع الأسلحة من قبل أمريكا، والتي لا تزال تسيطر على حوالي 30% من سوريا، كما أنهم يقومون بتسليح وتنظيم الطائفة الدرزية، خصوصاً في المناطق الحدودية مع فلسطين، ويوزعون عليهم هويات ويعلنون عن نيتهم ضم تلك المنطقة إلى إسرائيل.
أما أنشطة أمريكا في سوريا فتمثل مصيبة أخرى... سوريا لا تزال رسمياً تحت احتلال الجيش الأمريكي، وجميع حقول النفط في سوريا تحت سيطرته.
هل يمكن الحديث عن الحرية أو الاستقلال أو التحرر في بلد تحتله إسرائيل وأمريكا، وتستضيف جماعات مسلحة تضم عشرات الآلاف من المقاتلين مثل قسد التي تغذيها أمريكا وإسرائيل؟ هل ستسمح أمريكا وإسرائيل بتحرر سوريا وازدهارها واستقرارها، أو بتأسيس حكومة تمثل جميع مكونات الشعب، أو بنجاح الجماعات الإسلامية التي تسعى لتأسيس مثل هذه الحكومة؟
علينا نحن المسلمين أن نركز عقولنا على هذه القضايا، يجب أن يكون وجود النظام الصهيوني المحتل على رأس أجندتنا، يجب أن نسعى لإحباط خطط ومشاريع وألاعيب هذا الكيان الصهيوني الذي حول غزة وفلسطين إلى مقبرة، والذي يحتل سوريا خطوة بخطوة، ويعمل على جعل تركيا والمقاومة عدوين.
لا يمكن توقع أي ربيع جديد في هذه المنطقة ما لم يتم طرد النظام الصهيوني من سوريا، وكسر ظهره في فلسطين وغزة، وإخراج المحتل الأمريكي من سوريا والعراق.
يجب على الشعب المسلم في سوريا أن يتحرك بوعي، فالنظام الصهيوني وأمريكا لن يتوانوا عن تحويل غصن الزيتون الذي يمتد إليهم إلى سلسلة عبودية، رغم سقوط نظام الأسد وانتقال القدرات العسكرية السورية إلى إدارة الحكومة الجديدة، فإن الهجمات الصهيونية التي دمرت 80% من هذه القدرات دليل على أنهم يريدون سوريا تابعة ودمية، وسيفعلون كل ما يلزم لتحقيق ذلك.
إذاً، الحل الوحيد هو المقاومة ضد هذا النظام الصهيوني المجرّد من الإنسانية... إذا أردنا سوريا حرة ومستقرة ومزدهرة. (İLKHA)