وفقًا لبيان صادر عن وزارة الدفاع الوطني لإمارة أفغانستان الإسلامية، قصف الجيش الباكستاني، مساء أمس الثلاثاء، جزءًا من منطقة بارمال في ولاية بكتيكا.

وأسفر القصف عن استشهاد عدد كبير من المدنيين، ومعظمهم من سكان وزيرستان، بما في ذلك أطفال.

وأفاد المتحدث باسم إمارة أفغانستان الإسلامية "ذبيح الله مجاهد"، أن الهجمات أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 46 شخصًا وإصابة 6 آخرين.

وأكدت وزارة الدفاع الوطني في بيانها أن هذا العمل وحشي ومخالف لجميع المبادئ الدولية وانتهاك صريح، وأدانت الهجوم بشدة.

وجاء في البيان أن على الجانب الباكستاني أن يدرك أن مثل هذه التصرفات التعسفية لا تحل أي مشكلة، مضيفًا: "إمارة أفغانستان الإسلامية لن تترك هذا العمل الجبان دون رد، وترى أن الدفاع عن أراضيها وسيادتها حق لا يمكن التنازل عنه".

من جهة أخرى، زعم مسؤول أمني باكستاني أن القصف استهدف أماكن اختباء إرهابيين، ولم يصدر حتى الآن أي تصريح رسمي من وزارة الخارجية الباكستانية أو الجيش الباكستاني بشأن الهجوم.

لكن مسؤولًا أمنيًا باكستانيًا رفيع المستوى قال: "إن الهجمات نفذت باستخدام طائرات مقاتلة وطائرات بدون طيار واستهدفت مخابئ إرهابية"، مدعيًا أن ما لا يقل عن 20 مسلحًا من حركة طالبان الباكستانية (TTP) قتلوا.

وجاءت الاشتباكات الحدودية بعد الهجمات الجوية القاتلة التي شنها الجيش الباكستاني في آذار/ مارس الماضي على المناطق الحدودية الأفغانية والتي أسفرت عن مقتل ثمانية مدنيين، وفقًا لمسؤولي طالبان.

وصرح أحد سكان منطقة بارمال لوكالة "فرانس برس" أن الهجمات يوم الثلاثاء أدت إلى مقتل 18 شخصًا من عائلة واحدة، وأضاف أن ثلاثة أشخاص آخرين قُتلوا في منزل آخر وأصيب عدد كبير بجروح، تم نقلهم إلى المستشفى.

وأشار مسؤولو إمارة أفغانستان الإسلامية إلى أن القتلى هم من السكان المحليين ومن الأشخاص الذين فروا من منطقة وزيرستان الحدودية مع باكستان.

تُعد منطقة شمال وزيرستان الحدودية مع باكستان ملاذًا للجماعات المسلحة عبر تاريخها، وكانت هدفًا للهجمات العسكرية الباكستانية المستمرة منذ فترة طويلة والغارات الجوية الأمريكية بعد أحداث 11 أيلول/ سبتمبر واحتلال أفغانستان، مما أجبر الكثير من السكان على الفرار عبر الحدود.

وفي بيان لها، قالت حركة طالبان الباكستانية: "إن باكستان استهدفت عمدًا منازل اللاجئين". (İLKHA)