الأستاذ محمد كوكطاش: نفرح مع المسلمين ونحزن معهم
عبّر للأستاذ محمد كوكطاش عن فرح المسلمين بانتصار الثورة السورية، واعتبرها ثورة عظيمة تحمل نضجًا ودروسًا مستفادة من تجارب الماضي، وأكد أن هذا النصر بداية أمل لتحرير الأمة من الطغيان، داعيًا الله لتحسين حال الأمة يومًا بعد يوم.
كتب الأستاذ محمد كوكطاش مقالاً جاء فيه:
لأننا مسلمون، فإن التميّز الحقيقي لنا يكمن في أننا نفرح مع المسلمين ونحزن معهم، هذه واحدة من أبرز صفاتنا وأهم خصائصنا؛ نحتفل بالأعياد معًا ونعيش أوقات الحزن والمآسي معًا.
نحن الآن نحتفل مع إخوتنا السوريين بانتصارهم، ونسأل الله أن يُتمّ لهم هذا النصر، وألا يجعل فرحتنا ناقصة.
لا ينبغي لأحد أن يستهين أو يقلل من شأن هذا الحدث، فهو ثورة، بل ثورة عظيمة! وأعظم أمانينا أن تظل هذه الثورة ثابتة على الطريق الصحيح دون انحراف.
مما رأيناه، فقد كانت البداية مبشّرة، وتسير بطريقة أجمل من بدايتها. يبدو أن الإخوة الذين يقودون هذه الثورة قد تعلموا الكثير من دروس ما حدث في منطقة الشرق الأوسط، وقد قاموا بتحليل عميق لما يسمى بـ"الربيع العربي"، والأهم من ذلك، أنهم أدركوا جيدًا حجم الخسائر التي تكبّدتها الأمة الإسلامية بسبب بعض الانتفاضات غير الناضجة.
لقد فاجأونا بقرارهم في وقت لم يتوقعه أحد، وأظهروا نضجًا لم يكن في الحسبان.
وربما ينجح هؤلاء الإخوة في إبقاء سوريا - التي تُعد من أكثر المناطق تنوعًا دينيًا وعرقيًا وطائفيًا - كنموذج لوحدة الصف، ليكونوا قدوة لجيرانهم والعالم الإسلامي.
البيانات التي يصدرها هؤلاء الثوار والمعاملة التي يبدونها تجاه الناس في المناطق التي يسيطرون عليها تبعث الأمل والفرح في النفوس.
ويجب أن ندرك أن الله سبحانه وتعالى قد منحنا لطفًا وكرمًا كبيرًا في يوم كانت فيه الأمة الإسلامية تغرق في الحزن واليأس.
نحن نؤمن بأن الله سيفتح لنا أبواب النصر والتحرير لغزة وفلسطين بطريقة لا نتوقعها ولا نعرفها.
نصر إخوتنا السوريين سيكون بداية لانفتاح آفاق جديدة للأمة الإسلامية، بل حتى للإنسانية المنصفة.
سقوط الطاغية في سوريا سيكون مقدمة لسقوط الصهيونية والطغاة الصهاينة أيضًا بإذن الله.
هذا ليس تمنيًا فارغًا أو أحلامًا مجردة، بل هو نتيجة إيماننا بقدرة الله على كل شيء.
نسأل الله أن يجعل أيام الأمة الإسلامية أفضل يومًا بعد يوم! (İLKHA)