الأستاذ محمد كوكطاش: فرحنا بشأن سوريا
عبّر الأستاذ محمد كوكطاش عن فرحته بعودة السوريين إلى ديارهم وتجنب المعارضة للعنف والتمييز الطائفي، مما يعزز الأمل بسوريا أفضل. لكنه حذّر من مخاطر انقسام المعارضة أوميلها للعنف، مع بقاء تفاؤله بالمستقبل.
كتب الأستاذ محمد كوكطاش مقالاً جاء فيه:
قبل كل شيء، نحن سعداء بعودة السوريين إلى أوطانهم وديارهم، ولا ندري هل هناك من لا يفرح بذلك؟
كما أننا حزنّا سابقًا عندما تعرضوا للمجازر وأُجبروا على مغادرة ديارهم المدمرة، فإننا اليوم نشعر بالسعادة لعودتهم، لقد قضينا تلك الأيام بالدعاء وتنظيم الاحتجاجات، وعندما لجأوا إلى مدننا كلاجئين، كانت الجماعات الإسلامية سباقة لدعمهم، واليوم نتابع عودتهم إلى ديارهم بفرح، فمن لا يفرح بذلك؟
سبب آخر لسعادتنا يتعلق بسوريا هو أن المناطق المحررة، وعلى رأسها تل رفعت، وحلب، وحماة، لم تشهد أعمال انتقام، وتم إعلان عدم اللجوء إلى مثل هذه الأعمال، فالشيء الوحيد الذي قد يُضعف المعارضة ويجعلها تفشل هو اللجوء إلى العنف، حتى وإن كان أنصار النظام قد مارسوا العنف ضدهم في الماضي، فإن إعلان المعارضة عن رفضها اتباع هذا النهج من شأنه أن يغير مصير سوريا.
إعلان المعارضة في حماة، التي تعرضت لمجزرة كبيرة قبل 42 عامًا، أنهم لا يفكرون في الانتقام يُعد خطوة حكيمة من وجهة نظرنا.
كذلك، من الأمور المهمة التي أُعلن عنها هو أنه لن يكون هناك تمييز طائفي أو مذهبي في أي منطقة، لا سيما في حلب، وأن إدارة هذه المناطق ستتشكل بما يتماشى مع إرادة الشعب.
هذه وغيرها من الأمور تجعلنا نشعر بالفرح تجاه سوريا، ومع ذلك، لدينا مخاوف وقلق.
أبرز مخاوفنا هو انقسام المعارضة وبروز مجموعات متعصبة أو ميالة للعنف.
يجب أن نتذكر أن الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وكل القوى الإمبريالية تنتظر بفارغ الصبر أن تتحول المعارضة السورية إلى صورة مشابهة لداعش، فالعنف وصور المجازر هي الطريق الوحيد الذي سيسمح للإمبريالية بالتنفس واستعادة السيطرة.
قلق آخر لدينا هو تصاعد عدوان دولة الإرهاب الصهيوني في غزة ولبنان، واحتمال توجهها نحو دمشق ومرتفعات الجولان.
ومع ذلك، نبقى متفائلين كما كنا دائمًا، وندعو الله أن ينتهي هذا الأمر بخير. (İLKHA)