وزيرا خارجية ألمانيا وفرنسا في دمشق لبحث علاقات أوروبا مع الإدارة السورية الجديدة
وصل وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا "جان نويل بارو" و"أنالينا بيربوك"، إلى العاصمة السورية دمشق، بالنيابة عن الاتحاد الأوروبي، في زيارة تستغرق يوماً واحداً سيلتقيان خلالها قائد الإدارة السورية "أحمد الشرع".
وصل وزيرا الخارجية الفرنسي والألمانية، صباح اليوم الجمعة، إلى دمشق، في أول زيارة لوزيري خارجية من الاتحاد الأوروبي إلى سوريا منذ سقوط نظام بشار الأسد، ومن المقرر أن يلتقي وزير الخارجية الفرنسي "جان نويل بارو" والألمانية "أنالينا بيربوك" معاً قائد الإدارة السورية الجديدة "أحمد الشرع"، وفق وزارتي الخارجية الألمانية والفرنسية.
وحطت طائرة الوزيرة، وهي طائرة نقل مروحية تابعة للجيش الألماني من طراز "إيه 400 إم"، في مطار العاصمة دمشق صباح اليوم.
وقالت وزارة الخارجية الألمانية، اليوم الجمعة: "إنّ بيربوك ستتوجه إلى سوريا في زيارة تستغرق يوماً واحداً مع نظيرها الفرنسي، بالنيابة عن الاتحاد الأوروبي، وستلتقي أحمد الشرع قائد الإدارة السورية الجديدة".
إلى ذلك، أعرب وزير الخارجية الفرنسي "جان نويل بارو" من دمشق عن أمله بأن تكون سوريا ذات سيادة ومستقرة وهادئة.
وقال بارو من السفارة الفرنسية في دمشق: "قبل أقل من شهر، بزغ أمل جديد بفضل تعبئة السوريات والسوريين، آمل في سوريا ذات سيادة، مستقرة وهادئة"، مضيفاً أنه أمل حقيقي، لكنه هش.
وكان الوزير الفرنسي قد كتب في منشور على منصة إكس، الجمعة؛ "معاً، فرنسا وألمانيا، نقف إلى جانب السوريين، في كلّ أطيافهم".
وأضاف: "إن البلدين يريدان تعزيز انتقال سلمي وفعال لخدمة السوريين ومن أجل استقرار المنطقة".
ونقل بيان صادر عن الوزارة قبل مغادرة بيربوك إلى دمشق عن الوزيرة قولها: "رحلتي اليوم، مع نظيري الفرنسي وبالنيابة عن الاتحاد الأوروبي، هي إشارة واضحة إلى السوريين مفادها بأنّ البداية السياسية الجديدة ممكنة بين أوروبا وسوريا وبين ألمانيا وسوريا".
وأضافت: "إنها تتوجه إلى سوريا بيد ممدودة بعد أن أسقطت المعارضة نظام بشار الأسد في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول".
وتابعت: "لدينا الآن هدف نضعه بعين الاعتبار ويتوق إليه ملايين السوريين أيضاً، وهو أن تتمكن سوريا مرة أخرى من أن تصبح عضواً يحظى بالاحترام في المجتمع الدولي".
وقالت بيربوك: "لا يمكن أن تكون هناك بداية جديدة إلا إذا أفسح المجتمع السوري الجديد لجميع السوريين، نساء ورجال وبغض النظر عن المجموعة العرقية أو الدينية، مكاناً في العملية السياسية، ومنحهم حقوقاً ووفر لهم الحماية، وإن هذه الحقوق يجب حمايتها ولا ينبغي تقويضها عبر فترات طويلة للغاية لحين إجراء انتخابات أو اتخاذ خطوات لأسلمة نظام القضاء أو التعليم".
وتابعت: "هناك رغبة في دعم سوريا خلال انتقال سلمي للسلطة والمصالحة في المجتمع وإعادة الإعمار".
وأكدت أنه لا يمكن أن تكون هناك بداية جديدة إلا إذا تمت معالجة الماضي وإرساء العدالة وتجنب الأعمال الانتقامية ضد فئات من الشعب، مضيفة أنه لا ينبغي أن يكون للتطرف والجماعات المتطرفة مكان في سوريا.
ونيابة عن منسقة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي "كايا كالاس"، تعتزم بيربوك وبارو كذلك إجراء محادثات مع ممثلي حكومة تصريف الأعمال، ومن المقرر أن يزور الوزيران سجن صيدنايا الواقع في محيط العاصمة، والذي شكّل رمزاً لقمع السلطات خلال فترة حكم بشار الأسد، قبل أن يلتقيا الشرع.
وشهدت سوريا في الفترة الأخيرة حركة دبلوماسية نشطة حيث استقبلت العديد من الوفود الدبلوماسية العربية والدولية منذ سقوط الأسد، لتخرج من عزلة فرضت عليها منذ قمع الأسد التظاهرات الشعبية التي خرجت في العام 2011.
وكانت فرنسا أرسلت في 17 ديسمبر/ كانون الأول مبعوثين لدى السلطات الجديدة ورفعت علمها فوق سفارتها المغلقة منذ العام 2012 في دمشق، وأرسلت ألمانيا، التي أغلقت كذلك سفارتها منذ العام 2012، مبعوثين في اليوم نفسه بهدف إقامة اتصالات مع السلطات الانتقالية. (İLKHA)