الدكتورة رقية دمير صالحة: قضية فلسطين مسؤولية الأمة جمعاء
أكدت الدكتورة التركية رقية دمير صالحة، التي قضت أكثر من 7 سنوات في غزة وشهدت "معركة طوفان الأقصى"، أن قضية فلسطين ليست مسؤولية الشعب الفلسطيني وحده، بل هي مسؤولية الأمة الإسلامية جمعاء.
نظم نادي المعرفة والفضيلة بجامعة إينونو مؤتمرًا بعنوان "مقاومة الأمة في فلسطين"، استضاف خلاله د. رقية دمير صالحة، طبيبة من ديار بكر، والتي عايشت المجازر في غزة لنحو 6 أشهر بعد عملية "طوفان الأقصى".
"قضية فلسطين مسؤولية الجميع"
بدأ البرنامج بتلاوة آيات من القرآن الكريم في قاعة الأستاذ الدكتور بكلية الشريعة "زاهد أكسو"، وسردت د. رقية تجربتها التي امتدت لأكثر من 7 سنوات في غزة، مؤكدة أن المأساة الفلسطينية لم تبدأ في 7 تشرين الأول 2023، بل هي استمرار لمآسي ومعاناة طويلة خاضها أهل المنطقة على مدار عقود.
وقالت: "إذا سمعتم صوت قصف واحد، لن تستطيعوا الجلوس في أماكنكم، أما أهل غزة فقد عاشوا ذلك يوميًا، إن غزة هي آخر قلاع فلسطين."
وأشارت إلى أن الشعب الغزاوي يعتبر الأرض أمانة إلهية ونبوية، ويتحمل كافة الصعاب من أجل الحفاظ على هويته وقيمه.
استذكرت د. رقية لحظات مروعة عايشتها أثناء القصف العنيف، قائلة:
"رأيت نساء يصرخن عند أبواب منازل استشهد أطفالهن أمام أعينهن، كنا نعبر فوق جثث الشهداء مع الأطفال الذين كانوا يحاولون تجنب المشي على دمائهم احترامًا للشهداء."
وأضافت أنها عاشت ظروفًا قاسية حيث انقطعت المياه والطعام، وواجهوا تهديدًا مستمرًا من الطائرات المسيرة والقصف العشوائي.
"رائحة الشهداء لا تُنسى"
تحدثت د. رقية عن تجربة روحانية عميقة عاشتها في غزة، حيث لاحظت أن أجساد الشهداء تبقى سليمة وتفوح منها رائحة عطرة لأشهر بعد استشهادهم، مما عزز إيمانها بوعد الله للشهداء.
وأشارت إلى أنه رغم الظروف الصعبة، استمرت الحياة في غزة، ويواصل الطلاب تعليمهم في خيام وأماكن بدائية، متحدين القصف ونقص الموارد.
دعوة لتحمل المسؤولية
اختتمت د. رقية حديثها بدعوة الأمة الإسلامية لتحمل مسؤولياتها تجاه فلسطين، قائلة:
"هذه القضية ليست قضية غزة وحدها، بل قضية الأمة بأكملها، علينا جميعًا أن نتحرك بالمال، والدعاء، والمقاطعة الاقتصادية، إذا كان علينا دفع ثمن لهذه القضية، فيجب أن نكون مستعدين لذلك".
وأكدت على ضرورة الضغط على الحكومات للتحرك من أجل وقف العدوان على غزة، داعية المسلمين إلى الوحدة والعمل الجاد لدعم فلسطين ومقدساتها. (İLKHA)