• DOLAR 34.633
  • EURO 36.666
  • ALTIN 2948.636
  • ...
الأستاذ حسن ساباز: الكارثة تلو الأخرى
Google News'te Doğruhaber'e abone olun. 

كتب الأستاذ حسن ساباز مقالاً جاء فيه:

مع اقتراب برد الشتاء، تستمر الإبادة الوحشية في غزة.

في ظل الخيام التي نُصبت بجوار المناطق السكنية المحطمة، تُستخدم أسلحة مرعبة من قبل كائنات لا تحمل في طياتها أي معنى للإنسانية، تُحرق بها الأجساد وتُدمر بها الأرواح.

لا أحد يُقدم أي دعم عسكري عملي، وهذا متوقع؛ ولكن حتى المساعدات الإنسانية لا تدخل إلا بالكميات التي تسمح بها قوات الاحتلال الإرهابية.

وحتى في مسألة تقديم هؤلاء المجرمين للمحاكمة على جرائم الإبادة، نجد أن دولة مسيحية مثل جنوب إفريقيا هي التي تتقدم بذلك.

أما حال الأمة الإسلامية فهو مأساوي...

الأنظمة المتواطئة تنتظر التدمير الكامل لغزة، بلا أي رحمة لبقاء أحد على قيد الحياة، ومن بقي منهم يواصلون مناشدة "المجتمع الدولي".

جثث الأطفال الممزقة، والأحياء التي صارت ركامًا، والمدنيون الذين يتم اعتقالهم وإعدامهم، وحالات الاغتصاب التي تُمارَس في السجون، كل ذلك يُثقل الحياة على الشعوب المسلمة، ومع ذلك، هناك من يستغل هذا الوضع المأساوي لتحقيق مكاسب خسيسة.

دعوني أذكر بعض الأمثلة على هذه الكوارث...

تقدمت الحكومة الكويتية بمبادرة لإرسال نحو 20 سيارة إسعاف مجهزة بالكامل إلى غزة، ورغم محاولات الاحتلال منع ذلك، أصرت الحكومة الكويتية وتدخلت من خلال وسطاء لإتمام الأمر، وبعد فترة من الانتظار، دخلت سيارات الإسعاف إلى غزة، لكن الطاقم الطبي في غزة اكتشف أنها سيارات قديمة وغير مجهزة بالمعدات الطبية. وبينما تصر الحكومة الكويتية على أن السيارات التي أرسلتها كانت جديدة ومجهزة بالكامل، تكشّف الأمر بأن المسؤولين العسكريين في سيناء بمصر قد استولوا على السيارات المرسلة وأرسلوا سيارات قديمة لا تصلح للاستخدام، وعندما أثير الموضوع، اعترفوا بفعلتهم وبرروا ذلك بالقول: "عندما تدخل سيارات الإسعاف إلى غزة، ستتعرض للقصف من إسرائيل على أي حال، لذا أرسلنا سيارات قديمة."

ما نواجهه هنا هو كارثة إنسانية وأخلاقية.

عدم القيام بشيء تجاه هذه الأزمات أمر سيئ بما يكفي، ولكن أن نستولي على المساعدات المرسلة ونبدّلها بمعدات غير صالحة يظهر أننا في نفس المستوى الأخلاقي المتدني الذي يمثله المحتل الصهيوني.

وهذا مثال آخر على الكارثة، للأسف من أقرب الأماكن إلينا.

في دولة الإمارات، قام ثلاثة شبان بقتل إرهابي صهيوني كان يتفاخر بصوره وهو يشارك في جيش الاحتلال، بعد ذلك لجأ هؤلاء الشبان إلى تركيا، ولكن سرعان ما تم القبض عليهم من قبل المخابرات والأمن التركي، ووفقًا لتقارير إعلامية، تم تسليمهم إلى الإمارات.

وبينما لم تتقدم الحكومة التركية بأي خطوة تجاه طرح مشروع قانون اقترحته حزب "الهدى" بشأن محاكمة مزدوجي الجنسية المتورطين في جرائم الإبادة، قامت هذه الحكومة بتسليم ثلاثة شبان لدولة متعاونة مع الاحتلال فقط لأنهم قتلوا إرهابيًّا متورطًا في الإبادة.

الكارثة هنا تتجلى في أن إرهابيًّا صهيونيًّا يمكنه التجول بحرية والاستمتاع بعطلته في دولة إسلامية، بينما الحكومة والأجهزة الأمنية في هذه الدولة تنفذ عملية تُفرح الاحتلال الصهيوني بدلًا من التصدي له.

كل من يستطيع فعل شيء تجاه الإبادة ولكنه يلتزم الصمت، سيتحمل عاقبة ذلك أمام المحكمة الإلهية، ولن ينجو أي منا من المسؤولية.

أما من يقوم بأفعال تُسر الصهاينة وتُشجعهم، فإنه سيلقى جزاءه في الدنيا قبل الآخرة، وستكون العاقبة وخيمة. (İLKHA)
 



Bu haberler de ilginizi çekebilir