الأستاذ محمد كوكطاش: نحن محاطون بأمريكا من كل جانب ومع ذلك...
يلخص الكاتب محمد كوكطاش التناقض في العلاقة التركية الأمريكية، حيث تحاصر أمريكا تركيا من الخارج بالقواعد العسكرية وتدعم أعداءها، بينما تسعى تركيا لإثبات صداقتها لها، وفي الوقت نفسه، ينتقد الكاتب التناقض الشعبي، حيث يُنظر لأمريكا كعدو، لكن يُحلم بالهجرة إليها واعتماد ثقافتها، حيث دعا إلى إنهاء هذا التناقض واتخاذ موقف واضح وصادق.
كتب الأستاذ محمد كوكطاش مقال جاء فيه:
حقًا نحن دولة غريبة، وشعبنا أكثر غرابة.
من جهة، نحن محاطون من كل جانب بعداء أمريكا وحصارها.
ومن جهة أخرى، نسعى بكل جهد لإثبات أننا أصدقاء وحلفاء للولايات المتحدة.
قولوا لي، من أي جهة لم نتعرض للحصار؟
ألم يكن امتلاء اليونان بالقواعد الأمريكية كافيًا، والآن بدأت الجزر اليونانية القريبة جدًا منا، التي نسمع صوت سكانها عندما يصرخون ونشاهد أنوارها في الليل، تتحول واحدة تلو الأخرى إلى قواعد أمريكية.
أما الشطر الرومي من قبرص، فهو على وشك أن يصبح أكبر قاعدة أمريكية غير مكلفة، دون الحاجة إلى حاملات طائرات باهظة التكلفة في المنطقة.
قل قريبًا منا أم في ظهرنا، لقد أصبحت المدينة اليونانية (ألكساندروبولي) بالفعل قاعدة أمريكية مليئة بالآلاف من الدبابات والصواريخ.
أما الحدود الجنوبية... فتركيا تخوض معارك يومية في سوريا، لكن السؤال هو: إذا لم تكن تلك الحرب ضد أمريكا، فضد من تكون إذًا؟
نعم، كل أعداء هذا البلد، بما في ذلك تنظيم فتح الله غولن ، يجلسون في حضن أمريكا، أليس كذلك؟
وكأن الحصار الخارجي الذي نعيشه لا يكفي، نواجه أيضًا القواعد الأمريكية في الداخل وحالة الجمود التي نجد أنفسنا فيها أمام أمريكا بسبب التزاماتنا مع الناتو.
من الطبيعي أن يرى شعبنا كل هذا، ولذلك تُظهر استطلاعات الرأي أن الناس يعتبرون أمريكا العدو الأكبر.
نعم، يرون أمريكا العدو الأكبر، لكنهم عندما يُسألون، يجعلون أمريكا على رأس قائمة البلدان التي يرغبون في الهجرة إليها.
حلم نسبة كبيرة من الشباب هو الدراسة في الولايات المتحدة.
يعتبرون أمريكا العدو الأكبر، لكنهم يحلمون بأن يصبحوا مواطنين أمريكيين.
يهاجمون أعضاء المنظمات الفارين إلى أمريكا بحماس وشراسة، لكن عندما يذهبون هم إلى هناك، يلتقطون صورًا بفخر ويعتبرون ذلك امتيازًا.
ولا حاجة حتى للذهاب إلى أمريكا، يكفي أن ننظر إلى واقعنا الداخلي.
نحن العدو الأول لأمريكا، لكن أسواقنا وشوارعنا تبدو كأنها مدن أمريكية.
حقائبنا وملابسنا وكل ما نرتديه مليئة بالبضائع الأمريكية...
وبصرف النظر عن كل ذلك، وقد ذكرت ذلك من قبل ، عندما نصلي في المسجد، نرى كتابات أجنبية على ملابس من أمامنا، وحتى علامات الجوارب أثناء السجود.
لذلك أقول، بالله عليكم، دعونا نتوقف عن أحد هذين الأمرين.
إما أن نتوقف عن هذا العداء لأمريكا الذي يبقى حبرًا على الورق، ونقول: "كما هو واضح، أمريكا هي صديقنا الأكبر، نحن أمريكيون في داخلنا وخارجنا".
أو نتوقف عن كل ما ذكرناه.
وإلا، أليس في ذلك شيء من العيب؟ (İLKHA)